سوالف

الميسوفونيا: لماذا تزعجنا أصوات المضغ؟ اضطراب حقيقي وراء الحساسية المفرطة

الميسوفونيا: لماذا تزعجنا أصوات المضغ؟ اضطراب حقيقي وراء الحساسية المفرطة

للعلّم - هل تنزعجون من أصوات المضغ والتنفس؟ قد تكونون أكثر ذكاءً وعمقًا عاطفيًا!

إذا كنت تشعر بانزعاج شديد عند سماع أصوات المضغ، التنفس، النقر بالقلم، أو حتى تكتكة لوحة المفاتيح، فأنت لست وحيدًا، وربما تكون هذه علامة على شيء أعمق مما تتصور. هذه الحالة تُعرف باسم الميسوفونيا (Misophonia)، وهي اضطراب حسي-عاطفي حقيقي وليس مجرد "دلع" أو حساسية زائدة.

ما هي الميسوفونيا؟

الميسوفونيا هي اضطراب يتسم باستجابة عاطفية أو جسدية قوية تجاه أصوات محددة، غالبًا ما تكون أصواتًا متكررة وصادرة عن أشخاص آخرين. تشمل هذه الأصوات عادة المضغ، التنفس بصوت مسموع، النقر، أو حتى حفيف الأوراق.

المصابون بالميسوفونيا قد يشعرون بالغضب، القلق، أو الرغبة في الهروب من الموقف فور سماع الأصوات المزعجة.

حالة طبية حقيقية

الدراسات الحديثة أثبتت أن الميسوفونيا اضطراب معترف به طبيًا، وليس مجرد تصنّع أو تدليل.

تصوير الدماغ أظهر تغيرات في بنية ونشاط مناطق معينة مرتبطة بالتحكم العاطفي والانتباه لدى المصابين.

هذا يعني أن استجابتهم للأصوات ليست مبالغة، بل نتيجة حقيقية لاختلاف عصبي في الدماغ.

الميسوفونيا والذكاء العاطفي

أبحاث أولية تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الميسوفونيا يتمتعون غالبًا بـ:

حساسية عاطفية عالية.

ذكاء عاطفي أكبر وقدرة على إدراك التفاصيل.

عمق في التفكير والتعاطف مع الآخرين، رغم الانزعاج الشديد من الأصوات.

التعامل مع الميسوفونيا

الوعي بالموقف: إدراك أن ما تشعر به ليس مبالغة يساعد في تهدئة الذات.

السماعات أو الموسيقى الهادئة: لتغطية الأصوات المزعجة في الأماكن العامة.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تقليل شدة الاستجابة.

دعم من المحيطين: تفهّم العائلة أو زملاء العمل مهم جدًا لتجنب الصدام.

الخلاصة

الميسوفونيا ليست مجرد ضيق من أصوات مزعجة، بل اضطراب عصبي حقيقي يظهر فيه الدماغ اختلافًا في الاستجابة للأصوات. ورغم الانزعاج، قد تكون هذه الحساسية دليلًا على عمق عاطفي وذكاء داخلي أكبر.