الملك يرعى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: الرسائل والدلالات
يوم أمس رعى جلالة الملك عبدالله الثاني يرافقه سمو ولي العهد، الاحتفالية التي أقيمت في قصر الحسينية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يستحضر المسلمون في بقاع العالم، أهمية الرسالة التي جاء بها نبي الأمة محمد بن عبدالله وبنى على أساسها دولة قوية ترامت أطرافها وقامت على أسس ومبادئ راسخة في تعزيز قيم الوحدة والتماسك بين أبناء المجتمع الواحد من ناحية، واحترام إنسانية الإنسان وعدم التقوقع داخل مفاهيم الفئوية والإقليمية والطائفية، ومما لا شك فيه أن النبي محمد كان مستكملًا للصفات التي لا غنى عنها في إنجاح رسالته كقوة الإيمان واستعداده لقبول الرأي والرأي الآخر ومقدرته على تعزيز مبدأ هام جسده عليه السلام في كونه جاء رسولًا للجميع وليس للموافقين منه دون المخالفين له، فضلًا عن تواضعه الجم وفصاحة لسانه، وبتلك المكونات وبسمو أخلاقه فقد ظفر بمكانة وببطولات لم تكن سواه كبطولة الحق، وبطولة الخير وبطولة الاستقامة ورؤاه الفكرية الثاقبة.
في الأردن الذي حباه الله بقيادة هاشمية حكيمة، فإن للاحتفال الكبير الذي يحظى في كل عام برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، خصوصية تختلف عنها لدى معظم مجتمعات العالم الإسلامي وذلك بالنظر إلى امتداد أسرة جلالة الملك للنبي محمد، وهو النسب الذي تشرّف به جلالته وأعطاه ما ترتب عليه من رسالة حملها حفظه الله في حِلّه وترحاله وعبر عنها برؤى وأفكار ومبادرات خلّاقة بل وتولّى مسؤوليات جِسام في التصدي لحملات التشويه التي استهدفت ديننا الإسلامي الحنيف، ولم يترك جلالته خطابًا ولا كلمة إلا وراح يؤكد فيها على حقيقة جوهرية ما انفك مؤمنًا بها والمتعلقة بحقيقة أن الإنسانية تسمو وتكون في أوج قوتها، وأن قيمنا تترسخ وتغدو حصينة ضد العبث، عندما يتشارك الجميع، من سائر الأديان، في الحياة والحقوق وبناء الأمل في مستقبل يسوده السلام للبشرية جمعاء.
مناسبة المولد النبوي لهذا العام تأتي والأمة تمر بمنعطفات وأزمات وتحديات ضخمة تحتاج منها أن ترص صفوفها وتوحد جهودها أكثر من أي وقت مضى، وفي هذا الصدد كذلك فقد حسم الأردن بقيادة جلالة الملك موقفه بشكل واضح لا لبس فيه من قضية وحدة الامة والنأي بها عن مسألة الصراع الطائفي والمذهبي، وكان جلالته قد نبّه مبكرًا ومنذ توليه سلطاته الدستورية الى خطورة هذه النزاعات المذهبية والطائفية وذلك في رسالة عمان التي أطلقها عام 2004 ، ولم يتوقف الاردن عند ذلك بل حيث حمل جلالته على عاتقه مهمة التوعية بخطورة الإرهاب والجماعات التكفيرية على أمن الأمة ووحدتها وعلى صورة الدين الحنيف، وذكر مرارا أن هؤلاء التكفيريون أول ما يسيئون الى صورة هذا الدين، وأول ما يشوهون بأفعالهم القبيحة حقيقة هذا الدين، وأن المسلمين هم أكثر المتضررين بجرائم هذه الفئات الضالة، وأطلق عليهم جلالته اسم خوارج العصر، وذكر دائما بأهمية تحصين الامن وشبابها من غوائل هذا الفكر المتطرف، وقدم الاردن في هذا المجال انموذجا في التعايش والوسطية والاعتدال.
جهود الأردن بقيادة الملك في تعزيز مسيرة حوار الأديان والثقافات والحضارات، على أسس علمية بعيـدا عن التعصب والانغلاق، وبروح مـن التسامح وقبول الآخر، وتعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والحضارات، وفي الختام أرى أن التساؤل المهم في هذا الجانب يتمحور في ضرورة الإبقاء على التذكير بكل جهد سياسي ودبلوماسي وإعلامي قام به الملك في تبيان معالم دين الرحمة والتسامح وعلاقة مبادئه الراسخة بباقي الأديان، وهذه مهمة مناطة بمؤسساتنا التعليمية من مدارس وجامعات ووزارات وهيئات مجتمع مدني، لأن ربط الشباب بوطنهم واطلاعهم على حضور قائدهم كزعيم عالمي في منتديات الفكر والسياسة والإعلام وكذلك لقاءاته المكثفة مع قادة دول العالم من شأنه تعزيز قيم الولاء والانتماء للدولة التي يقوم مليكها بما لا يقوم به غيره في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والدعوة لأنسنة النظام العالمي.
في الأردن الذي حباه الله بقيادة هاشمية حكيمة، فإن للاحتفال الكبير الذي يحظى في كل عام برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، خصوصية تختلف عنها لدى معظم مجتمعات العالم الإسلامي وذلك بالنظر إلى امتداد أسرة جلالة الملك للنبي محمد، وهو النسب الذي تشرّف به جلالته وأعطاه ما ترتب عليه من رسالة حملها حفظه الله في حِلّه وترحاله وعبر عنها برؤى وأفكار ومبادرات خلّاقة بل وتولّى مسؤوليات جِسام في التصدي لحملات التشويه التي استهدفت ديننا الإسلامي الحنيف، ولم يترك جلالته خطابًا ولا كلمة إلا وراح يؤكد فيها على حقيقة جوهرية ما انفك مؤمنًا بها والمتعلقة بحقيقة أن الإنسانية تسمو وتكون في أوج قوتها، وأن قيمنا تترسخ وتغدو حصينة ضد العبث، عندما يتشارك الجميع، من سائر الأديان، في الحياة والحقوق وبناء الأمل في مستقبل يسوده السلام للبشرية جمعاء.
مناسبة المولد النبوي لهذا العام تأتي والأمة تمر بمنعطفات وأزمات وتحديات ضخمة تحتاج منها أن ترص صفوفها وتوحد جهودها أكثر من أي وقت مضى، وفي هذا الصدد كذلك فقد حسم الأردن بقيادة جلالة الملك موقفه بشكل واضح لا لبس فيه من قضية وحدة الامة والنأي بها عن مسألة الصراع الطائفي والمذهبي، وكان جلالته قد نبّه مبكرًا ومنذ توليه سلطاته الدستورية الى خطورة هذه النزاعات المذهبية والطائفية وذلك في رسالة عمان التي أطلقها عام 2004 ، ولم يتوقف الاردن عند ذلك بل حيث حمل جلالته على عاتقه مهمة التوعية بخطورة الإرهاب والجماعات التكفيرية على أمن الأمة ووحدتها وعلى صورة الدين الحنيف، وذكر مرارا أن هؤلاء التكفيريون أول ما يسيئون الى صورة هذا الدين، وأول ما يشوهون بأفعالهم القبيحة حقيقة هذا الدين، وأن المسلمين هم أكثر المتضررين بجرائم هذه الفئات الضالة، وأطلق عليهم جلالته اسم خوارج العصر، وذكر دائما بأهمية تحصين الامن وشبابها من غوائل هذا الفكر المتطرف، وقدم الاردن في هذا المجال انموذجا في التعايش والوسطية والاعتدال.
جهود الأردن بقيادة الملك في تعزيز مسيرة حوار الأديان والثقافات والحضارات، على أسس علمية بعيـدا عن التعصب والانغلاق، وبروح مـن التسامح وقبول الآخر، وتعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والحضارات، وفي الختام أرى أن التساؤل المهم في هذا الجانب يتمحور في ضرورة الإبقاء على التذكير بكل جهد سياسي ودبلوماسي وإعلامي قام به الملك في تبيان معالم دين الرحمة والتسامح وعلاقة مبادئه الراسخة بباقي الأديان، وهذه مهمة مناطة بمؤسساتنا التعليمية من مدارس وجامعات ووزارات وهيئات مجتمع مدني، لأن ربط الشباب بوطنهم واطلاعهم على حضور قائدهم كزعيم عالمي في منتديات الفكر والسياسة والإعلام وكذلك لقاءاته المكثفة مع قادة دول العالم من شأنه تعزيز قيم الولاء والانتماء للدولة التي يقوم مليكها بما لا يقوم به غيره في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والدعوة لأنسنة النظام العالمي.