وجهات نظر

الظهير العالمي يستيقظ

الظهير العالمي يستيقظ


رغم القمع الذي تقوم به بعض دول العالم الغربي فإن التضامن الشعبي العالمي لم يتراجع، بل ازداد قوة وتنظيماً و أضحت المظاهرات في الغرب حركة مقاومة مدنية عابرة للحدود إذ تعيد تعريف الالتزام الأخلاقي والسياسي تجاه الشعب الفلسطيني، في المقابل خرجت مظاهرات تحت شعار "فلسطين ليست للبيع" وندد المتظاهرون بكل من أرسل السلاح إلى إسرائيل، حيث طالب المحتجون برفع الحصار عن غزة، ورفعوا لافتات تدين حرق القوات الصهيونية لمخازن المساعدات، ما دعا البرلمان الإسباني إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع الكيان الصهيوني، منتقدا المعايير المزدوجة.

ورغم تلك السياسات العمياء فإن التضامن حول العالم لم يتراجع، بل ازداد قوة وتنظيما، فالمظاهرات في الغرب لم تعد مجرد تعبير عاطفي بل تحولت إلى حركة مقاومة مدنية عابرة للحدود، تعيد تعريف الالتزام الأخلاقي والسياسي تجاه فلسطين وتطالب بمساءلة الحكومات والشركات المتواطئة مع الاحتلال الصهيوني الذي لم يدخر من مخزونه لحرق قطاع غزة والقتل الممنهج حيث أصبح شعب غزة ينتظرون موعد القنبلة الفتاكة لتقتل مئات الآلاف حيث يقتلون ويدفنون الأطفال والنساء والرجال صباحا ومساء.

ورغم اتساع الخارطة فقد انحازت دول مع غزة، ولكن هناك مقاومة ممنهجة لهذا التضامن الذي يواجه من بعض الحكومات الغربية، التي تسعى إلى كبحه أو تشويه تلك المقاومة التي لا تأتي فقط عبر الخطاب السياسي، بل تتجلى في سياسات قمعية وإعلام منحاز وملاحقات قانونية تستهدف كل من يرفع صوته من أجل فلسطين.

من هنا يبدو المشهد التضامني للدول الغربية أو من يخرج عن طاعتها، فإن هذه الفعاليات التضامنية باتت تأتي ثمارها وجاءت بفرق كبير، فعبر الأشهر الماضية استطاعت العديد من الدول عبر نضال لم يتوقف والوقوف مع القضية الفلسطينية، كما فضحوا الممارسات الاسرائيلية ومطالبتهم بالضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الكيان الصهيوني وكشف ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية والمقاطعة الأكاديمية والاقتصادية التي تؤثر على سمعة هذا الكيان عالميا وتضعف قدرته على ترويج روايته الرسمية، كما إن التضامن الشعبي الذي يعزز الوعي بالقضية الفلسطينية ويعيدها إلى واجهة النقاش السياسي والإعلامي في الغرب.

أما المقاطعة الاقتصادية فقد أصبحت أداة فعالة في الضغط على كيان العدو إذ إن سلسلة «كو-أوب» البريطانية أوقفت استيراد أكثر من 100 منتج للكيان، كما قامت متاجر في ألمانيا، وبلجيكا والسويد والنرويج قد بدأت برفض منتجات الكيان، حتى تلك التي لا تأتي من المستوطنات، وفي النرويج، أُغلقت الحدود فعليا أمام البضائع الصهيونية، حتى اليابان، أبلغت شركات التعبئة الإسرائيلية أن المجتمع الياباني أصبح ينظر إلى منتجات الكيان بشكل سلبي و هذه التحركات لم تكن فقط شعبية بل شملت أيضًا قرارات حكومية، إذ طالبت تسع دول أوروبية، المفوضية الأوروبية بوقف التجارة مع مستوطنات الكيان الغاصب.

نأمل من دولنا العزيزة أن تقدم مشروعها للجم أطماع نتنياهو الذي تمادى حتى وصلت عنجهيته للحد الذي يطارد وفدا من حماس في قطر كي يستهدف الفريق التفاوضي ويقتل ستة من الأبرياء في عقر دولة شقيقة تستند على الشرعية الدولية، ولكن إسرائيل قد تجاوزت الخط الأحمر، حيث أبشع الجرائم وتجويع سكان غزة حتى الموت كي تخرجهم من كافة مناطق القطاع وتهجيرهم القسري في ظل ظروف يتكبدها السكان الذين يفتقرون إلى أماكن آمنة للنزوح والهرب من سطوة القنابل، تاركين منازلهم في أسوأ مشهد يمكن للإنسان السليم أن يواجه اختبار متى نموت.