وجهات نظر

متفوقون يرفعون رؤوسنا عالياً

متفوقون يرفعون رؤوسنا عالياً

سأكتب عن أطباء أردنيين تخطوا الى الدائرة العالمية وأصبحوا في قوائمها، ومنهم من يتصدرها، فلسنا كمّا، وإنما نوعاً حينما نتوقف عند الشخصية الأردنية التي وجدت ظروفاً ومناخات استطاعت أن تدخل العالمية وأن تنافس بجدارة.

قد تكون القائمة طويلة، من المميزين في الطب وغيره وقد تحتاج أن أفرد لها كتاباً مستقلاً تحت عنوان "متفوقون مبدعون"... وأدعو الجهات الرسمية الى وضعهم في قائمة وتكريمهم، سواء كانوا هنا أو في الخارج، فهم ثروة تحمل اسم الأردن، كما أنهم سفراء له، حتى لا نظل نتحدث فقط عن الفقر والبطالة وصندوق المعونة الوطنية، وغير ذلك من نشاطات واهتمامات.

اتوقف عند طبيب لفت انتباهي أخيراً، وقد قرأت عنه ، وهو الدكتور سهيل بكار، فمن هي هذه الشخصية العالمية، حاولت الحصول على رقم تلفونه ومعرفة مكان إقامته او عمله بعد ان قرات عنه في مصدر اجنبي واخذ ذلك مني وقتا فقد استعنت بأصدقاء اطباء واتصلت بمستشفيات وبوزارة الصحة واخيرا ساعدني طبيب صديق بان اعطاني رقم عيادته ووجدت انه يعمل في مستشفى عبد الهادي الجديد في شارع الخالدي ولما سالته عرفت ان والده هو استاذنا في الأدب العربي، المقارن الدكتور يوسف بكار مولف خمس كتب وهو بروفيسور اطال الله عمره وهو الذي ترجم رباعيات الخيام،

أما الدكتور سهيل الذي اكتب عنه، فقد حاز على درجة البكالوريس في الطب من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في تخصص الطب والجراحة العامة، ونال الاختصاص العالمي الأول وبورد الجراحة العامة الأردني وكان ترتيبه الأول بمعدل 84.5، وقد انتقل ليتخصص في جراحة الغدد، وتحديداً الغدة الدرقية والغدد الصماء في ايطاليا، ومن هناك بدأ لمعان اسمه وتفوقه، فأعطى وظيفة لا ينالها الاّ الطليان حين سمحوا له أن يعمل وهو يدرس في المستشفى الجامعي وعمل على درجة الدكتوارة كاختصاص اكاديمي ونالها وكان يعمل الزمالة في الغدة الدرقية، وخلال ذلك نال جائزتين، وهما،

التفوق العلمي في كتابة الأبحاث والجائزة الثانية، سفير جراحة الغدة الدرقية بالطرق المعاصرة، وخلال عمله قام ولأول مرة في الطب بوصف واكتشاف اداة تشخيصية للغدة الدرقية، بلغت دقتها 95% بزيادة عن الأداة الأمريكية المستعملة عالمياً قبل اكتشافه، اذ ان الأداة الأمريكية مكلفة جداً، في حين أن اكتشاف الدكتور، سهيل بكار ، زهيد الكلفة، واكتشافه تفوق على البحوث الأمريكية في وصف تلفزيوني للدرنة والتحورات الجينية المعنية وتحليل الجينات، ومع أن جامعات أردنية احتفت بالاكتشاف وتحدث عنه رؤساء جامعات كانجاز أردني، الاّ أن اكتشافه هذا لم يوضع للتنفيذ أردنياً ولم يتواصل الاهتمام به، شأن أمور أخرى وجرى الاكتفاء والانتساب للاكتشاف النادر ، أما الاكتشاف الآخر الذي. جرت ممارسته وإنفاذه في العالم وأردنياً، فهو اكتشاف طريقة لإصلاح العصب الصوتي، وهي الطريقة الوحيدة القادرة على ارجاع الحبل الصوتي الى طبيعته، وهذا الاكتشاف هو من بين ستين اكتشافاً، وقد تم عام 2025، ونشر في المجلات المحكمة باسم (بكار)، وخاصة في مجلة الجديد في الجراحة عن الجمعية الايطالية، وصفه المحكمون والعلماء بأنه إنجاز طبي، ويستطيع العالم الآن استخدامه، ومن أبرز اكتشافات الدكتور بكار أيضاً وصف نمط اضاءة للجارات الدرقية فرطة الافراز باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وقد نشر ذلك باسم (إضاءة البكار)، في مجلة أمريكية محكمة، وهذا يساعد في تشخيص أورام الجارات الدرقية.

ويستطيع اي متخصص استخدام هذا النمط من الاضاءة الاشعة تحت الحمراء لمعرفة ما إذا كان ذلك ورمياً وليس عادياً.

والدكتور بكار كما استمعت اليه وقرأت الترجمة لحياته عنده، 70، بحثاً عالمياً منشورا وهو محكم معتمد لثلاثين مجلة عالمية، وهو يعمل الآن في مستشفى عبد الهادي في المملكة وله عيادة.

كما اتوقف عند شخصية مبدعة اخرى هي الدكتور زياد نواف الدويري، وقد جاء على ذكره سجل دولي، وضعه ضمن افضل 100 شخصية طبية عالمية للعام 2021، وذلك تقديراً لاسهاماته في تطوير طب الاسنان، وهو استاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية التي يقودها الدكتور المتفوق أيضاً خالد السالم. الذي كان الاول على المملكة في دفعته في الثانوية العامة.

أما المميز الاخر على المستوى العالمي فهو الدكتور فيصل فياض .... والذي أدرج في آخر مؤتمر لطب العيون والشبكية، في قائمة مشاهير طب الشبكية العالمية تقديراً لإنجازاته الرائدة، ونجد أسمه في قائمة مشاهير الشبكية، وفي المقدمة من القائمة، ويعمل في عمان في عيادته، وهو متخصص في الشبكية والسائل الزجاجي وتصحيح النظر بالليزر ، درس البكالوريس في جامعة روما في ايطاليا عام 1976، ثم تخصص في كندا، حيث حصل على الزمالة في شبكية العين السريرية في اوتاوا، ويعمل في عمان بعد أن عمل داخل الأردن في العديد من المستشفيات.

أما الدكتور قيس أبو علي الذي تربع على القائمة العالمية، فقد كان أسس أيضاً شركة مشهورة (QRare)، انترناشيونال، في الولايات المتحدة، وتعمل في مجالات الأبحاث والاستشارات للأمراض الوراثية النادرة بعد أن حصلت على موافقات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بسبب علاجات طورها الدكتور أبو علي.

وفي القوائم العالمية نجد الدكتور محمد علي غنيمات، الحاصل على جائزة الطب المميز في أمراض زراعة الكلى عن منطقة الشرق الأوسط والتي تمنح لأربعة أطباء حول العالم كل سنتين.

وفي الاسئلة وجدنا الدكتور العالمي، راكان راضي، الذي حقق أعلى علامة على مستوى العالم في امتحان مزاولة الطب في الولايات المتحدة، الموحد، عام 2020، وتقدم الجميع في التصنيفات الأكاديمية العالمية.

أما ليث خريس، فقد أدرجته جامعة ستانفورد الشهيرة ضمن أفضل 2% من العلماء الأكثر تميزا وأهمية على مستوى العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاعمال الالكترونية لعام 2025.

أحببت أن أساهم بالتعريف بجزء من ثروة الأردن لترجمة معنى "الانسان أغلى ما نملك"، ونوعية الثروة البشرية التي تعيش بين ظهرانينا، لأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وإن كان البعض ما زال يعتقد غير ذلك، وتلك مأساة!!.