سوالف

الشخصيات الحساسة: كيف نتعامل مع المشاعر العميقة؟

الشخصيات الحساسة: كيف نتعامل مع المشاعر العميقة؟

للعلّم - هناك أشخاص يعيشون العالم بعيون مختلفة، يسمعون التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها الآخرون، ويتأثرون بلحظة عابرة كما لو كانت قصة كاملة. هؤلاء هم أصحاب الشخصيات الحساسة، الذين يُعرَفون بقدرتهم الفائقة على الالتقاط العاطفي والتعاطف مع من حولهم.

الحساسية ليست ضعفاً كما قد يعتقد البعض، بل هي عدسة مكبّرة للعالم الداخلي. من يمتلكونها غالباً ما يكونون مبدعين، مرهفي الإحساس، وأصدقاء أوفياء. لكن الجانب الآخر لهذه الهدية هو أنهم قد يواجهون فيضاً من المشاعر يرهقهم أحياناً ويجعلهم بحاجة ماسة إلى مساحات هادئة.

كيف نتعامل مع هذه الطبيعة العميقة؟

أولاً: التقدير. الاعتراف بأن الحساسية ليست عيباً بل جزء من جمال الشخصية.

ثانياً: الاستماع دون حكم. لا يحتاج الشخص الحساس إلى نصائح سريعة بقدر حاجته إلى أذن صافية تفهم عمق شعوره.

ثالثاً: تهيئة بيئة آمنة. المساحات الهادئة، الكلمات اللطيفة، وحتى الإضاءة والأصوات، جميعها تؤثر على مزاجه.

رابعاً: التوازن. من المهم أن يتعلم الشخص الحساس بنفسه كيفية حماية طاقته، عبر تحديد الحدود مع الآخرين أو ممارسة أنشطة تساعده على التفريغ مثل الكتابة أو الفن أو التأمل.

في النهاية، التعامل مع الشخصيات الحساسة يتطلب رحمة متبادلة: منا نحن تجاه حساسيتهم، ومنهم تجاه أنفسهم. وعندما يُمنَح هؤلاء الأشخاص مساحة ليكونوا على طبيعتهم، فإنهم يلونون الحياة بعمق ومعنى يصعب أن تجده في أي مكان آخر.