وجهات نظر

‏المكارم الملكية: تجسيد للعدالة وتعبير أصيل عن الكرم الهاشمي

‏المكارم الملكية: تجسيد للعدالة وتعبير أصيل عن الكرم الهاشمي

في البلدان العريقة تتجلى روح الأمة في قيمها الأصيلة، وفي الأردن، تمثل المكارم الملكية تجسيداً حياً لقيم الكرم والعدالة الاجتماعية المتأصلة في القيادة الهاشمية الحكيمة. هذه المكارم ليست مجرد مبادرات داعمة، بل هي امتداد لنهج قائم على الرعاية والمسؤولية تجاه أبناء الشعب الأردني جميعاً.

كرم متجذر في التاريخ الهاشمي
لطالما كان الكرم سمة بارزة في الشخصية الأردنية والقيادة الهاشمية، والمكارم الملكية تمثل تتويجاً لهذا النهج الأصيل. فمنذ عام 1980، عندما وجه الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- بتخصيص مقاعد دراسية لأبناء العسكريين، كانت الرسالة واضحة: إن الوفاء لمن يخدمون الوطن واجب مقدس.
لقد نمت هذه المكارم وتطورت لتشمل شرائح متنوعة من المجتمع، من أبناء العشائر في مدارس البادية إلى أبناء المعلمين والمتقاعدين العسكريين وأبناء المخيمات، مما يؤكد أن العدالة في التوزيع والشمولية في التغطية هما أساس هذا النهج.

عدالة تتجلى في الواقع العملي
تظهر عدالة المكارم الملكية في منهجيتها القائمة على معايير واضحة ومحددة، تستهدف فئات أسهمت في بناء الوطن وتطويره. فالدعم لأبناء العسكريين والأجهزة الأمنية هو اعتراف بتضحيات آبائهم، والدعم لأبناء المعلمين هو تقدير لعطائهم في بناء الأجيال، والرعاية لأبناء البادية والمخيمات هي تأكيد على أن الوطن يعتني بجميع أبنائه في مختلف ظروفهم.

الرد على المُشككين
إن أي محاولة للتقليل من قيمة هذه المكارم أو التشكيك في عدالتها لا تأتي إلا من غير المدركين لحقيقة النهج الهاشمي القائم على الحكمة والموضوعية. فمن يتعمق في دراسة هذه المبادرات يجد أنها تستند إلى معايير واضحة وتحقق توازناً دقيقاً بين مختلف فئات المجتمع.
إن المكارم الملكية توزعت بعدل بين مختلف المناطق والفئات، مع مراعاة للخصوصيات والحاجات المختلفة، مما يجعل أي حديث عن عدم عدالتها مجانباً للصحة وبعيداً عن الواقع.

خاتمة
المكارم الملكية في الأردن ليست منّة أو هبة، بل هي تحقيق للعدالة الاجتماعية وتجسيد حي للعقد الاجتماعي بين القيادة والمواطن. إنها تعبير صادق عن الكرم الهاشمي الأصيل، وامتداد طبيعي لنهج القيادة الحكيمة التي ترى في كل مواطن شريكاً حقيقياً في مسيرة البناء والنماء.
فحين يكون الكرم سجية والعدالة منهجاً، تكون المكارم الملكية تجسيداً لهما معاً، وهي برهان لا يقبل الجدل على أن الأردن باقٍ برعاية هاشمية، وماضٍ نحو المستقبل بخطى واثقة، يحفظ فيها الحقوق، وتُؤدى فيها الواجبات، ويُرفع فيها شأن الإنسان حيثما كان.