وجهات نظر

لهذا يجول الملك العالم

لهذا يجول الملك العالم

منذ اللحظة التي يخطو فيها جلالة الملك عبدالله الثاني خارج حدود الوطن في زيارة رسمية، تبدأ "مهمة كبيرة" تحمل أعباء وطموحات تتجاوز الجغرافيا، وتتعمق في جوهر الحياة اليومية لكل مواطن أردني، وتفتح أبواب الفرص، وتخلق "جسور للاستثمار، وتدفع الأردن نحو مكانة أكثر قوة وثباتا على خارطة الاقتصاد العالمي، فلماذا؟

الملك يجول العالم لأنه يؤمن أن بناء مستقبل الأردن يبدأ من خارجه، عبر "فتح الأسواق" أمام "الصادرات الأردنية" وجذب المستثمرين والمنح والمساعدات المالية التي تلعب دورا حيويا بدعم الاقتصاد الوطني، ولهذه فالجولات الملكية ليست مجرد تحركات دبلوماسية، بل استثمار مستمر في حاضر ومستقبل الأردنيين.

رسالة الملك في كل زيارة ولقاء اقتصادي أو سياسي في الخارج، واحدة وواضحة، وتكمن بان الأردن بلد آمن، منفتح على العالم، وشريك موثوق بمجالات الاستثمار والتنمية، ضمن رؤية تترجمها المملكة بخطى ثابتة، تجعل من الأردن وجهة استثمارية مميزة، تلتفت إليها الشركات الكبرى والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية.

فمن عواصم القرار في أوروبا، إلى قمم الاقتصاد في آسيا، ومن مؤتمرات السياسة في أميركا، الى المنتديات الإقليمية في إفريقيا وأميركا اللاتينية، يحمل جلالة الملك ملف الأردن ويدور به في قارات العالم الخمس، لا كمجرد "زائر رسمي" بل كرجل دولة يعرف تماما ما يريد، ويعرف كيف يصل إليه لأجل مصلحة ابناء شعبة.

الملك لا ينتظر أن يصنع أحد مكانا للأردن، بل يصنعه بيده، ويكرس حضوره على الساحة الدولية كمركز إقليمي مهم لا يمكن تجاوزه، فالمستثمرون الذين لا تقنعهم الشعارات وتهمهم الحقائق فقط، وتلك يقدمها الملك بلغة الأرقام والفرص وبثقة مفادها، ان الأردن، رغم تحدياته، يملك "عناصر قوة حقيقية" تجعله شريكا موثوقا ويمتلك موقع استثماري امنا في وسط إقليمي متقلب.

دول كثيرة باتت تنظر إلى الأردن اليوم بوصفه "منصة استقرار"، وبوابة عبور نحو أسواق أوسع، ونقطة انطلاق للمشروعات الكبرى، وهذا ما يتضح من خلال ارتفاع الصادرات الوطنية الى 8% وارتفاع تدفقات الاستثمار الاجنبي الى المملكة خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة 36.4 %، وتخطي البورصة ارقاما قياسية، والاهم اننا في كل يوم نشهد على استثمارات نوعية جديدة تبدأ بالمملكة.

ولهذا، فإن كل مصنع جديد، أو استثمار أجنبي، أو برنامج تمويلي ميسر، أو مشروع نوعي نشهده في العقبة، أو المفرق والزرقاء، والكرك، أو الطفيلة وغيرها من المدن، لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة جهد هادئ مثابر يبذل على الطاولة، بعيدا عن الضجيج لكنه يحقق أثرا طويل المدى في حياة الأردنيين، ويسهم في خلق فرص العمل وتمكين الشباب.

خلاصة القول: "جلالة الملك لا يقدم الأردن للعالم كدولة صغيرة تبحث عن المساعدة، بل يقدمه كـ"شريك قوي" في معادلة الأمن والتنمية الإقليمية والدولية، ودولة قادرة على أن تكون جزءا من الحل، تحمل استقرارها بيدها، وتقدمه كقيمة مضافة لكل من يسعى للعمل أو الشراكة أو الاستثمار".