وجهات نظر

آن الأوان لقرارات عربية فاعلة ومؤثرة

آن الأوان لقرارات عربية فاعلة ومؤثرة


إن صدور القرار رقم ١/٨٠ من الجمعية العامة للأمم المتحدة كمشروع خطوات اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السيادة، وهو خارطة طريق مفصلة للسلام والأمن واستقرار الجميع، وقد صوتت ١٤٢ بالمئة على المشروع بينما رفضت (١٠) دول منها الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول التي تسير في فلكها وامتنعت (۱۲) دولة، وهذا يهدف لتحقيق حل الدولتين الذي تقدمت به فرنسا، والسعودية والمجموعة العربية وهذا المسار يشمل العديد من الخطوات المرحلية منها تحقيق السلام والتطبيع واستبعاد حركة حماس، بالطبع سيكون في يوم ٢٢ من الشهر الجاري اجتماع موسع للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، ومن الجدير بالذكر أن نشأة اسرائيل جاء بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو الى قرار الجمعية العام للأمم المتحدة رقم ١٨١ وهو قرار التقسيم وعليه اعلنت اسرائيل قيام كيانها المُحتل الغاصب للأرض الفلسطينيةـ بالطبع اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، والصهيونية الدينية ترفض بالمطلق قيام دولة فلسطينية ومعها الولايات المتحدة الاميركية، وتسعى اسرائيل الى ضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان في مناطق ج الموثقة في اتفاقية أوسلو العام ۱۹۹۲، اذ خلال ۲۹ عاماً من حُكم اليمين المتطرف أٌفرغ اوسلو من كل مضامينه وتوقيتاته، اذ كان من المفروض أن تقوم الدولة الفلسطينية بعد مرور 5 اعوام من توقيع اتفاق اوسلو.

ومنذ السابع من اكتوبر 2023، بدأت اسرائيل في عمليات تصفية القضية الفلسطينية، وانهاء كل اشكال الحياة في قطاع غزة من أجل البدء بالتهجير لاكبر عدد من الشعب الفلسطينية، وتخطت كذلك كل مبادئ القانون الدولي والدولي الانساني، والأعراف الدولية ومواثيق جنيف الأربعة في عمليات ابادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج لتحقيق اهدافها المعلنة دون خجل او اخلاق وتحدي للجميع بدون أدنى احترام لاحد في العالم والمنطقة خصوصاً.

اسرائيل اليوم تستبيح العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، بيروت تم تدمير الضاحية الجنوبية وتدمير ما يزيد عن ٢٦ قرية واحتلال ٨ مواقع داخل الأراضي اللبنانية، وسوريا تم احتلال كامل الجولان وجبل الشيخ وفرضت سيطرة عسكرية علی کامل الجنوب السوري وتدعم الأقليات العرقية والمذهبية للاستقلال وخلق انقسام على الاراضي السورية، اما اليمن فلا تسأل عن حجم الاعتداءات وكذلك طهران شملها العدوان، واخيراً وليس اخراً جاء دور الوسيط دولة قطر، فتم الاعتداء بالغدر على العاصمة القطرية واستهداف قيادات حماس التي تدرس المبادرة الاميركية لوقف اطلاق النار في غزة. أن الاعتداء الغاشم على دولة قطر يعني ان الجميع مستهدف من اسرائيل وهـو تهديد للأمن القومي العربي عموماً والخليجي خصوصاً فلا احد بمنأى عن الاعتداءات وضربات سلاح الجو الاسرائيلي حالة من الغطرسة، وسكرة القوة أن تقول اسرائيل بأنه لا احد محمي او معصوم من ان يقصف فلا أمان لاحد، وعلى الجميع أن يرضخ للهيمنة الصهيونية بالدعم بالدعم الاميركي ، دبلوماسيا ، وعسكرياً، ومالياً وكل هذا يقابله مواقف عربية مشتتة، لكنها تجمع على رفض هذا السلوك السياسي والعسكري، وفي يومي الأحد والاثنين هناك مؤتمرا لقمة عربية واسلامية في قطر وعليه ما عاد الاستنكار والتنديد يكفي لا بد من اتخاذ قرارات صارمة وعملية لوقف هذا التوحش الاسرائيلي اقلها قطع العلاقات العربية مع اسرائيل والتهديد بالغاء كل اتفاقيات السلام بما فيها الاتفاقات الابراهيمية، وقطع العلاقات الأمنية والاقتصادية وفي هذا المساء اعلنت جمهورية مصر العربية خفض التنسيق مع اسرائيل ويجب ان يُبنى على ذلك، ناهيك من ضرورة البناء على اعلان نيويورك بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واستغلال الرأي العام العالمي السلبي تجاه اسرائيل وسلوكها في غزة، وباعتقادنا انها فرصة قوية للموقف العربي، ومن خلال الموقف الأردني المعلن بأنها ترفض تصفية القضية الفلسطينية، وترفض التهجير مهما كان، وضرورة وقف اطلاق النار في غزة ومع حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف وابقاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في القدس والأقصى، واهمية احترام اتفاقية وادي عربة، وجاءت كلمة وزير الخارجية في مجلس الامن قوية وصارت في تعرية السلوك السياسي والعسكري الإسرائيلي ونرى أن كلمة أيمن الصفدي وثيقة تحدد الموقف الأردني الرسمي تجاه كل ما يجري وهي اقوى واوضح كلمة قيلت في جلسة مجلس الأمن، وعلى الصعيد العربي آن الأوان للزعماء العرب باتخاذ قرارات عملية واقعية تلزم اسرائيل ومن يحميها بضرورة وقف اطلاق النار ووقف الإبادة والاتجاه نحو حل شامل عادل للقضية الفلسطينية، أن الشارع العربي سئم اساليب التنديد والاستنكار يطلب مواقف قوية فاعلة دون ذلك ستبقى استباحة اسرائيل فاعلة لكل العواصم العربية، وستحقق الهيمنة والسيطرة على المنطقة برمتها، وستمضي بتحقيق ما خططت له من اهداف وتوسع والسعي بالمرحلة القادمة لاعلان اسرائيل الكبرى.