سوالف

بدّلي الأفكار السلبية .. ولا تجعلي الوسواس يدمر حياتك

بدّلي الأفكار السلبية ..  ولا تجعلي الوسواس يدمر حياتك

للعلّم - هل شعرتِ يومًا بأن فكرة ما لا تخرج من رأسك مهما حاولتِ تجاهلها؟

تتسلّل إليك في كل لحظة، تثير قلقك، وتشعركِ بأنك عالقة في حلقة مفرغة من التفكير؟

هذا ما يُعرف بـ الوسواس القهري الفكري، أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، لكنه في الوقت نفسه قابل للعلاج والترويض بالعقل والإرادة.

ما هو الوسواس؟
الوسواس هو أفكار متكرّرة تقتحم ذهن الشخص رغماً عنه، غالبًا ما تكون سلبية أو مخيفة أو غير منطقية. وتُصاحبها مشاعر قلق تدفعه لتصرفات أو طقوس تهدف إلى تخفيف هذا القلق، لكنها سرعان ما تعود لتبدأ الدائرة من جديد.

كيف يعمل الوسواس؟
الوسواس يشبه “مُخرجًا داخليًا” يكرر المشهد ذاته مرارًا في ذهنك، حتى تظنين أنه حقيقة. يبدأ بفكرة بسيطة، مثل:
“هل أغلقت الباب؟”
ثم يتحول إلى شك متكرر وقلق مزمن يجعل الشخص يعيد الفعل عشرات المرات.

ومع الوقت، تتوسع هذه الأفكار لتشمل أمورًا أخرى: النظافة، الصحة، الدين، العلاقات، وحتى الذات.

بدّلي الأفكار السلبية... خطوة بخطوة:

راقبي الفكرة دون مقاومة.
حاولي ألا تهاجميها، فالمقاومة الزائدة تغذيها. فقط لاحظي وجودها وذكّري نفسك أنها “فكرة وليست حقيقة”.

استبدليها بجملة منطقية.
بدل “سأفشل بالتأكيد”، قولي “أنا أبذل جهدي، ولا أحد ينجح دائمًا من أول مرة”.
هذا ما يسمى في العلاج النفسي بـ إعادة البناء المعرفي.

مارسي “تأجيل القلق”.
خصصي وقتًا محددًا يوميًا للتفكير في مخاوفك، ولا تسمحي لها باقتحام يومك كله. مع الوقت، سيتراجع تأثيرها.

افعلي العكس من وسواسك.
إذا كنتِ تخافين من الخطأ، اسمحي لنفسك به أحيانًا. الجرأة على كسر الطقوس هي بداية التحرر منها.

اطلبي الدعم النفسي عند الحاجة.
لا عيب في مراجعة أخصائي نفسي؛ فالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعّال جدًا في علاج الوسواس، ويساعدك على استعادة السيطرة على أفكارك.

تذكّري أن الوسواس لا يعرّفك، ولا يختصر قوتك.
إنه فقط ضيف مزعج يحاول البقاء، لكنك قادرة على طرده بالتدريب، والوعي، وإعادة برمجة أفكارك.
ابدئي بخطوة صغيرة اليوم: استبدلي فكرة سلبية بأخرى واقعية، وستفاجئين كم يصبح عقلك أهدأ، وحياتك أصفى.