الإدارة هي الفارق
يظن البعض أن الطريق الى القمة مرصوف بالمعرفة وحدها، وأن التميز في مجال محدد يكفي لاعتلاء مقعد الادارة العليا. غير أن الواقع يثبت في كل مرة أن الخبرة الفنية، مهما بلغت من عمق ودقة، تبقى عاجزة عن حمل صاحبها الى بَر القيادة، إن لم تصحبها خبرة إدارية، تحول المهارة الى رؤية والتخصص الى أثر، والإنجاز الفردي الى مؤسسي متماسك.
فالخبير في ميدانه قد يبدع في تفاصيل عمله، ويستطيع أن يجد الحلول في كل عقدة تقنية أو مهنية، غير أن الإدارة العليا لا تطلب من صاحبها أن يكون بارعاً في التفاصيل فحسب، بل أن يكون قادراً على رؤية ما وراءها، فالمناصب العليا لا تقاس بقدرة الإنسان على إتقان مهنته فقط، بل بقدرته على توجيه الآخرين، وبناء الثقة معهم، وإتخاذ قرارات قد تغير مسار مؤسسة بأكملها، وهنا يبدأ الفرق بين من يعرف كيف يُنحز، ومن يعرف كيف يقود.
لكن المشكلة الكبرى لا تكمن في هذا التباين وحسب، بل في تلك الحالات يجلس فيها على مقعد القيادة من لا يملك خبرة فنية راسخة ولا خبرة إدارية متراكمة، ومع ذلك يؤخذ عنه انه يُلم بالأمور ، فتخرج قراراته في ظاهرها واثقة، لكنها في جوهرها متسرعة ومتهورة وغير مدروسة، تحمل المؤسسة الى مساحات من التخبط والعشوائية بدل أن ترسو بها على بَر الأمان.
مثل هذا النموذج لا يُضيع الفرص فحسب، بل يفقد الثقة في مواقع القرار ذاته، ويجعل الإنجاز ضرباً من المصادفة لا ثمرة تخطيط وحكمة.
إن الإدارة العليا ليست مجرد ممارسة وظيفية يومية، بل هي فن معقد يتطلب قدرة على التعامل مع الغموض، وإتخاذ القرار في لحظة ظبابية، وتحويل الضغوط الى فرص، والنزاعات الى حلول، ومن لا يمتلك هذه الخبرة يجد نفسه غريباً في موقع القيادة، مهما كان مبدعاً في مجاله. على العكس من يجيد فن الإدارة، ولو لم يكن الاكثر تميزاً فنياً قد ينجح في قيادة سفينة مؤسسة لانه يعرف كيف يوزع الموارد، وكيف يوازن بين الامكانات والطموحات، وكيف يزرع في فريقه الثقة والرغبة في السير نحو آفاق أبعد.
لذلك فإن القائد الحقيقي ليس ذاك الذي يتوقف عند حدود خبرته، بل الذي يحولها الى جسر يصل به الى الاخرين، ويستطيع أن يرى الصورة الكبرى من فوق، لا التفاصيل وحدها من الداخل، فهو يدرك أن المعرفة أساس، لكنها ليست غاية، وأن الكفاءة في التخصص تمنحه القوة على الفعل، لكن الخبرة الإدارية تمنحة القدرة على البقاء والإستقرار وصنع الآثر.
إن القمة لا تعترف بالخبرة الفنية وحدها، ولا تحمل فراغاً من الخبرة الإدارية، ولا تقبل بوجود من يجمع غياب الأثنين معاً، فهي لا تعطي إلا لمن جمع بين التخصص والقيادة، بين العقل والرؤية، بين الدقة في العمل والقدرةعلى الألهام، ذلك وحده من يستحق أن يقال عنه قائد، لأنه لا يكتفي بالنجاح لنفسه، بل يحمل الاخرين الى النجاح معه، ويجعل من خبرته بذرة لمستقبل تتوارثه المؤسسة جيلاً بعد جيل.
									فالخبير في ميدانه قد يبدع في تفاصيل عمله، ويستطيع أن يجد الحلول في كل عقدة تقنية أو مهنية، غير أن الإدارة العليا لا تطلب من صاحبها أن يكون بارعاً في التفاصيل فحسب، بل أن يكون قادراً على رؤية ما وراءها، فالمناصب العليا لا تقاس بقدرة الإنسان على إتقان مهنته فقط، بل بقدرته على توجيه الآخرين، وبناء الثقة معهم، وإتخاذ قرارات قد تغير مسار مؤسسة بأكملها، وهنا يبدأ الفرق بين من يعرف كيف يُنحز، ومن يعرف كيف يقود.
لكن المشكلة الكبرى لا تكمن في هذا التباين وحسب، بل في تلك الحالات يجلس فيها على مقعد القيادة من لا يملك خبرة فنية راسخة ولا خبرة إدارية متراكمة، ومع ذلك يؤخذ عنه انه يُلم بالأمور ، فتخرج قراراته في ظاهرها واثقة، لكنها في جوهرها متسرعة ومتهورة وغير مدروسة، تحمل المؤسسة الى مساحات من التخبط والعشوائية بدل أن ترسو بها على بَر الأمان.
مثل هذا النموذج لا يُضيع الفرص فحسب، بل يفقد الثقة في مواقع القرار ذاته، ويجعل الإنجاز ضرباً من المصادفة لا ثمرة تخطيط وحكمة.
إن الإدارة العليا ليست مجرد ممارسة وظيفية يومية، بل هي فن معقد يتطلب قدرة على التعامل مع الغموض، وإتخاذ القرار في لحظة ظبابية، وتحويل الضغوط الى فرص، والنزاعات الى حلول، ومن لا يمتلك هذه الخبرة يجد نفسه غريباً في موقع القيادة، مهما كان مبدعاً في مجاله. على العكس من يجيد فن الإدارة، ولو لم يكن الاكثر تميزاً فنياً قد ينجح في قيادة سفينة مؤسسة لانه يعرف كيف يوزع الموارد، وكيف يوازن بين الامكانات والطموحات، وكيف يزرع في فريقه الثقة والرغبة في السير نحو آفاق أبعد.
لذلك فإن القائد الحقيقي ليس ذاك الذي يتوقف عند حدود خبرته، بل الذي يحولها الى جسر يصل به الى الاخرين، ويستطيع أن يرى الصورة الكبرى من فوق، لا التفاصيل وحدها من الداخل، فهو يدرك أن المعرفة أساس، لكنها ليست غاية، وأن الكفاءة في التخصص تمنحه القوة على الفعل، لكن الخبرة الإدارية تمنحة القدرة على البقاء والإستقرار وصنع الآثر.
إن القمة لا تعترف بالخبرة الفنية وحدها، ولا تحمل فراغاً من الخبرة الإدارية، ولا تقبل بوجود من يجمع غياب الأثنين معاً، فهي لا تعطي إلا لمن جمع بين التخصص والقيادة، بين العقل والرؤية، بين الدقة في العمل والقدرةعلى الألهام، ذلك وحده من يستحق أن يقال عنه قائد، لأنه لا يكتفي بالنجاح لنفسه، بل يحمل الاخرين الى النجاح معه، ويجعل من خبرته بذرة لمستقبل تتوارثه المؤسسة جيلاً بعد جيل.