وجهات نظر

سعد حجازي في الذكرى الخامسة لرحيله

سعد حجازي في الذكرى الخامسة لرحيله

تصادف اليوم العاشر من أيلول الذكرى الخامسة لوفاة الأستاذ الدكتور سعد حجازي. الشخصية الوطنية والأكاديمية ، والذي تركت بـصمات كبيرة في نهضة قطاع التعليم العالي في الأردن، إذ تتلمذ على يديه الآلاف من أبناء الوطن، سواء من كان منهم على مقاعد الدراسة في الجامعية، أو من نهل من تلك الخبرات والمعارف التي يجدها القارئ بين أروقة أبحاثه العلمية المنشورة والتي فاقت الخمسين بحثاً، أو بين صفحات كتبه المتعددة التي تناولت موضوعات تغذية الطفل كمتطلب أساسي لضمان نمو وتطور سليم عند الطفل في سنوات عمره الأولى.

الأستاذ الدكتور سعد حجازي، خمسون عاماً في خدمة الوطن والمجتمع، كان قوامها خبرات عملية متراكمة، مضافاً إليها إرادة قوية وعزيمة صلبة، ورغبة جامحة في تدوين منجزات نوعية ومساهمة فاعلة في مسيرة التنمية والتحديث في المملكة الأردنية الهاشمية، بما عُرف عنه من ولاء صادق وانتماء حقيقي لهذا الوطن وثراه الطهور، ولقد جمع حجازي بين الكفاءة الأكاديمية العليا، وبين النشاط البحثي داخل أسوار الجامعة وخارجها، الى جانب عضويته في عشرات اللجان المتخصصة، ولقد نجح في جميع هذه الميادين وأفلح في إعلاء اسمه كشخصية مستقلة لم تتوقف عند حدود الاستقطابات الضيقة وكان دائماً منحازاً الى العمل الأكاديمي الذي تقدم عنده على جميع الأولويات،

ولد الدكتور سعد حجازي في العام 1938 في مدينة اربد، ونشأ وترعرع في ظل والديه وتلقى تعليمه في مدارس اربد، ثم انتقل الى السلط و أنهى دراسة المرحلة الثانوية، أما الخامس الثانوي فكان في مدرسة اربد الثانوية، وكان ذلك في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، ثم تخلل ذلك حصوله على مترك الصف السابع ، وعند حصوله على الثانوية العامة توجه الى تركيا وحصل في العام 1962 على درجة البكالوريوس في الطب ثم حصل على الماجستير في تغذية الطفل من كلية الصحة العامة في جامعة "متشجان في آن آربر " في الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في العام 1965، تلاها حصوله على دبلوم صحة الطفل في الكلية الملكية للأطباء في دبلن، في العام 1974، ثم واصل مسيرته العلمية فحصل على درجة الدكتوراه في تغذية وصحة الطفل من كلية الطب في جامعة لندن بريطانيا وكان ذلك في العام 1976، وتخلل سنوات دراسته عمله لمدة عام واحد للفترة من 1964-1965 في جامعة " متشجان في آن آربر "، كما عمل كزميل في طب الأطفال والتغذية في مستشفى روزفلت - INCAP –Guatemala وكان ذلك صيف العام 1965، ثم عمل كزميل في طب الأطفال والتغذية، في مستشفى جامعة "فاندربيلت في ناشفيل، تينيسي" الولايات المتحدة الأمريكية 1965 أغسطس- يناير 1966.

بعد عودته الى الأردن بدأ الدكتور سعد حجازي مرحلة جديدة في حياته العملية التي كانت بداياتها في وزارة الصحة، حيث عمل أخصائي طب أطفال ورئيساً لقسم التغذية في مستشفى الأشرفية في عمان وكان ذلك للفترة من يناير 1966 الى مايو 1974، وخلال الفترة من يونيو 1974 الى اغسطس من العام 1976 عمل كزميل في مستشفى الأطفال في لندن.

في أيلول من العام 1976حتى آب من العام 1977 عمل أستاذاً مساعداً في التغذية وصحة الطفل في كلية الطب في الجامعة الأردنية، ثم أصبح استاذاً مشاركاً خلال الفترة من أيلول 1977 الى آب 1978، ثم أصبح رئيساً لقسم طب المجتمع في كلية الطب في الجامعة الأردنية، وكان ذلك للفترة من أيلول 1978 الى آب من العام 1979، وخلال الفترة الزمنية الواقعة بين أيلول من العام 1979 الى آب من العام 1983 كان الدكتور سعد حجازي استاذاً مشاركاً في قسم تغذية وصحة الطفل في كلية الطب في الجامعة الأردنية.

في أواسط الثمانينات وتحديداً في أيلول من العام 1983 انتقل الدكتور سعد حجازي الى جامعة اليرموك فتم تعيينه العميد المؤسس لكلية الطب، وأمضى في الجامعة نحو ثلاث سنوات وتحديداً حتى آب من العام 1986، وبعد ذلك وفور تأسيس كلية الطب كإحدى كليات جامعة العلوم والتكنولوجيا وتحديداً في سبتمبر من العام 1986 أصبح أبو عمر عميداً لها منذ نشأة الجامعة، وبقي في موقعه ذاك حتى ثم تم تعيينه نائباً لرئيس الجامعة آنذاك معالي الأستاذ الدكتور كامل العجلوني، وكان ذلك في حزيران من العام 1991، وخلال الفترة من كانون الثاني ولغاية آذار من العام 1995 عمل استاذاً زائراً في كلية الطب في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، وبعد عودته من سلطنة عُمان صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه رئيساً لجامعة العلوم والتكنولوجيا ليكون الرئيس الثاني لها، وفي ذلك الموقع أمضى حجازي ثمانية أعوام وتحديداً حتى أيلول من العام 2003 ، شهدت الجامعة خلالها العديد من المنجزات والتطورات الشاملة لمختلف النواحي المالية والأكاديمية والإدارية وبعد الانتهاء من عمله رئيساً لجامعة العلوم والتكنولوجيا أصبح الأستاذ الدكتور سعد حجازي رئيساً للجمعية العلمية الملكية للفترة الواقعة بين أيلول من العام 2003 ولغاية العام 2006

إن الحديث عن الأستاذ الدكتور سعد سليمان حجازي هو حديث عن أكاديمي وإنسان أردني مخضرم، كان النجاح في حياته من نتاج جهده وتعبه وعمله الدءوب في جميع مراحل حياته العملية والعلمية التي ابتدأها قبل نحو نصف قرن من الزمان، لم يتردد في تلبية نداء الوطن، ولم يبخل على الوطن بما آتاه الله من فضله، بل كان مخلصاً وما زال متفانياً في البذل والجد والعطاء في حركة دوران حيوية لا تعرف الكلل ولا تتوقف عن التجدد.