الهروب من الأخبار
أدمنت مشاهدة الاخبار عبر التلفزيون ووصلت حد الاكتئاب، فقررت الهروب الى أذربيجان، في آخر رحلة لطائرة تقلع من عمان مباشرة الى باكو وبسعر رخيص، ووصلت باكو وأقمت في فندق، القفقاس" والأسعار هنا معقولة جداًً للفنادق، فالفندق ذو النجوم الخمس يكلف مائة دولار بالليلة مع الأفطار
، في الصباح قلت للشاب الذي يعمل "كونسيرج" الى أين تنصحني أن أذهب، فاقترح عليّ رحلة بعيدة الى كارباخ، فاعتذرت لأن المنطقة كانت تحت الحرب قبل انسحاب الأرمن منها وما زلت أخشى انتشار الألغام رغم السماح لي بالسفر اليها وزيارتها.
اقترح الشاب أن أذهب الى ضواحي باكو، والى داخل المدينة كان اسم الشاب، طغرل قلت خذني، فقال أخذك الى الى معبد النار ثم بعد ذلك الى البراكين الطينية، وبالفعل توجهت، كانت البراكين البعيدة عن باكو ثلاثين كيلو متراً خامدة، الاّ من فقاعات كانت تسرب الغاز، وكان سفح الجبل طينياً جامداً، ثم توجهت الى سفح جبل آخر تشتعل فيه النيران التي تخرج من شقوق ترابية، وقال لي هذه النار مشتعلة هنا منذ الآف السنين، وهناك من يعبدها، هل آخذك الى المعبد،هناك قلت نعم.
فذهبت ورأيت سدنة، يلبسون الأبيض وقال هنا "الزارا دشت" فتذكرت الديانة التي جاء عنها في وصية الرسول لجيش أسامة، :وقد فرقوا رؤسهم،؛وكان الزاردشت قبل الاسلام وهم يختلفون عما آل اليهم الوضع بعد انتشار الاسلام، إذ فروا بدينهم من اذربيجان الى الهند، وأصبحت منهم الديانة المجوسية التي اعتقدها الفرس رسميا انذاك والمجوس ومشتقاتها مفردات بغيضة عند المسلمين، ويبدو أن مواقف المسلمين من الزاردشت، بداية كانت متسرعة، فقد اتهم اتباعها بالزندقة والذين انتسبوا اليها (بالمزدكية) وقد عرفهم العصر العباسي وأن زارداشت عندهم سبقه لنفس الديانه نبي اسمه (دانيال) وزاردشت قسم العالم الى قسمين، قسم للشر وقسم للخير، وهما أهرامازدا وأهرمان، وأن زرداشت هذا جاء قبل ميلاد المسيح وأنه زار فلسطين وأطلع على اليهودية، واستنكرها كدين واتهمها بالقسوة والبعد عن الانسانية، والأخذ بالانتقام كان الدليل يشرح لي من نص مكتوب، وقد استوقفني أصل زرادشت، وتنوع اسمه، وأن والدته من أذربيجان وكذلك والده عاش فيها وتنقل، وكان الدليل منسجماً لاهتمامي باقواله فذهب واستدعى لي رجل دين زرادشتي ، وبدأ يترجم لي ما يقول، وقال.. هل تريد أن ترى تعميد الزرادشتية.. هل ترغب؟
اقترب من هنا، من هذه النار المشتعلة وافتح يديك وأنظر الى تلك الصورة المعلقة، ووضع على رأسي رشة من الماء، قال أنه مقدس، وقرأ كلمات قيل انها من كتاب زرادشت ، الذي تحدث عنه البخاري وتحدثت عنه المصادر التاريخية العربية.
تأثرت الزرادشتية اللاحقة بالاسلام، لكن الاسلام لم يقرها ولم يوافق عليها، وبقيت صفة المجوس مكروهة، وكان زرادشت قد اعتقد ديانته من الفرس في ايران، ولهذا أطلق عليهم قبل الاسلام أنهم مجوس،ولدى الزرادشتية أساطير وقصص . تحمل نفس الأساطير في قدوم انبياء آخرين،فنبي الزرادشتية لاتحرقه النار بل انه يلعب داخلها ومن هنا فان اتباعه عبدوا النار وكان اتباعه يلوذون به ويستمطرون السماء ويدعون باسمه لخصب مزارعهم ، كان زرادشت محباً للخير كارهاً للشر، ومتطوعاً في سبيل مساعدة الناس وجرحى الحروب.
أمضيت يومي في معبد الزرادشتية واستمعت إلى تعاليمها ما استطعت وقد أشار المترجم الى كتاب الفهرست، لابن النديم وهو كتاب تاريخي تراثي، وقد رغبت أن أسجل المراجع المذكورة عنده مما ذكرها لأعود اليها بعد عودتي الى عمان.
الزرادشتية تنقرض الان واتباعها قليلون جداً، وكتبها، دمّرها الاسكندر المقدوني، وحيث وصل محتلا في ايران واذربيجان والهند، وقد اعتقد انها تدعو لمقاومته.
لدى الزرادشتية حكم وأقوال فلسفية عميقة وهي ديانة فلسفية طش فيها خليط من الأديان الأخرى، وقصص شبيهة بالاسراء والمعراج، ويبدو أن الزرادشتية الحديثة التي جاءت في امتدادها بعد انتشار الاسلام في هذه البلاد أذربيجان قد تأثرت بالاسلام واخذت منه، وأمدت أتباعها رغم ان الزرادشتة لا تؤمن بالتبشير ولا تقبل توسيع ديانتها وهي تاخذ بالطهارة وتقدس الماء والهواء والطبيعة.
كان يومي حافلاً لم أشاهد فيه الاخبار التي أدمنتها وأدمنها الكثيرون خاصه تلك المنقولة عن غزه ، واعتقد أن الذي سببت لهم الأخبار كابة هم بحاجة الى الالتقاء مع زرادشت علهم يجدون شيئاً في فلسفة الحياة التي حولها الغرب الذي صنع اسرائيل الى جحيم يضيق على الناس.
أدمنت مشاهدة الاخبار عبر التلفزيون ووصلت حد الاكتئاب، فقررت الهروب الى أذربيجان، في آخر رحلة لطائرة تقلع من عمان مباشرة الى باكو وبسعر رخيص، ووصلت باكو وأقمت في فندق، القفقاس" والأسعار هنا معقولة جداًً للفنادق، فالفندق ذو النجوم الخمس يكلف مائة دولار بالليلة مع الأفطار
، في الصباح قلت للشاب الذي يعمل "كونسيرج" الى أين تنصحني أن أذهب، فاقترح عليّ رحلة بعيدة الى كارباخ، فاعتذرت لأن المنطقة كانت تحت الحرب قبل انسحاب الأرمن منها وما زلت أخشى انتشار الألغام رغم السماح لي بالسفر اليها وزيارتها.
اقترح الشاب أن أذهب الى ضواحي باكو، والى داخل المدينة كان اسم الشاب، طغرل قلت خذني، فقال أخذك الى الى معبد النار ثم بعد ذلك الى البراكين الطينية، وبالفعل توجهت، كانت البراكين البعيدة عن باكو ثلاثين كيلو متراً خامدة، الاّ من فقاعات كانت تسرب الغاز، وكان سفح الجبل طينياً جامداً، ثم توجهت الى سفح جبل آخر تشتعل فيه النيران التي تخرج من شقوق ترابية، وقال لي هذه النار مشتعلة هنا منذ الآف السنين، وهناك من يعبدها، هل آخذك الى المعبد،هناك قلت نعم.
فذهبت ورأيت سدنة، يلبسون الأبيض وقال هنا "الزارا دشت" فتذكرت الديانة التي جاء عنها في وصية الرسول لجيش أسامة، :وقد فرقوا رؤسهم،؛وكان الزاردشت قبل الاسلام وهم يختلفون عما آل اليهم الوضع بعد انتشار الاسلام، إذ فروا بدينهم من اذربيجان الى الهند، وأصبحت منهم الديانة المجوسية التي اعتقدها الفرس رسميا انذاك والمجوس ومشتقاتها مفردات بغيضة عند المسلمين، ويبدو أن مواقف المسلمين من الزاردشت، بداية كانت متسرعة، فقد اتهم اتباعها بالزندقة والذين انتسبوا اليها (بالمزدكية) وقد عرفهم العصر العباسي وأن زارداشت عندهم سبقه لنفس الديانه نبي اسمه (دانيال) وزاردشت قسم العالم الى قسمين، قسم للشر وقسم للخير، وهما أهرامازدا وأهرمان، وأن زرداشت هذا جاء قبل ميلاد المسيح وأنه زار فلسطين وأطلع على اليهودية، واستنكرها كدين واتهمها بالقسوة والبعد عن الانسانية، والأخذ بالانتقام كان الدليل يشرح لي من نص مكتوب، وقد استوقفني أصل زرادشت، وتنوع اسمه، وأن والدته من أذربيجان وكذلك والده عاش فيها وتنقل، وكان الدليل منسجماً لاهتمامي باقواله فذهب واستدعى لي رجل دين زرادشتي ، وبدأ يترجم لي ما يقول، وقال.. هل تريد أن ترى تعميد الزرادشتية.. هل ترغب؟
اقترب من هنا، من هذه النار المشتعلة وافتح يديك وأنظر الى تلك الصورة المعلقة، ووضع على رأسي رشة من الماء، قال أنه مقدس، وقرأ كلمات قيل انها من كتاب زرادشت ، الذي تحدث عنه البخاري وتحدثت عنه المصادر التاريخية العربية.
تأثرت الزرادشتية اللاحقة بالاسلام، لكن الاسلام لم يقرها ولم يوافق عليها، وبقيت صفة المجوس مكروهة، وكان زرادشت قد اعتقد ديانته من الفرس في ايران، ولهذا أطلق عليهم قبل الاسلام أنهم مجوس،ولدى الزرادشتية أساطير وقصص . تحمل نفس الأساطير في قدوم انبياء آخرين،فنبي الزرادشتية لاتحرقه النار بل انه يلعب داخلها ومن هنا فان اتباعه عبدوا النار وكان اتباعه يلوذون به ويستمطرون السماء ويدعون باسمه لخصب مزارعهم ، كان زرادشت محباً للخير كارهاً للشر، ومتطوعاً في سبيل مساعدة الناس وجرحى الحروب.
أمضيت يومي في معبد الزرادشتية واستمعت إلى تعاليمها ما استطعت وقد أشار المترجم الى كتاب الفهرست، لابن النديم وهو كتاب تاريخي تراثي، وقد رغبت أن أسجل المراجع المذكورة عنده مما ذكرها لأعود اليها بعد عودتي الى عمان.
الزرادشتية تنقرض الان واتباعها قليلون جداً، وكتبها، دمّرها الاسكندر المقدوني، وحيث وصل محتلا في ايران واذربيجان والهند، وقد اعتقد انها تدعو لمقاومته.
لدى الزرادشتية حكم وأقوال فلسفية عميقة وهي ديانة فلسفية طش فيها خليط من الأديان الأخرى، وقصص شبيهة بالاسراء والمعراج، ويبدو أن الزرادشتية الحديثة التي جاءت في امتدادها بعد انتشار الاسلام في هذه البلاد أذربيجان قد تأثرت بالاسلام واخذت منه، وأمدت أتباعها رغم ان الزرادشتة لا تؤمن بالتبشير ولا تقبل توسيع ديانتها وهي تاخذ بالطهارة وتقدس الماء والهواء والطبيعة.
كان يومي حافلاً لم أشاهد فيه الاخبار التي أدمنتها وأدمنها الكثيرون خاصه تلك المنقولة عن غزه ، واعتقد أن الذي سببت لهم الأخبار كابة هم بحاجة الى الالتقاء مع زرادشت علهم يجدون شيئاً في فلسفة الحياة التي حولها الغرب الذي صنع اسرائيل الى جحيم يضيق على الناس.