اول المشاريع في عمان .. بناء فرن
وصل القطار الى المحطة في عمان قادماً من دمشق، كان ذلك عام 1909، حيث بدأ العمل في السكة عام 1903، وعندما وصل الى المحطة لأول مرة، تدفق منه ركابه ومعظمهم من قاصدي الحج إلى مكة وكانوا من الشوام واللبنانيين والفلسطينيين، ولما نزلوا أرادوا الخبز، فجاء رئيس المجلس القروي لعمان، السيد إسماعيل بابوق وهو شركسي والتي لم تكن بلدية آنذاك، وطلب من المواطنين أن يبنوا فرناً للخبز ، فكان ذلك أول مشروع أقيم لهذا الغرض، إذ كانت عمان قرية لا تبيع الخبز، وكانت مساحتها حوالي كم ونصف، وهي عبارة عن المدرج الروماني وجبل القلعة.
وقد وصف بيركهارت السويسري الذي قدم البترا للعالم، وصف عمان حين جاء اليها من السلط،لزيارة موقع سبيل الحوريات، وكتب بيركهارت يومها، أنه وجد في عمان ، 150 من الشراكسة الذين نزلوا في غرف الغيار بالمدرج الروماني، حيث سكنوا وأنهم استعملوا العربات التي تقودها الثيران، فقد كانوا مزارعين، وحين تفقدوا المنطقة خوفاً، فقد كانوا مطاردين من الروس، حيث فرّوا بدينهم، ولديهم كتب رسمية من السلطان العثماني لحسن استقبالهم والسماح لهم بالنزول على الماء الذي كان في عمان وفي منطقة الزرقاء (السخنة)، وفي جرش وغيرها.
وحين صعدوا الى جبل القلعة المقابل للمدرج الروماني، وجدوا عائلتين واحدة من الدباس وأخرى من قاقيش، وقد أرجعوهما الى الخلف لتبقى القلعة نظيفة من السكان.
كان القطار القادم من الجنوب الى عمان بعد سنوات وتحديدا عام ١٩٢١يحمل الأمير، عبد الله المؤسس في محطة زيزياء، وقد وصل قادماً من معان حيث اقام الامير لأربعة أشهر فيها وأصدر صحيفة "الحق يعلو" ولما وصل الى المحطة في عمان ونزل، استقبله مدير المحطة واعداد غفيرة من المواطنين الذين علموا بوصوله، وقد تجمعوا في ساحة المحطة حيث يقف القطار، وراحوا يهتفون، (يا أبن بنت رسول الله)، ووقف الأمير على كرسي كان يجلس عليه ليراهم وهم يجتمعون، وقد خطب فيهم، "والله ما جاء بي الاّ حميتي، ولو ان لي سبعين نفساً لبذلتها في سبيلكم.. أطيعوني... أطيعوني" ... وقال لهم الأمير، ;ابقوا لي وجهائكم ما أردت منكم الاّ السمع والطاعة ;
وغادروا وكان في المستقبلين، رئيس بلدية الكرك دليوان المجالي وحسين باشا الطراونة، وكان من اربد، سالم الهنداوي والسويدي الروسان، وكان من عمان ممن استقبلوا الأمير في معان ورافقوه بالقطار، هاشم خير وسعيد المفتي، ولما انفض الجمهور المستقبل في المحطة، بقي الوجهاء وعددهم يقرب من الستين، وقد تحدث لهم الأمير قبل أن ينتقل الى ماركا، ليستعرض قوات أعدت فيها آليات "سكاوتات " وخيالة ويختلف على اسم ، ماركا، هل هو اسم ضابط انجليزي أم جاء من مصادر أخرى، وعاد الأمير ليقدم له سعيد المفتي بيته القريب من المسجد الحسيني ليقيم فيه، بعد أن استأذنه لذلك، وقال أنه سينتقل ليقيم عند أهله في وادي السير، ولكن الأمير لم يقم طويلاً في منزل سعيد المفتي، فقد كانت منطقة سيل عمان مزعجة من البعوض والقارص.
فترك الموقع ليختار مكاناً مرتفعاً في جبل القصور، مكان قصر رغدان الآن وبنى هناك بيوتاً من الشعر، أقام فيها وحاشيته، وكانت مساحة كافية حتى لتدريب الخيل، وبقي في المكان الى أن اقيم قصر رغدان بهندسته الجميلة، وقيل أن المهندسين كانوا قد جاءوا من ايران، وقد أقام الأمير في المكان.
وفي السرد التاريخي أنه توجه بعد سنوات الى إربد، وانه وصلها واستقبله هناك سالم الهنداوي الذي كان يقيم حفل غداء بمناسبة مولوده الجديد ذوقان، وأن الأمير حضر مناسبة الغداء واستمع الى المواطنين الذين شكوا قسوة الانجليز وأن بعض ابنائهم اخذهم الانجليز الى سجن السلط المركزي، وهو سجن أقيم في العهد العثماني، بقي لسنوات طويلة الى ان هدم وسلم مكانه لبلدية السلط وأن الأمير ساعدهم في الافراج عن ابنائهم من السجن.
عمان كانت قرية صغيرة وقد جاء في سجلات المحاكم الشرعية ان عروسا تزوجت رجلاً يسكن في عمان وأنها رفضت مصاحبته الى قرية عمان، لأنها في رأيها لا تريد أن تغادر لتسكن في قرية ، كانت المدينتان الاشهر آنذاك، هما السلط والكرك، وقد كتب عنهما الرحالة السويسري بيركهارت في أوراقه المنشورة ويستطيع الراغب في مزيد من التفاصيل عن عمان ان يطالع كتابي (عمان عبق الماضي ووهج المستقبل) الذي استشهد بما ورد فيه مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، معالي كنيعان عطا البلوي، أمام تجمع العمانيين في زيارة الديوان الملكي وتجديد البيعة لقائد الوطن بمناسبة اليوبيل الفضي
وصل القطار الى المحطة في عمان قادماً من دمشق، كان ذلك عام 1909، حيث بدأ العمل في السكة عام 1903، وعندما وصل الى المحطة لأول مرة، تدفق منه ركابه ومعظمهم من قاصدي الحج إلى مكة وكانوا من الشوام واللبنانيين والفلسطينيين، ولما نزلوا أرادوا الخبز، فجاء رئيس المجلس القروي لعمان، السيد إسماعيل بابوق وهو شركسي والتي لم تكن بلدية آنذاك، وطلب من المواطنين أن يبنوا فرناً للخبز ، فكان ذلك أول مشروع أقيم لهذا الغرض، إذ كانت عمان قرية لا تبيع الخبز، وكانت مساحتها حوالي كم ونصف، وهي عبارة عن المدرج الروماني وجبل القلعة.
وقد وصف بيركهارت السويسري الذي قدم البترا للعالم، وصف عمان حين جاء اليها من السلط،لزيارة موقع سبيل الحوريات، وكتب بيركهارت يومها، أنه وجد في عمان ، 150 من الشراكسة الذين نزلوا في غرف الغيار بالمدرج الروماني، حيث سكنوا وأنهم استعملوا العربات التي تقودها الثيران، فقد كانوا مزارعين، وحين تفقدوا المنطقة خوفاً، فقد كانوا مطاردين من الروس، حيث فرّوا بدينهم، ولديهم كتب رسمية من السلطان العثماني لحسن استقبالهم والسماح لهم بالنزول على الماء الذي كان في عمان وفي منطقة الزرقاء (السخنة)، وفي جرش وغيرها.
وحين صعدوا الى جبل القلعة المقابل للمدرج الروماني، وجدوا عائلتين واحدة من الدباس وأخرى من قاقيش، وقد أرجعوهما الى الخلف لتبقى القلعة نظيفة من السكان.
كان القطار القادم من الجنوب الى عمان بعد سنوات وتحديدا عام ١٩٢١يحمل الأمير، عبد الله المؤسس في محطة زيزياء، وقد وصل قادماً من معان حيث اقام الامير لأربعة أشهر فيها وأصدر صحيفة "الحق يعلو" ولما وصل الى المحطة في عمان ونزل، استقبله مدير المحطة واعداد غفيرة من المواطنين الذين علموا بوصوله، وقد تجمعوا في ساحة المحطة حيث يقف القطار، وراحوا يهتفون، (يا أبن بنت رسول الله)، ووقف الأمير على كرسي كان يجلس عليه ليراهم وهم يجتمعون، وقد خطب فيهم، "والله ما جاء بي الاّ حميتي، ولو ان لي سبعين نفساً لبذلتها في سبيلكم.. أطيعوني... أطيعوني" ... وقال لهم الأمير، ;ابقوا لي وجهائكم ما أردت منكم الاّ السمع والطاعة ;
وغادروا وكان في المستقبلين، رئيس بلدية الكرك دليوان المجالي وحسين باشا الطراونة، وكان من اربد، سالم الهنداوي والسويدي الروسان، وكان من عمان ممن استقبلوا الأمير في معان ورافقوه بالقطار، هاشم خير وسعيد المفتي، ولما انفض الجمهور المستقبل في المحطة، بقي الوجهاء وعددهم يقرب من الستين، وقد تحدث لهم الأمير قبل أن ينتقل الى ماركا، ليستعرض قوات أعدت فيها آليات "سكاوتات " وخيالة ويختلف على اسم ، ماركا، هل هو اسم ضابط انجليزي أم جاء من مصادر أخرى، وعاد الأمير ليقدم له سعيد المفتي بيته القريب من المسجد الحسيني ليقيم فيه، بعد أن استأذنه لذلك، وقال أنه سينتقل ليقيم عند أهله في وادي السير، ولكن الأمير لم يقم طويلاً في منزل سعيد المفتي، فقد كانت منطقة سيل عمان مزعجة من البعوض والقارص.
فترك الموقع ليختار مكاناً مرتفعاً في جبل القصور، مكان قصر رغدان الآن وبنى هناك بيوتاً من الشعر، أقام فيها وحاشيته، وكانت مساحة كافية حتى لتدريب الخيل، وبقي في المكان الى أن اقيم قصر رغدان بهندسته الجميلة، وقيل أن المهندسين كانوا قد جاءوا من ايران، وقد أقام الأمير في المكان.
وفي السرد التاريخي أنه توجه بعد سنوات الى إربد، وانه وصلها واستقبله هناك سالم الهنداوي الذي كان يقيم حفل غداء بمناسبة مولوده الجديد ذوقان، وأن الأمير حضر مناسبة الغداء واستمع الى المواطنين الذين شكوا قسوة الانجليز وأن بعض ابنائهم اخذهم الانجليز الى سجن السلط المركزي، وهو سجن أقيم في العهد العثماني، بقي لسنوات طويلة الى ان هدم وسلم مكانه لبلدية السلط وأن الأمير ساعدهم في الافراج عن ابنائهم من السجن.
عمان كانت قرية صغيرة وقد جاء في سجلات المحاكم الشرعية ان عروسا تزوجت رجلاً يسكن في عمان وأنها رفضت مصاحبته الى قرية عمان، لأنها في رأيها لا تريد أن تغادر لتسكن في قرية ، كانت المدينتان الاشهر آنذاك، هما السلط والكرك، وقد كتب عنهما الرحالة السويسري بيركهارت في أوراقه المنشورة ويستطيع الراغب في مزيد من التفاصيل عن عمان ان يطالع كتابي (عمان عبق الماضي ووهج المستقبل) الذي استشهد بما ورد فيه مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، معالي كنيعان عطا البلوي، أمام تجمع العمانيين في زيارة الديوان الملكي وتجديد البيعة لقائد الوطن بمناسبة اليوبيل الفضي