وجهات نظر

حديث يحتاجه الأردنييون

حديث يحتاجه الأردنييون

كنا نحن الاردنييون بحاجة إلى نرى الملك يتحدث امس في مناسبة دستورية لكنها كانت دقائق اردنية قدم فيها الملك لشعبه ملخص عام مضى كان قاسيا من جهة وكان جزءا من مرحلة صعبة وخطيرة لو تحقق فيها المخطط الأخطر.

وكان الاردنييون بحاجة لان يتذكروا مع كل مرحلة صعبة يخاف فيها بعضنا على استقرار بلدنا وهويته وتزداد شهية اهل الشر الذين لم يتركوا وسيلة لالحاق الاذى بالأردن ان هذا الوطن ولد وعاش في منطقة لم تهدأ ، وازمات لم تتوقف وحروب ومؤامرات من القريب والبعيد ، وكان اول حديث الملك لنا نحن الأردنيين ان الاردن لاخوف عليه فكلمة سر صموده هم الاردنييون بايمانهم بالله وايمانهم بالدولة الاردنية ومؤسساتهم وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والامنية .

ولم يكن الملك امس يلقي خطابا فقط لكنه كان يلخص مسيرة هذا البلد وسر قوته ويقول للعدو والصديق ان من يراهن او راهن يوما على تبعثرنا او تفكك هذه الدولة في خضم اي أزمة سيبقى يخوض معارك خاسرة .

في آخر أزمات الإقليم حيث الحرب على غزة كانت غاية بعض الجهات دولا او تنظيمات ليست مناصرة اهل غزة بل اخذ الاردن إلى مساحات الفوضى واختطاف قراره عبر الشارع والصراخ والشتائم وتحويله إلى ساحة ، لكن الاردنيون ومؤسساتهم حافظوا على بلدهم وقطعوا أيدي العبث وبقيت اليد الاردنية ممدودة إلى اهل غزة وقضية فلسطين.

الروح التي تحدث فيها الملك امس لم تكن روح الفخر بكل ماهو أردني فقط لكنها روح التحدي التي عبرنا بها كل الازمات واسقطنا كل رهانات الشياطين حولنا ، ولم نقصر بواجبنا ، روح أراد الملك ان ينقلها لكل أردني بأن الازمات وان كانت تقلقه لكن العبرة بالقوة التي يعبر بها الاردن .

وليس بعيدا من اليوم عندما أعلن ترامب عن خطته لتهجير اهل غزة إلى الاردن ومصر ويومها حاول البعض اقناعنا ان الامر قدر بل وتحدثوا عما بعد التهجير لكن الملك وخلفه كل حملة الدم الأردني ذهبوا إلى مسار مواجهة الأمر بالحكمة والعقل والموقف الصادق، وهذا الأمر عنوان لمواجهة مايبعث على القلق لكنه يصنع التحدي .