وجهات نظر

تشرين الاردني .. عليكم أن تستشهدوا

تشرين الاردني  ..  عليكم أن تستشهدوا


صفحة من تاريخ جيشنا العربي الاردني وهي دوره التاريخي في حرب تشرين عام 1973، اختار لهذا الدور أكثر من عنوان من واقع المعركة ومن سيناريو القتال ، فقد رسم الجند الاردنيين لوحة من البطولة والشرف على ارض المعركة ، وحين تقرأ في قتال جيشنا الاردني تخال انها معركته لوحده على الجبهة السورية ، وكأن الجندي الاردني يقاتل دفاعا عن سوريا وكأنه يدافع عن بيته .

وأعدت مديرية الاعلام العسكري فيلما خاصا عن حرب تشرين" من الرمثا الى درعا" ولكن باسم تشرين الاردني نشرته حديثا يوم 21 تشرين الاول 2025، هذا الاسم الجريء الذي يعبر عن تضحياتنا وعن دورنا في معركة خضناها بعزمنا وقوتنا وجابهنا العدو وتحديات الارض وضعف التنسيق ،وبذكاء القادة الذين خاضوا حربا ليس فقط على الجبهة السورية بمواجهة العدو ولكن على أكثر من جبهة من يمينهم وشمالهم وخلفهم .

دورنا البطولي في حرب تشرين وخاصة ونحن نتابع الفلم التوثيقي الذي أعدته مديرية الاعلام العسكري وقد حمل اسم : تشرين الاردني " ليعلن العنوان أن معركة الجيش الاردني وكأنها فوق الارض الاردنية وهي دفاعا عن سوريا ولكنها دفاعا عن الاردن ، ، ويحق لنا بفخر أن نجهر بالتسمية " تشرين الاردني " مثلما علينا أن نعيد النظر في سجل تاريخنا العسكري والسياسي لنسمي الاشياء بمسمياتها الواقعية بكل شجاعة وجرأة .

وحتى من متابعة فلم تشرين الاردني ، فكم توقفت مشدوها وأنا استمع لكلمات قائد اللواء "العميد خالد هجهوج المجالي " في هذه المقابلة النادرة وقد مرت على وفاته رحمه الله ثمانية عشر عاما ، وشعرت أن لا فرق عندي بين صوته وصريك جنزير دبابته ،وتأملت في صورته وكأن غبار المعركة لا زال يزين محياه ، وتخليت صوته وهو يصدر أمره الى الشهيد فريد الشيشاني والى محمد عبدالله الشقران الرمثاوي وهما من قادة السرايا ويقول " تقدموا وعليكم أن تستشهدوا " ، وهذه لوحدها تحتاج لأن تكون مشروع عمل سينمائي بمثل هذا الفلم المبدع لمديرية الاعلام العسكري لما تحمله العبارة من ابعاد وطنية ودينية ، ويذكرنا بكلمات للمغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه في حرب حزيران 1967، والاستفادة من المقاتلين الابطال من مثل ضابط استخبارات اللواء حينها " ملوح نزال العيسى " والمقابلات النادرة من مثل حديث المقدم الركن محمود حماد الموانيس .

نحن بانتظار تجليات قادمة ، وانتاج جريء بالحق ليعرف العرب والعالم واصحاب الاجندات من متسيدي مؤسسات الثقافة ذلك الجهد الحقيقي الصادق ومعرفة من هم الرجال الرجال ،في كل مواقع الشرف والبطولة ، في الوقت الذي نتراكض وراء الشكليات والترندز ونرى الواجهة تبرز لنا ما هب ودب بسياسات اعلامية متخبطة ، ولكن سيبقى المسار الاعلامي العسكري وقد قدم هذا النموذج هو من يقود الثقافة الوطنية ويرسم دروب الاعتزاز الوطني وتعميق مفاهيم الولاء والمواطنة .