منوعات

أفق متجدد: آلية جديدة لتعزيز المناعة ومواجهة الأورام

أفق متجدد: آلية جديدة لتعزيز المناعة ومواجهة الأورام

للعلّم - كشف باحثون من مستشفى تشونغشان التابع لجامعة فودان في شنغهاي بشرق الصين عن آلية مبتكرة يُعيد من خلالها النظام الغذائي المحاكي للصيام برمجة الجهاز المناعي لمكافحة الأورام. تتناول الدراسة تأثيرات هذا النظام الغذائي الذي يُحاكي صيام الجسم، مما يؤدي إلى تفعيل آليات داخلية تعمل على تعزيز الاستجابة المناعية ضد الخلايا الشاذة. هذه الآلية تُضيف بعداً جديداً للتعامل مع الأمراض السرطانية، معززةً فعالية الدفاع الطبيعي للجسم.

يُعتبر النظام الغذائي المحاكي للصيام استراتيجية متكاملة تعتمد على تقليل السعرات الحرارية لفترة محددة دون الامتناع الكامل عن تناول الطعام. يعمل هذا النهج على خلق حالة استقلابية تُشبه الصيام، مما يُحفز عمليات الترميم الخلوي والتخلص من الخلايا المتضررة. ومن خلال هذا التغيير المؤقت في نمط التغذية، يُحدث النظام تأثيرات عميقة على البيئة الداخلية للجسم تسهم في تقليل فرص تطور الأورام.

• تحسين التجدد الخلوي وإعادة برمجة الخلايا
يشجع النظام الغذائي المحاكي للصيام على آليات التجدد الخلوي، حيث يُحفز عملية الابتلاع الذاتي التي تُزيل المكونات الخلوية التالفة. يُساهم ذلك في إعادة برمجة الخلايا المناعية، مما يجعلها أكثر قدرة على التعرف على الشذوذ والتعامل مع الخلايا السرطانية.
• تفعيل استجابة التوتر المناعي
يُحدث النظام الغذائي تغييرات في بيئة الخلايا تؤدي إلى تنشيط استجابة الإجهاد، ما يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العوامل الممرضة. يُعد هذا التفعيل عاملاً مساعداً في تقليل النشاط الخلوي الذي يُسهم في نمو الأورام.
• تعديل البيئة الميتابولية
من خلال تغيير توازن الطاقة والمواد الكيميائية داخل الجسم، يعمل النظام على تقليل الالتهابات المزمنة والهرمونات المحفزة لنمو الخلايا السرطانية. هذا التعديل الميتابولِي يُقلل من فرص تراكم الطفرات الجينية التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان.
• تعزيز نشاط الخلايا المناعية
تُظهر النتائج أن النظام الغذائي المحاكي للصيام يُعزز من نشاط خلايا الدفاع مثل الخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا اللمفاوية. هذا النشاط المُحدث يُساهم في تحسين قدرة الجهاز المناعي على استهداف الخلايا الشاذة والقضاء عليها قبل أن تتطور إلى أورام.
• دعم التكامل مع العلاجات التقليدية
تشير الدراسات إلى أن الجمع بين هذا النظام الغذائي وأحدث العلاجات التقليدية قد يؤدي إلى نتائج علاجية أفضل. إذ يعمل النظام على تهيئة الجسم لاستقبال الأدوية بصورة أكثر فعالية وتقليل الآثار الجانبية المصاحبة للعلاجات الكيميائية والإشعاعية.

يتجسد التأثير الإيجابي للنظام الغذائي المحاكي للصيام في تغيير شامل لنمط الحياة، حيث لا يقتصر دوره على تعديل العادات الغذائية فقط، بل يمتد ليشمل تحسين الاستجابة المناعية وتقليل العوامل المساعدة على تطور الأورام. يُعد هذا البحث خطوة واعدة نحو تصميم استراتيجيات علاجية تكاملية، تُجمع بين التغذية المتوازنة والعلاجات الطبية لمواجهة الأمراض المزمنة بفعالية أكبر.

تشكل هذه الآلية الجديدة التي كشف عنها الباحثون نقلة نوعية في فهم العلاقة بين التغذية والمناعة، ما يفتح آفاقاً جديدة للتدخلات الوقائية والعلاجية في مجال مكافحة السرطان. إن اعتماد مثل هذه الاستراتيجيات يتطلب متابعة دقيقة وفهم عميق للتفاعلات البيولوجية داخل الجسم، مع مراعاة الحالة الصحية لكل فرد لتطبيق النظام بشكل آمن وفعال.