وجهات نظر

السلام والقوة

السلام والقوة


عندما يتحدث ترمب و المتغطرس نتنياهو عن مبدا السلام من خلال القوة فهما لا يأتيان بشي جديد و انما يتحدثان عن حقيقة و قناعة حكمت و تحكم التفاعل الدولي منذ نشاءة الدولة و الدول بغض النظر عن طبيعتها البداية او الحضارية المتطورة حيث ان هنالك مدرسة واقعية هي الأكثر تاثيرا و فهما لتحليل و فهم العلاقات بين الدول تومن ان هنالك علاقة ترابطية بين السلام و القوة . فالقوة تنتج سلاما مثلما تنتج حروبا مفهوم القوة بسياقة الكلي يشمل القوة الاقتصادية التكنولوجية العسكرية قوة الدبلوماسية الفاعلة اضافة للعديد من الامكانات و فوق ذلك كلة قدرة صناعة و صانع القرار على توظيف عناصر هذة القوة بشكل يخدم المصالح الوطنية للدولة .

فالمصالح تعرف و تنجز من خلال القوة ولو ان تشرشل ابان الحرب العالمية الثانية لم يومن بالقوة لكانت بريطانيا و أوروبا مازالتا تحت سيطرة الرايخ الألماني ولكان عالم اليوم مختلفا. عندما طلب منة التفاوض مع المانيا وقال بما معناة انك لاتستطيع أن تتحدث بعقل و تتفاوض مع النمر بينما راسك في فمة..

مانراة حاليا و سابقا من استباحة بعض العواصم العربية من قبل قوى طامحة للهيمنة و على رأسها إسرائيل لم يكن ذلك إلا بفعل خلل عميق في موازين القوى يعمل لصالح هذة القوى الراغبة و الساعية للهيمنة. و كذلك أوروبا القلقة حاليا التي لم تقلق بهذا المستوى منذ انتهاء الحرب الباردة إلا بفعل الخلل في القوة لديها امام القوة الروسية التي ترجمت نفسها في الحرب الاوكرانية و كذلك بسبب انكفاء و التخلي التدريجي الأمريكي المتزايد عن أوروبا و امنها . التحولات العالمية الجارية حاليا تحكمها تحولات قوة بين قوى صاعدة مثل الصين و غيرها و قوى ما يسمى بالوضع الراهن مثل الولايات المتحدة ومن يملك افضلية القوة وبالذات التكنولوجية و الاقتصادية و العسكرية هو من سوف يسود و يقرر شكل و طبيعة النظام الدولي القادم وبالذات مسالة السلام و الحرب .

السلام و القوة و الدور الفاعل ليسوا هبة او هدية وانما يتم صنعهم و انتزاعهم من خلال بناء قوة وقدرات حضارية تمكن الاطراف والدول من التنافس و تحقيق المصالح ومن ضمنها السلام كمصلحة وقيمة ما دون ذلك إذا ما تحقق لن يكون سلاما يضمن التصالح وانما سلاما مفروضا و ناقصا و وصفة لاستمرار الصراعات و الحروب . لذلك على الأطراف العربية الوازنة ان تخلق عقلا جمعيا عربيا ينتج فعلا عربيا جمعيا يحقق امننا جماعيا و سلما يضمن المصالح . فالتحديات جسام وكبيرة تفوق قدرة اي دولة عربية منفردة.