وجهات نظر

الملك في كازاخستان زيارة مثيرة

الملك في كازاخستان زيارة مثيرة


شجعني رئيس التحرير أن أكتب عن الزيارة عندما قلت انني زرت كازخستان من قبل.

هذه الان زيارة وصفها الملك عبدالله بأنها ناجحة ومثمرة لبلاد تشهد تقدماً سريعاً ونهضة لافتة من القطاع الخاص. تحديدا زار الملك عبد الله الثاني جمهورية كازخستان والتقى الرئيس قاسم جومارت توقاييف، في العاصمة أستنة وفي القصر الرئاسي الجميل أكوردا، استنه التي ظلت وسائل الإعلام تردد اسمها

حين كانت تجري فيها المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بمشاركة خبراء مشرفين اردنيين من أجل وضع دستور للبلاد، وبضغط من المجتمع الدولي آنذاك.

وأستنة التي عمل فيها رجل الأعمال الراحل علي السحيمات، مشاريع بنية تحتية كبيرة، أدارها أولاده في بناء المطار في المدينة الناشئة آنذاك والتي خطط لها لتكون العاصمة الجديدة، بعد أن انتقلت العاصمة اليها من مدينة الماآتى كنت قد حظيت بزيارة كازخستان وعاصمتها أستنة بمعية رئيس الوزراء الراحل معروف البخيت، الذي كلف من الملك عبد الله الثاني بزيارة لاذربيجان وكازاخستان على رأس وفد رسمي ومن القطاع الخاص كبير للمشاركة في منتدى الأعمال الكازخستاني.

وقد رغب وزير الصناعة والتجارة آنذاك، المحامي شريف الزعبي، أن أرافق الوفد كصحفي وقد سررت بذلك.

لقد تذكرت كلمات الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لي حين تشرفت بلقائه في منطقة الزرقا قريباً من المنطقة الحرة، حين كان قائداً للقوات الخاصة، بترتيبات من شادي عبد السلام المجالي، والذي كان عسكريا يعمل مع جلالته انذاك، يومها قال لي، يجب أن تهتم كصحفي بشيئين، الأول،: أوضاع الدول التي انفرطت عن الاتحاد السوفياتي ومنها اذربيجان وكازاخستان واوزبكستان، ودول الاستان الأخرى، وأكثرها سكانها من الشعوب التركية،

أنصت جيداً ثم قال، اما الاهتمام الآخر: فاجعله لقادة دول الخليج الجدد، وكانوا لتوهم قد تولوا مواقعهم، وهم ملك البحرين والشيخ محمد بن زايد وآخرين.

فقلت سمعاً وطاعة، وقال أن جلالة الملك الحسين أبدى اهتماما كبيراً بالدول الآسيوية التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، وأرسل وفداً رسمياً وأهلياً، قاده الأمير رعد بن زيد والمهندس علي السحيمات، نائب رئيس الوزراء ومجموعة أخرى من الاكاديميين ورجال الأعمال، وقد كان الملك الحسين يعلم أهمية هذه الدول، وبالفعل أوليت اهتمامي للاقتراح، وأصدرت عدداً خاصاً من مجلة الراية الهاشمية، التي كنت اصدرها بملاحق واسعة عن هذين الموضوعين.

بدأت زيارة الدكتور معروف البخيت انذاك والوفد المرافق الى اذربيجان، حيث التقى الرئيس الاذربيجاني، علييف، ووقع والوزراء معه اتفاقيات عديدة تتعلق بالتعاون بين البلدين في مجالات عديدة، منها النفط والغاز والأدوية، ومشتقات البحر الميت والثقافة والجامعات وغيرها

لن أتوسع هنا في الحديث عن ذلك، ولكن كان الاهتمام عن كازخستان التي وصل اليها الوفد الأردني حيث التقى الدكتور معروف البخيت مع المسؤولين الكازاخ، إذ كان رئيس الجمهورية انذاك هو نور سلطان، نزار باييف، وقد رحل ليستلم السلطة الرئيس الحالي، توقاييف، الذي ألتقاه الملك عبد الله الثاني هذا الأسبوع في أستنة.

الزيارة الملكية الان غاية في الأهمية، فهذه الدولة هي الأقوى في آسيا الوسطى، اقتصادياً، ولديها ثروات معدنية لا حصر لها ويبلغ انتاجها المحلي أكثر من 60% من الناتج المحلي لكل المنطقة، فمعظم صناعاتها في النفط والغاز، وفي هذه الجمهورية تراث ثقافي منوع وعريق، وحدودها مع الصين ومع روسيا واوزبكستان وتركمانستان، وهي دولة حبيسة لا بحار ولا شواطئ لها، مثل اثيوبيا، وفيها جبال مثلجة على مدار السنة وصحاري مترامية، هي نموذج للصيد، الذي يقصده عرب الخليج وعدد سكانها فقط عشرين مليون، وهي الأقل كثافة للسكان في العالم، وهي موطن الشعب القازاقي، الذي ينتشر أيضاً في روسيا والصين وتركيا وأوزبكستان، ومعظمه يدين بالاسلام، والقازاق كلمة تركية، معناها الحر المستقل، وترمز لحياة البداوة الحرة والسكان المتنقلين بحرية على ظهور الخيل، وستان معناها موطن أو أرض.

وكازاخستان التي زارها الملك وأعجب بها واستقبل فيها بحفاوة منقطعة النظير، وهو يزور أماكنها الهامة من متاحف ومعارض صناعية، هي أكبر بلد لا يجاور المحيط أو البحر، بل هي أكبر بلد اسلامي مساحة، إذ تبلغ مساحتها 2.727.200 كم2، أي ثلاثة أضعاف مساحة مصر وأكبر مساحة من أوروبا الغربية كلها.

وكانت هناك مع المملكة الأردنية الهاشمية اتفاقيات سابقة، ثقافية وصناعية

حيث يبيع الأردن صناعته من بعض الأسلحة الخفيفة المصنعة في الأردن، ويتبادل نشاطات تدريبية وعسكرية واتفاقيات لمواجهة الارهاب وصناعات لها علاقة بالمشتقات النفطية والأدوية والمعادن وغيرها.

كانت الزيارة مهمة أنجزت مجموعة حديثة من الاتفاقيات وأحيت أخرى وأعادت فتح صفحات جديدة مع هذا البلد، الذي يشهد ريادة ونهضة جديدة وانفتاح ديمقراطي ومؤسساتي بعد سنوات طويلة من انفراطه عن الاتحاد السوفياتي وتولي الرئيس نزار باييف الذي حكم البلاد بقسوة اثر على الكثير من مناحي الحياة. وتطورها

الزيارة الملكية فتحت آفاق جديدة واعدة بين البلدين الذين يتبادلان وفود زائرة رئيسية على مختلف المستويات بملفات السياحة والطب.