سكرين شوت

نجوم الأمل والألم في فينيسيا 2025: حب وصراع الحياة في قلب لبنان

نجوم الأمل والألم في فينيسيا 2025: حب وصراع الحياة في قلب لبنان

للعلّم - شهد مهرجان فينيسيا السينمائي 2025 عرض الفيلم اللبناني الروائي الطويل الأول للمخرجة سيريل عريس بعنوان "نجوم الأمل والألم"، ضمن مسابقة "أيام فينيسيا" (Giornate degli Autori)، حيث حصد جائزة الجمهور بالتساوي مع فيلم "ذاكرة" (Memory) للمخرجة فلادينا ساندو. الفيلم أثار اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء، بسبب مزجه بين الرومانسية والكوميديا والدراما الإنسانية في سياق الأحداث الواقعية التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة.

حب منذ الطفولة وصراع مع الواقع

تدور أحداث الفيلم حول قصة الحب الطويلة بين نينو (حسن عقل) وياسمينا (مونيا عقل)، اللذين ارتبطا منذ الطفولة، لكن الحياة لم تترك لهما فرصة استقرار بسهولة. نينو شاب حالم وطائش بعض الشيء، بينما ياسمينا شخصية منظمة وواقعية، ويجمعهما لقاء غير متوقع بعد سنوات طويلة من الفراق. ما يجعل قصة الحب أكثر تعقيدًا هو الخلفية الواقعية للأحداث في لبنان، من الانهيار الاقتصادي إلى انفجار مرفأ بيروت، حيث تتداخل ظروف البلد مباشرة مع قرارات الشخصيات وطموحاتهما، فتظهر الحيرة بين البقاء في الوطن أو الرحيل، وبين الحلم بالحب والاستقرار ومواجهة الواقع المؤلم.

التوازن بين الكوميديا والألم

رغم ثقل الأحداث، استعانت سيريل عريس بعناصر كوميدية خفيفة، خاصة في الفصل الأول من الفيلم، للتخفيف من حدة الألم والمأساة، قبل أن تتصاعد الأحداث ويختفي الطابع الكوميدي تدريجيًا مع تصاعد الصراعات. هذا التوازن بين الرومانسية والكوميديا والدراما أضفى على العمل ديناميكية جذابة، وأتاح للمشاهد تجربة مختلفة، حيث يمكن أن يضحك في لحظة ثم يشعر بثقل الأحداث في اللحظة التالية، مما يعكس بشكل واقعي حياة اللبنانيين وسط التحديات اليومية.

الأداء التمثيلي والمصداقية

قدم كل من حسن عقل ومونيا عقل أداءً متقنًا، محافظين على جوهر شخصياتهما خلال الأحداث المتنوعة. نينو المرح في البداية يتحول تدريجيًا إلى شاب مكتئب تحت وطأة الحياة، بينما تبقى ياسمينا الجادة تحاول التمسك بالحب والقرار الصائب. التفاهم الكبير بين الثنائي على الشاشة أتاح للمشاهد تصديق التغيرات النفسية لكل شخصية، مما جعل الفيلم أكثر تأثيرًا ومصداقية.

نظرة مكثفة على لبنان المعاصر

يعتبر "نجوم الأمل والألم" نافذة على لبنان الحديث، يعرض الواقع دون تجميل أو تشويه، ويطرح أسئلة عميقة حول الحب، الوفاء، والصراع مع الظروف الاجتماعية والسياسية. نهاية الفيلم تترك المشاهد متأملًا في مصير الشخصيات بعد التترات، مع شعور مزدوج بالأمل والألم، وهو ما يعكس بدقة عنوان العمل.

الفيلم يجمع بين الرومانسية، الكوميديا، والدراما الواقعية، ويعتبر بداية قوية لمخرجة جديدة في مجال السينما الروائية اللبنانية، مقدماً تجربة سينمائية غنية بالمعاني والمشاعر المتناقضة، وهو بلا شك أحد أبرز الأفلام التي لفتت الأنظار في مهرجان فينيسيا 2025.