وجهات نظر

هيئة للترفيه والمهرجانات .. لما لا؟

هيئة للترفيه والمهرجانات ..  لما لا؟


في ظل التنافس الإقليمي المتزايد على جذب السياحة وتنويع مصادر الدخل القومي منها، تبرز الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتأسيس هيئة أردنية تعنى بالترفيه وتنظيم الفعاليات الفنية والمهرجانات بالمملكة وتعمل بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، فما الذي يمنع ذلك بعيدا عن لغة المزايدات؟.

نعم أدعوا إلى إنشاء هذه الهيئة سريعا وأن نستفيد من الميزات النسبية لدينا، من مناخ معتدل والاستقرار الأمني والاقتصادي، لتقديم منتج ترفيهي وثقافي منافس يعزز من صورة الأردن كوجهة سياحية متكاملة تعزز من تنافسيته في جذب السياحة ولاستثمار معا.

وعلى غرار هيئة الترفيه السعوديةمع إدراكنا للفوارق بالإمكانيات المالية، يمكن للأردن أن يطور نموذجا خاصا به، يتناسب مع حجمه وقدراته، ويعتمد على الإبداع والشراكات المحلية والدولية، دون إنفاق ضخم أو مرتفع، وذلك من خلال حسن التنظيم، واستغلال البنية التحتية القائمة، والاستثمار في المواهب المحلية، وتفعيل دور البلديات والمحافظات في استضافة الفعاليات الكبرى.

الأرقام الأخيرة تعزز من أهمية هذه الخطوة، حيث تشير البيانات الصادرة عن البنك المركزي إلى ارتفاع الدخل السياحي خلال الثمانية شهور الأولى من 2025 بنسبة 7.5% ليصل لـ 5.33 مليار دولار والاهم ان هناك ارتفاع بعدد السياح بنسبة 14.9%.

هذا المؤشرات الأيجابية، تجبرنا على طرح سؤال مهم، ماذا لو أضفنا لمعادلة الجذب السياحي برامج ترفيهية ومهرجانات نوعية ومتنوعة تقام على مدار العام؟، خاصة أننا نعلم أن النتيجة ستكون مضاعفة في الأثر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

الفعاليات الترفيهية ليست ترفا، بل هي رافعة اقتصادية تسهم في تحريك قطاعات عديدة من ضمنها، النقل، الضيافة والحرف اليدوية، والخدمات اللوجستية، والإعلام، هي أيضا منصة لإبراز الثقافة الأردنية وتعزيز الهوية الوطنية، وخلق فرص عمل للشباب، و"تنشيط السياحة" الداخلية، وتوفير بيئة اجتماعية أكثر حيوية وانفتاحا.

إن إنشاء "هيئة للترفيه والفنون والمهرجانات" ليس اقتراحا طارئا، بل ضرورة تتطلبها المرحلة، ويمكن أن تبدأ بشكل بسيط ضمن وزارة السياحة ووزارة الثقافة، ثم تتطور تدريجيا إلى كيان مستقل أو شبه مستقل يتمتع بمرونة كافية، وبميزانية قابلة للنمو من خلال الشراكات والرعاية والاستثمار.

خلاصة القول، الأردن غني بالمواقع السياحية الطبيعية والتاريخية، ما يجعل من تنظيم الفعاليات في هذه الأماكن من جرش إلى البترا، ومن البحر الميت إلى وادي رم والعقبة يضفي عليها بعدا جديدا يعزز من قيمتها، ويمنح الزوار تجربة لا تنسى، ولهذا نحن أمام فرصة استراتيجية، وإذا ما استثمرت جيدا، فستحول الأردن لمركز جذب ترفيهي وثقافي في المنطقة، فهل نبدأ ؟ أم نتوقف عند المزاودين؟