وجهات نظر

أهداف وغايات إسرائيل في المنطقة

أهداف وغايات إسرائيل في المنطقة

إن السلوك السياسي والعسكري لدولة الكيان الاسرائيلي يدل على عدم رغبتهم في إقامة السلام، فهذا الكيان قام وعاش على مبدأ الحروب المتكررة، فالعقل الاسرائيلي مبني على نقطة واحدة وهي الامن، وهذا نابع من تاريخهم السياسي والاجتماعي فعقدة الخوف والانغلاق على الذات منذ ان كانوا يعيشون في دول اوروبا عاشوا في "معازل بشرية" مغلقة كأحياء يهودية صافية فعقدة الخوف من الآخر تجعل من موضوع الامن اساساً في التعامل مع الاخرين، وبنيت الدولة على المجازر والقتل ومسح مايزيد عن 550 قرية وتجمعا سكنيا في فلسطين منذ حرب العام 1948 وغيرت اسماء المدن والقرى ومسح التاريخ الفلسطيني العريق والموثق في الموسوعات والكتب التي عالجت الموضوع.

سبعة حروب رئيسية قامت بها اسرائيل عبر سبعة عقود من احتلال فلسطين غير الحروب الصغيرة، فالسلام لا يناسب هذا العقل المتكون من الخوف والآمن وهم بالدعم الامريكي يسعون الى تحقيق ذلك، وما يجري وجرى في غزة خير دليل على ما نذهب اليه، فقد تم مسح غزة بالكامل لجعلها غير قابلة للعيش واصبحت اطلال وركاما فالهدف من القتل والتدمير هو تهجير الشعب الفلسطيني في غزة من ارضه لكن الصمود والوعي أنهى الحلم الصهيوني بالتهجير، ورغم كل الالآم والجراح والحزن الا أن أهل فلسطين متجذرون منغرسون في الأرض، وها هي تماطل في تنفيذ وقف اطلاق النار، وتسعى جادة لإفشال خطة الرئيس ترمب ، وسعي رئيس الوزراء العنصري الفاشي من الاستمرار في الحكم كيمين متطرف يريد انهاء وتصفية القضية برمتها، والتوسع وفرض السيادة على دول المنطقة والانتهاء من اي شكل من اشكال المقاومة للتحرير، اسرائيل تسعى للهيمنة والتوسع والقضاء على كل من يقول لها لا، مهما كان ومن اين كان، فهذا كيان استيطاني احلالي توسعي يريد فلسطين من النهر للبحر ويريدها بلا سكان وهذا الواقع لا يستقيم مع فكرة السلام المطلوب عربياً، ولا يمكن ان يحصل في هكذا نوع من العقلية.

بقي هناك مرحلتان من مقترح ترامب للسلام في غزة انتظروا ماهي الشروط والعوائق والمطالب التي ستقدم من هذا الكيان الطارئ لمحاولة افشاله تماماً، ومن دون تدخل قوي وصادق وجاد امريكياً لا يمكن لهذا لمشروع النجاح، وافقت حركة حماس على إعادة الاسرى وجثث القتلى، والانسحاب من حكم غزة ، والقبول بحكومة تكنوقراط وتسليم السلاح لجهة فلسطينية عربية ورغم كل ذلك اسرائيل تضع العوائق والاشتراطات ولا تريد الاستمرار في هذا المسار، انتقلت اسرائيل لثلاث جبهات اخرى اولها الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان اذ ان هناك 166 مستوطنة مشرعة 220 بؤرة استيطان وممارسة المستوطنين ضد الفلسطينين في الضفة، والمداهمات والاعتقالات على قدم وساق هادفة مبدئياً الى احتلال كامل لمساحة 61 % من الضفة، والثانية الجبهة اللبنانية وعدم الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار واحتلال 8 نقاط داخل الاراضي اللبنانية والاستمرار بعمليات القصف اليومي للعديد من المواقع في الجنوب اللبناني وشرقه كذلك وعدم اعطاء اي فرصة لاستقرار الدولة بحجة سلاح حزب الله ومن المتوقع ان تشن حرب جديدة في لبنان بهدف استئصال سلاح حزب وهذه قريبة جداً.

إن اضعاف الدولة اللبنانية واستمرام عدم الاستقرار وحتى الحرب الاهلية هو هدف اساسي لدى إسرائيل، والجبهة الثالة هي سورية فبعد احتلال كامل الجولان وجبل الشيخ توسعت الى حدود نهر اليرموك ودرعا وحتى الطريق الدولي من دمشق الى درعا وما مساحته 450كم وهدفها خلق وبناء مناطق عازلة على ثلاثة مستويات، ناهيك عن ابقاء حالة عدم الاستقرار السياسي، وتقسيم سوريا الى كونتانات معزولة، السويداء، شمال شرق سوريا، والساحل السوري، ورفضها العودة الى اتفاق العام 1974.

وبالتالي الاهداف الاساسية التي ترتكز عليها هو ابقاء كامل المنطقة بحالة حرب وعدم استقرار وجعل المنطقة منشغلة بأزمات وصراعات داخلية في كل الدول العربية من أجل ان تحقق حالة من الهيمنة والسيادة وفرض الشروط التي تريد بالقوة، وما يسمى سلام القوة وكل هذا بدعم امريكي وعدم الاتفاق عل صيغة للوصول الى استقرار المنطقة ان اسرائيل تعقد كل الاوضاع والقضايا امام الجميع لابقاء المنطقة برمتها دول ومجتمعات منقسمة على نفسها غير قادرة على تحقيق الآمن والاستقرار والتنمية.