كلنا قطر، حان وقت التوحد العربي
في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا، تتعرض دولة قطر الشقيقة لهجوم إسرائيلي غادر يجري بتواطؤ أميركي واضح، في مشهد يعكس ليس فقط استهتار القوى العظمى بالسيادة العربية، بل أيضاً هشاشة النظام الإقليمي العربي أمام تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبرى. إن ما يجري اليوم لا يهدد قطر وحدها، بل يضع مستقبل العرب جميعاً على المحك، ويؤكد أن زمن التشرذم والاعتماد على الخارج قد ولّى، وأن ساعة التوحد العربي قد حانت.
قطر رمز لكل العرب، بما تمثله من قوة اقتصادية وإعلامية ودبلوماسية وعروبية، ليست مجرد دولة صغيرة المساحة؛ بل باتت لاعباً فاعلاً في المشهد العربي والإقليمي. استهدافها اليوم هو استهداف لأي تجربة عربية ناجحة، ورسالة واضحة بأن أي دولة عربية تحاول الاستقلال بقرارها، أو الاستثمار في قوتها الناعمة، ستواجه الضغوط والعدوان. من هنا، فإن الدفاع عن قطر هو دفاع عن كل بيت عربي، وعن كل حلم بمستقبل قائم على الاستقلال والسيادة
إن هجوم الكيان الإسرائيلي على قطر، المدعوم أميركياً، لا يمكن فصله عن سياقات أوسع. فهو يأتي في إطار إعادة تشكيل المنطقة وفق مصالح القوى الكبرى، ومحاولة إخضاع الثروات العربية ــ من طاقة وغاز وأسواق ــ للهيمنة الأجنبية. كما يسعى إلى ضرب أي تقارب عربي-عربي، وإبقاء المنطقة في حالة استنزاف دائم. إن هذا العدوان سيترك تداعيات خطيرة على استقرار الخليج العربي، وسيلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي نظراً لأهمية قطر كمصدر رئيسي للطاقة.
التجربة الأوروبية تعطي للعرب درساً بالغ الأهمية. فقد خرجت أوروبا من حربين عالميتين مدمرتين، لكنها أدركت أن طريق السلام والأمن لا يمر عبر التناحر القومي، بل عبر التكامل الاقتصادي والسياسي. وهكذا نشأ الاتحاد الأوروبي، الذي منح القارة قوة تفاوضية واقتصادية جعلت دولها الصغيرة والكبيرة متساوية في الحقوق.
وعلى الصعيد العسكري، أنشأت أوروبا مع الولايات المتحدة "حلف الناتو"، كتجسيد لفكرة الأمن الجماعي: أي أن الاعتداء على دولة عضو هو اعتداء على الجميع. هذا المبدأ هو ما نفتقده في عالمنا العربي، حيث تظل كل دولة تواجه المخاطر منفردة، لتسقط فريسة سهلة للضغوط أو العدوان.
الهجوم على قطر ينبغي أن يكون ناقوس خطر يدفع العرب نحو بناء منظومة اقتصادية موحدة، تقوم على تكامل الثروات والقدرات. فالوطن العربي يملك أكبر احتياطيات من النفط والغاز، وأراضي زراعية خصبة، وسوقاً تضم مئات الملايين. لو جرى استثمار هذه الموارد بشكل مشترك، لأصبحت الأمة قوة اقتصادية تضاهي أوروبا والصين.
الوحدة الاقتصادية ليست حلماً طوباوياً؛ بل ضرورة استراتيجية. فهي الضمان لعدم ابتزاز أي دولة منفردة، كما يجري مع قطر اليوم. يمكن للعرب أن يؤسسوا سوقاً مشتركة، عملة موحدة على المدى البعيد، ومؤسسات مالية إقليمية تقلل من الارتهان لصندوق النقد والبنوك الغربية.
إلى جانب الاقتصاد، لا يمكن للأمن العربي أن يتحقق من دون مظلة عسكرية مشتركة. فكما أن حلف الناتو يعتبر الاعتداء على دولة واحدة اعتداء على الجميع، يجب أن تقوم العقيدة العسكرية العربية على مبدأ "الأمن القومي العربي المشترك".
إنشاء قوة ردع عربية، قادرة على حماية أي دولة من العدوان الخارجي، ليس ترفاً بل واجباً وجودياً. هذه القوة يجب أن تكون مستقلة عن الإرادة الأجنبية، قائمة على الخبرات والكفاءات العربية، وممولة من الثروات العربية. إن قطر اليوم بحاجة إلى مثل هذه المظلة، وغداً قد تكون أي دولة عربية أخرى في موقعها.
لقد أثبتت الأزمات السابقة أن وحدها الوحدة العربية ــ الاقتصادية والعسكرية والسياسية ــ قادرة على جعل العرب قوة يُحسب لها حساب. لقد حان الوقت للتخلي عن الحسابات الضيقة، والنظر إلى المستقبل برؤية مشتركة.
إن شعار "كلنا قطر" لا يعني التضامن مع دولة بعينها، بل هو إعلان عن ولادة وعي عربي جديد يدرك أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وأن التحديات المصيرية لا تُواجه إلا بيد واحدة وصف واحد. فاليوم قطر، وغدا دولة عربية أخرى اذا لم يكن الرد العربي بحجم الاعتداء.
اليوم تُختبر إرادة العرب جميعاً. فإما أن نظل أسرى التشرذم والاستنزاف، فتتكرر مأساة قطر غداً في بلد آخر، أو نغتنم اللحظة التاريخية لنخطو نحو اتحاد عربي حقيقي، يعيد للأمة وزنها ومكانتها. إن قطر اليوم ليست وحدها، بل هي المرآة التي تعكس مصير كل وطن عربي. فلنقلها بوضوح: كلنا قطر، وحان وقت التوحد العربي.
في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا، تتعرض دولة قطر الشقيقة لهجوم إسرائيلي غادر يجري بتواطؤ أميركي واضح، في مشهد يعكس ليس فقط استهتار القوى العظمى بالسيادة العربية، بل أيضاً هشاشة النظام الإقليمي العربي أمام تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبرى. إن ما يجري اليوم لا يهدد قطر وحدها، بل يضع مستقبل العرب جميعاً على المحك، ويؤكد أن زمن التشرذم والاعتماد على الخارج قد ولّى، وأن ساعة التوحد العربي قد حانت.
قطر رمز لكل العرب، بما تمثله من قوة اقتصادية وإعلامية ودبلوماسية وعروبية، ليست مجرد دولة صغيرة المساحة؛ بل باتت لاعباً فاعلاً في المشهد العربي والإقليمي. استهدافها اليوم هو استهداف لأي تجربة عربية ناجحة، ورسالة واضحة بأن أي دولة عربية تحاول الاستقلال بقرارها، أو الاستثمار في قوتها الناعمة، ستواجه الضغوط والعدوان. من هنا، فإن الدفاع عن قطر هو دفاع عن كل بيت عربي، وعن كل حلم بمستقبل قائم على الاستقلال والسيادة
إن هجوم الكيان الإسرائيلي على قطر، المدعوم أميركياً، لا يمكن فصله عن سياقات أوسع. فهو يأتي في إطار إعادة تشكيل المنطقة وفق مصالح القوى الكبرى، ومحاولة إخضاع الثروات العربية ــ من طاقة وغاز وأسواق ــ للهيمنة الأجنبية. كما يسعى إلى ضرب أي تقارب عربي-عربي، وإبقاء المنطقة في حالة استنزاف دائم. إن هذا العدوان سيترك تداعيات خطيرة على استقرار الخليج العربي، وسيلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي نظراً لأهمية قطر كمصدر رئيسي للطاقة.
التجربة الأوروبية تعطي للعرب درساً بالغ الأهمية. فقد خرجت أوروبا من حربين عالميتين مدمرتين، لكنها أدركت أن طريق السلام والأمن لا يمر عبر التناحر القومي، بل عبر التكامل الاقتصادي والسياسي. وهكذا نشأ الاتحاد الأوروبي، الذي منح القارة قوة تفاوضية واقتصادية جعلت دولها الصغيرة والكبيرة متساوية في الحقوق.
وعلى الصعيد العسكري، أنشأت أوروبا مع الولايات المتحدة "حلف الناتو"، كتجسيد لفكرة الأمن الجماعي: أي أن الاعتداء على دولة عضو هو اعتداء على الجميع. هذا المبدأ هو ما نفتقده في عالمنا العربي، حيث تظل كل دولة تواجه المخاطر منفردة، لتسقط فريسة سهلة للضغوط أو العدوان.
الهجوم على قطر ينبغي أن يكون ناقوس خطر يدفع العرب نحو بناء منظومة اقتصادية موحدة، تقوم على تكامل الثروات والقدرات. فالوطن العربي يملك أكبر احتياطيات من النفط والغاز، وأراضي زراعية خصبة، وسوقاً تضم مئات الملايين. لو جرى استثمار هذه الموارد بشكل مشترك، لأصبحت الأمة قوة اقتصادية تضاهي أوروبا والصين.
الوحدة الاقتصادية ليست حلماً طوباوياً؛ بل ضرورة استراتيجية. فهي الضمان لعدم ابتزاز أي دولة منفردة، كما يجري مع قطر اليوم. يمكن للعرب أن يؤسسوا سوقاً مشتركة، عملة موحدة على المدى البعيد، ومؤسسات مالية إقليمية تقلل من الارتهان لصندوق النقد والبنوك الغربية.
إلى جانب الاقتصاد، لا يمكن للأمن العربي أن يتحقق من دون مظلة عسكرية مشتركة. فكما أن حلف الناتو يعتبر الاعتداء على دولة واحدة اعتداء على الجميع، يجب أن تقوم العقيدة العسكرية العربية على مبدأ "الأمن القومي العربي المشترك".
إنشاء قوة ردع عربية، قادرة على حماية أي دولة من العدوان الخارجي، ليس ترفاً بل واجباً وجودياً. هذه القوة يجب أن تكون مستقلة عن الإرادة الأجنبية، قائمة على الخبرات والكفاءات العربية، وممولة من الثروات العربية. إن قطر اليوم بحاجة إلى مثل هذه المظلة، وغداً قد تكون أي دولة عربية أخرى في موقعها.
لقد أثبتت الأزمات السابقة أن وحدها الوحدة العربية ــ الاقتصادية والعسكرية والسياسية ــ قادرة على جعل العرب قوة يُحسب لها حساب. لقد حان الوقت للتخلي عن الحسابات الضيقة، والنظر إلى المستقبل برؤية مشتركة.
إن شعار "كلنا قطر" لا يعني التضامن مع دولة بعينها، بل هو إعلان عن ولادة وعي عربي جديد يدرك أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وأن التحديات المصيرية لا تُواجه إلا بيد واحدة وصف واحد. فاليوم قطر، وغدا دولة عربية أخرى اذا لم يكن الرد العربي بحجم الاعتداء.
اليوم تُختبر إرادة العرب جميعاً. فإما أن نظل أسرى التشرذم والاستنزاف، فتتكرر مأساة قطر غداً في بلد آخر، أو نغتنم اللحظة التاريخية لنخطو نحو اتحاد عربي حقيقي، يعيد للأمة وزنها ومكانتها. إن قطر اليوم ليست وحدها، بل هي المرآة التي تعكس مصير كل وطن عربي. فلنقلها بوضوح: كلنا قطر، وحان وقت التوحد العربي.