فينا الآن وقبل 35 سنة
أعود الى النمسا وانزل فينا العاصمة، لأشارك في نشاط عن المهاجرين والتهجير، واتذكر زيارتي الأولى للنمسا عام 1987، حين أمر الملك الحسين حمه الله ثلاثة من رؤساء التحرير في الصحف الأردنية بالسفر لمقابلة الرئيس النمساوي، "كورت فالدهايم"، الذي شنت آنذاك حملة شعواء شاركت فيها دوائر عدة عن مواقف ادعتها له في الحرب العالمية الثانية منحازة لصالح ألمانيا.
كان الملك الحسين شجاعاً في دفاعه عن الرئيس كورت فالدهايم، الذي كان من قبل قد شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة من عام 1972 – 1981.
وصلنا في حزيران عام 1987، انا والزملاء جورج حواتمة وعبد السلام الطراونة الى فينا، واقمنا في فندق الماريوت، ورتبت لنا زيارة لأكثر من موقع، ثم كان لنا لقاء مع وزير الخارجية النمساوي، بيتر ياكوفيتش، وبعد يومين قابلنا الرئيس كورت فالدهايم، على غداء في مطعم عادي وسط العاصمة، وقد نقلتنا سيارة الى هناك لنصل قبله، لم يحتفل بحضورنا أحد، وقد قادنا النادل الى طاولة في منتصف صالة المطعم وجلسنا، كان الكرسي الرابع على طاولتنا خالياً، وبعد عشر دقائق وصل الرئيس كورت فالدهايم، دون ان يحفل به احد وقد كان نفس النادل يدله على المكان الذي نجلس فيه، فسلمنا عليه وجلس، ولم يكن في صحبته حرس أو ضجيج، ولم يعبأ أحد من زوار المطعم بحضوره.
بدأ حديثه بالترحيب بنا في النمسا واثنى على الأردن ودوره السياسي ومواقف الملك الحسين في الأمم المتحدة حيث كان فالدهايم أميناً عاماً للأمم المتحدة في السنوات 1972 – 1981.
تحدث عن زيارته التي سيقوم بها الى الأردن وعن اللقاء المرتقب مع الملك الحسين، كنت متإثراً مع تواضع الرئيس الذي وصل بهدوء وغادر بهدوء مشياً على الأقدام، فقد ودعناه الى باب المطعم ليدخل الى الشارع مشياً.
كان في حديثه قد قال أنه معجب بالثقافة العربية، وقدم دليلا على ذلك طيبة العربي وقال إن أحد باعة الصحف في طريقه الى مكتبه اليومي، وهو شاب مصري راه وقدم له له صحيفة وأن الشاب لم يأخذ من الرئيس ثمناً، وحين استفسر لماذا، قال له الشاب، هذا تكريم لك،
كما ذكر لنا انه سيزوج أبنته يوم الأربعاء وقد كنا في يوم الاثنين وسنعود الثلاثاء الى عمان، فقال ان كنتم ما زلتم هنا في فينا فاني ادعوكم لحضور الحفل، وعين لنا المكان، وقال أنه الان بعد الغداء سيخرج ليقابل خطيب ابنته الذي يعمل في البنك ليتعرف عليه، يومها زاد انفعالي من تواضع الرئيس وبساطته، وكتبت مقالاً عنوانه "رأيت عمر بن الخطاب في فينا".
كان كورت فالدهايم، قد وصل عمان في الأول من تموز عام 1987، وكتبت عنه اكثر من مقالة في جريدة صوت الشعب التي كنت.اكتب فيها وخاصة عن النمسا واقتصادها وعلاقتها في السياسة والدبلوماسية ومواقعها التاريخية ودورها الالماني والأوروبي كتغطية تبرر زيارتنا لها والتعريف للجمهور بها.
في الزيارة الى الأردن استقبل الرئيس النمساوي من جانب الملك والمسؤولين الاردنيين بحفاوة بالغة، وكتبت عنه الصحف ووسائل الإعلام وغطيت الزيارة بشكل ممتاز، وفي حفل الاستقبال له قال الملك الراحل الحسين عن كورت فالدهايم، "أنه رجل سلام حقيقي"، عمل طوال الوقت من اجل السلام وكانت كلمات الملك مؤثرة، وقد نشرتها صيفة الراية الكويتية في مانشيت رئيسي لها في 6 / 7 / 1987، مع صورة الاستقبال، فقد تعرض كورت فالدهايم لحمة ظالمة من اللوبيات الصهيونية في امريكا، زمن ادارة رونالد ريغان ووزير خارجيته جورج شولتز.
لم يخف الملك الراحل امتعاضه من الحملة التي تعرض لها الرئيس النمساوي، وقد قال "أنني أشعر بالاستياء من الهجوم الذي يتعرض له الرئيس النمساوي".
لا أعرف لماذا تذكرت كل ذلك وانا أجلس في ردهة الفندق، أمس وانا أمر من امام دار الأوبرا، وحيث تعزف الفرقة الموسيقية أبرز السمفونيات العالمية في الشوارع، كان ذلك قبل 38 سنة، وهذه المدينة العريقة تعاود القها المدهش الذي أعجب الفنانين حين لحن فريد الاطرش اغنية ليالي الأنس في فينا التي غنتها الفنانة شقيقته الراحلة أسمهان عام 1944، وهي من كلمات المبدع احمد رامي، وهي من أشهر اغانيها إذ غنتها في فيلم "غرام وانتقام"
ليالي الانس في فيينا نسمها من هو الجنة، نغم في الجو له رنة، سمعها الطير بكى وغنى.
كان الملك الحسين شجاعاً في دفاعه عن الرئيس كورت فالدهايم، الذي كان من قبل قد شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة من عام 1972 – 1981.
وصلنا في حزيران عام 1987، انا والزملاء جورج حواتمة وعبد السلام الطراونة الى فينا، واقمنا في فندق الماريوت، ورتبت لنا زيارة لأكثر من موقع، ثم كان لنا لقاء مع وزير الخارجية النمساوي، بيتر ياكوفيتش، وبعد يومين قابلنا الرئيس كورت فالدهايم، على غداء في مطعم عادي وسط العاصمة، وقد نقلتنا سيارة الى هناك لنصل قبله، لم يحتفل بحضورنا أحد، وقد قادنا النادل الى طاولة في منتصف صالة المطعم وجلسنا، كان الكرسي الرابع على طاولتنا خالياً، وبعد عشر دقائق وصل الرئيس كورت فالدهايم، دون ان يحفل به احد وقد كان نفس النادل يدله على المكان الذي نجلس فيه، فسلمنا عليه وجلس، ولم يكن في صحبته حرس أو ضجيج، ولم يعبأ أحد من زوار المطعم بحضوره.
بدأ حديثه بالترحيب بنا في النمسا واثنى على الأردن ودوره السياسي ومواقف الملك الحسين في الأمم المتحدة حيث كان فالدهايم أميناً عاماً للأمم المتحدة في السنوات 1972 – 1981.
تحدث عن زيارته التي سيقوم بها الى الأردن وعن اللقاء المرتقب مع الملك الحسين، كنت متإثراً مع تواضع الرئيس الذي وصل بهدوء وغادر بهدوء مشياً على الأقدام، فقد ودعناه الى باب المطعم ليدخل الى الشارع مشياً.
كان في حديثه قد قال أنه معجب بالثقافة العربية، وقدم دليلا على ذلك طيبة العربي وقال إن أحد باعة الصحف في طريقه الى مكتبه اليومي، وهو شاب مصري راه وقدم له له صحيفة وأن الشاب لم يأخذ من الرئيس ثمناً، وحين استفسر لماذا، قال له الشاب، هذا تكريم لك،
كما ذكر لنا انه سيزوج أبنته يوم الأربعاء وقد كنا في يوم الاثنين وسنعود الثلاثاء الى عمان، فقال ان كنتم ما زلتم هنا في فينا فاني ادعوكم لحضور الحفل، وعين لنا المكان، وقال أنه الان بعد الغداء سيخرج ليقابل خطيب ابنته الذي يعمل في البنك ليتعرف عليه، يومها زاد انفعالي من تواضع الرئيس وبساطته، وكتبت مقالاً عنوانه "رأيت عمر بن الخطاب في فينا".
كان كورت فالدهايم، قد وصل عمان في الأول من تموز عام 1987، وكتبت عنه اكثر من مقالة في جريدة صوت الشعب التي كنت.اكتب فيها وخاصة عن النمسا واقتصادها وعلاقتها في السياسة والدبلوماسية ومواقعها التاريخية ودورها الالماني والأوروبي كتغطية تبرر زيارتنا لها والتعريف للجمهور بها.
في الزيارة الى الأردن استقبل الرئيس النمساوي من جانب الملك والمسؤولين الاردنيين بحفاوة بالغة، وكتبت عنه الصحف ووسائل الإعلام وغطيت الزيارة بشكل ممتاز، وفي حفل الاستقبال له قال الملك الراحل الحسين عن كورت فالدهايم، "أنه رجل سلام حقيقي"، عمل طوال الوقت من اجل السلام وكانت كلمات الملك مؤثرة، وقد نشرتها صيفة الراية الكويتية في مانشيت رئيسي لها في 6 / 7 / 1987، مع صورة الاستقبال، فقد تعرض كورت فالدهايم لحمة ظالمة من اللوبيات الصهيونية في امريكا، زمن ادارة رونالد ريغان ووزير خارجيته جورج شولتز.
لم يخف الملك الراحل امتعاضه من الحملة التي تعرض لها الرئيس النمساوي، وقد قال "أنني أشعر بالاستياء من الهجوم الذي يتعرض له الرئيس النمساوي".
لا أعرف لماذا تذكرت كل ذلك وانا أجلس في ردهة الفندق، أمس وانا أمر من امام دار الأوبرا، وحيث تعزف الفرقة الموسيقية أبرز السمفونيات العالمية في الشوارع، كان ذلك قبل 38 سنة، وهذه المدينة العريقة تعاود القها المدهش الذي أعجب الفنانين حين لحن فريد الاطرش اغنية ليالي الأنس في فينا التي غنتها الفنانة شقيقته الراحلة أسمهان عام 1944، وهي من كلمات المبدع احمد رامي، وهي من أشهر اغانيها إذ غنتها في فيلم "غرام وانتقام"
ليالي الانس في فيينا نسمها من هو الجنة، نغم في الجو له رنة، سمعها الطير بكى وغنى.