منوعات

الوحدة في مرحلة الطفولة تهدد بحالة صحية خطيرة عند البلوغ

الوحدة في مرحلة الطفولة تهدد بحالة صحية خطيرة عند البلوغ

للعلّم - وجدت دراسة حديثة أن الوحدة في مرحلة الطفولة ليست مجرد تجربة عاطفية عابرة، بل قد تتحول إلى تهديد حقيقي لصحة الدماغ في مرحلة البلوغ.

فقد كشفت الأبحاث، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، أن الأطفال الذين يعانون من مشاعر العزلة وغياب الصداقات الوثيقة قبل سن 17 يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالتدهور الإدراكي والخرف في الكبر – حتى إذا تحسنت حياتهم الاجتماعية لاحقًا.

ويحذر الباحثون من أن هذه النتائج مقلقة، خاصة أن نحو 80% من جيل "زد" (Gen Z) أفادوا بشعورهم بالعزلة، وهو ضعف المعدل المسجل بين كبار السن، بينما يواجه جيل "ألفا" (Gen Alpha) صعوبات في تكوين صداقات في ظل ما يسمى "وباء الوحدة". كما بينت أبحاث سابقة أن الوحدة في الطفولة قد تزيد خطر التعرض لنوبات ذهانية لاحقًا بنسبة تصل إلى 117%.

وأوضحت الدراسة أن الوحدة في الصغر قد تدفع الأطفال إلى تبني سلوكيات غير صحية كآليات للتكيف، ما ينعكس سلبًا على النمو العصبي ويؤثر في القدرات المعرفية على المدى البعيد. كما أن المشاعر السلبية المصاحبة للعزلة قد تعيق تفاعل الطفل مع أقرانه، وهي تفاعلات أساسية لنمو الدماغ بشكل سليم.

وأشار الباحثون إلى أن الوحدة المزمنة قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، فرط نشاط الجهاز العصبي الودي، تلف الحُصين في الدماغ، اضطراب المناعة والإجهاد التأكسدي – وهي عوامل قد تحدث تغييرات غير قابلة للعكس في بنية الدماغ ووظائفه، مما يرفع احتمالية الخرف وضعف الذاكرة لاحقًا.

يأمل مؤلفو الدراسة أن تُسهم هذه النتائج في إطلاق مبادرات للصحة العامة تركّز على الحد من الوحدة في الطفولة، من خلال توفير بيئات مدرسية ومجتمعية داعمة، وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزيز شبكات الدعم النفسي، وتقديم خدمات الصحة العقلية المناسبة للأطفال.

وتحذر منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الوحدة تمثل خطرًا على الصحة يوازي تدخين ما يصل إلى 15 سيجارة يوميًا، ما يجعل التعامل معها أولوية للصحة العامة.