وجهات نظر

أصوات في الباص السريع

أصوات في الباص السريع


استخدم الباص السريع منذ فترة وفي مسارات مختلفة، وأرقب في كل مرّة العديد من رواده؛ ثمة استخدام مكثف للموبايل من قبل الجميع لدرجة مدهشة والاستفسار عن التركيز في أثناء المشوار من وإلى الوجهة التي يقصدها الراكب وحجم الأصوات المحجوزة داخل باص يتحرك بسرعة معقولة بين السيارات.

تفضل "عمو"، عبارة يطلقها الشباب ليس لي وحسب ولكن لكبار السن أو أقل قليلا للجلوس كمظهر من الاحترام والتقدير والمودة، وتلك لفتة كريمة وسلوك متحضر من قبل فئة مثقفة ولها العديد من صفات التربية السليمة.

أصوات ومكالمات ورسائل ولغات جسم تنطلق في مساحة الباص السريع وتنتظم الحركة والتفاعل للضغط على زر الإعلام للتوقف والنزول في محطات عديدة وتجدد حكاية موظف وموظفة وطالب وطالبة وعامل وشخوص عديدة يستخدمون الباص السريع برغبة لتوفير الوقت والجهد والمال.

أشجع العديد من المسؤولين على استخدام الباص السريع للقرب من الناس وتلمس حاجاتهم والتفاعل معهم بمباشرة وصدق وبساطة وسماع أصواتهم بعفوية والاستمتاع بتجربة فريدة لارتياد الباص السريع دون التعريف عن نفسه أو أي مرافق من مكتبه.

بل أكثر من ذلك استخدام النقل العام ووسائله وأخذ العديد من الملاحظات من الواقع القريب من هموم المواطن بفئاته وشرائحه المنوعة والتي تنتقل عبر المسافات من وإلى مقصدها اليومي وحكايتها وظروفها .

ثمة أصوات تستحق الاستماع لها باهتمام واحترام لطبيعة تواصلها مع محطات الانطلاق والإياب ضمن مسيرة متعبة ومزدحمة بالكثير من الأحلام والأمنيات والطموحات اليومية مع كل صباح مبكر ومتجدد.

مع مسار الباص السريع المتوسط للشارع العام، الكثير من المقارنات بين ما يصبو إليه الركاب وبين الواقع في الخارج للوصول إلى المبتغى والنزول عند المحطة المقصودة والاتجاه لوسيلة أخرى ومنها باص عمّان.

بموضوعية ساهم الباص السريع وباص عمّان في حل بعض متطلبات تطوير النقل العام، ولعل ثقافة البطاقة والتعامل معها دليل على تقبل بداية التنقل بحرية وتحميل التطبيق والتعامل مع ثقافة الوقت المنظم وتتبع حركة الباص من نقطة لأخرى وتنظيم التنقل بشكل عام.

مميزات وإيجابيات عديدة توفرها حافلات الباص السريع وباص عمّان من النظافة والتبريد والتدفئة والاتجاهات والتي شملت مناطق جديدة خارج العاصمة وصنعت فرقاً في المستوى المطلوب والراحة والاطمئنان والنظافة والعديد من الجوانب الأخرى.

النظر من خلال النافذة متعة وخصوصا من باص يتحرك مسرعا ويخلف على جانبيه أرتال من السيارات وكأن المسافة تكفي للسؤال مجددا: متى يمكن للجميع استخدام النقل العام والاستغناء عن السيارة الخاصة لأيام من الأسبوع تتعدى الخمسة على الأقل؟

ضجيج الأصوات في الباص السريع يتداخل مع دوامة الحياة وينتقل عبر المسافات إلى المدى والارجاء ويحمل الأمنيات طازجة وينطلق بها نحو مقصد كل راكب ويستمر ذلك يوميا إلى أن تهدأ الحركة تماما نهاية المطاف.

أصوات في الباص السريع رواية عمّانية تتجدد مع كل حافلة تنطلق في موعدها وتجوب الشارع مثلما الذاكرة وتطوي مسافات العمر إلى البعيد ريثما يتحقق ذلك الحلم الجميل ويصبح حقيقة وعلى أرض الواقع.

صوت من الأصوات في الباص السريع نبهني لحظة ما إلى أن هناك ما يستحق أن يصغى له ويقال ويكتب عنه ولعلي فعلت