وجهات نظر

الفريق مازن القاضي .. بين الأمن والسياسة

الفريق مازن القاضي ..  بين الأمن والسياسة

السيد أحمد الصفدي يغادر ، رئاسة مجلس النواب مختاراً طائعاً والبعض يقول لظروف استوجبت ذلك؟ وقد تكون هناك قرارات ومواقف لا يعقلها الكثيرون، ولكن الرجل الذي وصف بالسلاسة والحرص على انفاذ السياسة الوطنية دون تردد أو غضب، قبل ذلك برحابة صدر ولم تأخذه أسباب التحريض والاستفزاز بما يجعله يدمر ما انجز أو يسيء الى حسن الظن به.

يمضي أحمد الصفدي بسمعة طيبة من البرلمان

ويترشح آخرون ويرن في الاذن اسم الصديق العزيز، الذي انقطعت عنه طويلاً رغم متابعة نشاطاته داخل البرلمان وخارجه، وقبل ذلك منذ كان مديراً ناجحاً للأمن العام.

كانت صلتي بالباشا مازن القاضي قديمة منذ سنوات، وقد كرمني حين كان مديراً للأمن العام، وقال "ذكرك جلالة سيدنا الملك الحسين أمام مجموعة من الضباط بالخير بعد أن كرمك، وأنا اليوم أكرمك”.

ومضت الأيام وتوفي قريب الباشا المرحوم حامد سعود القاضي في منطقة الشمال في بلدة حوشا حيث أهله، وقد قمت بتقديم واجب العزاء هناك وتعرفت عنده الى مجموعة من المعزين جاءوا من فلسطين وتحديدا من شمالها، وقد ارتبطوا مع القاضي بعلاقات حميمة وصداقات عائلية قديمة كما عرفت

، كما كان في العزاء وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، الذي قال لي أنه تدرب في الأردن، وقد دعاني يومها لزيارة البحرين، وقبلت الدعوة والتقيته في مكتبه، وقد امتدح سيرة الباشا مازن القاضي وأثنى على دوره المميز في الأمن العام.

وبعد تقاعده، واصل الباشا مازن دوره الوطني وبنى على حب أهله

ومنطقته له وخدمته لهم، فاختاروه نائباً لهم في البرلمان، وطوال فترة عمله تميز القاضي بحبه لوطنه وولائه لقائدة الملك عبد الله الثاني ومواقفه الوطنية التي لا تقبل المزايدة.

ها هو الباشا مازن، بعد سنوات من العمل والمنافسة الشريفة التي لا تقبل طعناً ولا انتهازية يتقدم لرئاسة مجلس النواب، وقد أحاط به نفر ممن أحبوه وآمنوا بعمله ودوره.

ولأنني مراقب وكاتب، فانني لا أزكي على من اختاروه أحدا، وليس لي في ذلك شأن، ولكني وأنا أتابع اسمه، تذكرت الرجل ومناقبيته وحبه للناس وعلو أخلاقه ووطنيته، فأردت أن أورد ذلك حتى لا الجم معرفة ربما تنفع، وحتى لا اصمت حيث يجب القول في الموعد المناسب وفي المكان المناسب،

حياة مازن القاضي، سجل من الإنجاز المتراكم الطويل حمله الى هذا الموقع، حيث يستفتى عليه بالانتخاب، وهو أعلى درجات الاختيار، ليقرر البرلمان تحت قبته ذلك بالتصويت الحرّ، وانا متأكد انه سيقبل النتيجة مهما كانت، لأنه تعود على ذلك العطاء والقبول. وبما قبل به الناس وبما فرضته المصلحة العامة.

كان القاضي ضابطاً منتظماً،

كلمته امس على نفس رقم تلفونه الذي كان قبل اكثر من خمسة عشر عاما، لم يغيره حتى حين كانت تنهال عليه طلبات الناخبين طوال الوقت، وقد أنهى الخدمة العسكرية برتبة فريق، وهي من أعلى الرتب التي حاز عليها ضباط الأمن العام.

فقد ظل أبن حوشا وفياً لأهله وقريته الصغيرة ووطنه الكبير الأردن، وأمته الكبرى وقد سمعت فيه كلاماً من وزير الداخلية البحريني، لم أسمعه في أيّ شخصية أردنية أخرى من اقرار بالفضل، حيث تناول في حديثه شخصية مازن تركي القاضي والشخصية الثانية التي امتدحها الوزير كان الراحل الفريق عبد الرحمن العدوان، الذي كان خريجاً من نفس الكلية في الأردن مع وزير الداخلية البحريني

أما سيرة القاضي كما تلقيتها بعد اتصالي به، فهو حاصل على بكالوريس في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 1978، وتخرج بعدها من كلية الشرطة الملكية عام 1980، وعمل مديراً لإدارة مكافحة المخدرات ولشرطة عجلون، ومسؤول ارتباط في السفارة الأردنية في بغداد عام 2002، ومديراً لشرطة العقبة، وقائداً لقوات البادية الملكية عام 2004، ومديراً لإدارة الأمن الوقائي ثم مديراً للأمن العام من سنوات 2007 – 2020، ثم بعد ذلك، وقد مر بمختلف المراتب الأمنية الشرطية، أصبح نائباً في البرلمان السادس عشر عن دائرة بدو الشمال.

وهو يترشح اليوم لرئاسة مجلس النواب، وقد حمل الفريق القاضي أوسمة عديدة منها، الاستحقاق والاستقلال والكوكب والنهضة

، أتذكر الباشا بالمحبة، فقد استوجب علي وعلى محبيه ذلك، وقد تذكرته باتصال و تذكرت فيه مواقف محببة.