سكرين شوت

ديان لاد .. رحيل أيقونة هوليوود ورسالة وداع مؤثرة من ابنتها لورا ديرن

ديان لاد ..  رحيل أيقونة هوليوود ورسالة وداع مؤثرة من ابنتها لورا ديرن

للعلّم - رحلت عن عالمنا الممثلة الأيقونية ديان لاد، إحدى أبرز نجمات هوليوود الكلاسيكية، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من ستة عقود من العطاء الفني والإنساني، تاركة وراءها إرثًا سينمائيًا ثريًا وجيلًا من الفنانين الذين تأثروا بموهبتها العميقة. وجاء خبر وفاتها بمثابة صدمة لعشاق السينما في العالم، ولزملائها الذين نعوها بكلمات مؤثرة، وفي مقدمتهم ابنتها النجمة الحائزة على الأوسكار لورا ديرن، التي عبّرت عن حزنها العميق بكلمات وداع تمزج بين الفخر والحنين.

وداع مؤثر من لورا ديرن لوالدتها

نشرت لورا ديرن (58 عامًا) رسالة مؤثرة عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام"، قالت فيها:

"انتقلت إلى جوار الخلود هذا الصباح بطلتي العظيمة، أمي الرائعة، ديان لاد. كانت أعظم أم وجدة وممثلة يمكن أن تخلقها الأحلام. لقد كانت روحًا حنونة، مليئة بالحب والإبداع، وكأنها ضوء لا ينطفئ في حياتنا".

وأضافت لورا: "كنا محظوظين بوجودها بيننا، لقد منحتنا القوة والضحك والإلهام. والآن، هي تحلق في سماء الفن، كما فعلت دائمًا على الأرض".

بدايات فنية مبكرة ومسيرة حافلة

وُلدت ديان لاد في 29 نوفمبر 1935 في مدينة لوريل بولاية ميسيسيبي، وكانت الابنة الوحيدة للطبيب البيطري بريستون بول لادنر والممثلة ماري برناديت لادنر. منذ طفولتها، كانت ديان شغوفة بالفن؛ غنّت ورقصت ومثلت في عروض المدرسة، لتبدأ رحلتها الحقيقية في الخمسينيات مع الدراما التلفزيونية الكلاسيكية مثل "The Naked City" و*"Perry Mason"* و*"Mr. Novak"*.

لكن انطلاقتها الكبرى جاءت عام 1966 بفيلم "The Wild Angels" إلى جانب بيتر فوندا ونانسي سيناترا وبروس ديرن، الذي أصبح لاحقًا زوجها ووالد ابنتها لورا. ومن هناك، بدأت لاد تشق طريقها بثقة، لتصبح واحدة من أكثر الممثلات حضورًا وقوة في هوليوود.

مجد الأوسكار ونجاح عالمي

في عام 1974، قدمت ديان أداءً خالداً في فيلم "Alice Doesn’t Live Here Anymore" من إخراج مارتن سكورسيزي، والذي منحها أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة مساعدة، وجائزة "غولدن غلوب" لاحقًا عن أدائها في المسلسل المقتبس من الفيلم "Alice".

لم تتوقف مسيرتها عند هذا الحد، إذ رُشحت لاحقًا للأوسكار مرتين إضافيتين عن أفلام "Wild at Heart" (1990) و*"Rambling Rose"* (1991)، الأخير شاركتها بطولته ابنتها لورا ديرن، لتصبحا أول ثنائي أم وابنة يُرشحان للأوسكار في العام نفسه عن فيلم واحد.

وجه مألوف في التلفزيون الأمريكي

عرفها الجمهور أيضًا من خلال أدوارها المميزة في المسلسلات التلفزيونية، حيث نالت ثلاث ترشيحات لجائزة إيمي عن أعمال مثل "Dr. Quinn, Medicine Woman" و*"Grace Under Fire"* و*"Touched by an Angel"*.
وفي الثمانينيات، فازت بجائزة "غولدن غلوب" عن دورها في المسلسل الكوميدي "Alice".

حكاية أم مفجوعة

ورغم النجاح الكبير الذي حققته على الشاشة، عاشت ديان لاد مأساة إنسانية عميقة بعد وفاة ابنتها الصغيرة ديان غرقًا في عمر 18 شهرًا. وقالت في مقابلة عام 2022:

"لم يخلُ يوم من الألم منذ رحيلها، لا شيء يُعدك لفقدان طفل. كنت أعتقد أن الوقت سيشفي، لكنه لا يفعل. لكنه علّمني أن أحب الحياة أكثر، وأن أتمسك بالناس الذين أحبهم".

تلك التجربة الموجعة تركت أثرًا عميقًا في حياتها، وأثرت حتى على زواجها من الممثل بروس ديرن الذي انتهى بالطلاق عام 1969، لكنها استمرت في دعم ابنتها لورا ديرن وتشجيعها على دخول عالم التمثيل رغم خوفها الأولي من الأضواء.

إرث فني خالد وتأثير ممتد

بفضل موهبتها الفذة، أصبحت ديان لاد جزءًا لا يُمحى من ذاكرة السينما الأمريكية. كانت تجسد المرأة القوية والعاطفية في آنٍ واحد، امرأة تنكسر وتنهض في كل دور تؤديه.
وقد قالت عنها مارتن سكورسيزي في إحدى المقابلات:

"ديان كانت تملك موهبة نادرة، تجمع بين الواقعية والدفء الإنساني. كانت تجعل الكاميرا تحبها كما يحبها الجمهور."

استمرار الحلم مع لورا ديرن

ابنتها لورا ديرن واصلت المسيرة بأداءات باهرة في أفلام مثل "Jurassic Park" و*"Big Little Lies"* و*"Marriage Story"*، الذي فازت عنه بجائزة الأوسكار عام 2020، لتكمل الدائرة الفنية التي بدأتها والدتها.

اليوم، برحيل ديان لاد، تفقد هوليوود واحدة من رموزها الإنسانية والفنية، لكن سيرتها تبقى خالدة في ذاكرة السينما العالمية، وفي قلب كل من أحبها على الشاشة وخارجها.

"تحلقين الآن يا أمي، لكن إرثك باقٍ هنا، في كل مشهد علمتِنا فيه أن الفن يمكن أن يكون حياة." – لورا ديرن