وجهات نظر

الملك في أوزبكستان الاحساس بالبهجة

الملك في أوزبكستان الاحساس بالبهجة

استقبلته جماهير أوزباكستان في مدينة سمرقند التاريخية المشهورة، وقد غنوا له على ألحان أردنية واوزباكية، مخاطبين الملك بحفيد الرسول (ص).

لم يكن الملك عبد الله مبتهجاً في زيارته كما كان حين وقف يقرأ الفاتحة على ضريح الصحابي (قثم بن العباس)

، الذي عمه علي بن أبي طالب.

كان الرئيس الأوزباكي، شوكت ميرضيائيف، يرافق الملك، وكان سدنة الضريح يشرحون عن حياة الصحابي قثم ، وكيف وصل الى سمرقند بعد الصراع بين الأمويين وآل البيت على الخلافة، وقد ارتحل قثم وأقام في سمرقند، وتوفي فيها، وله ضريح شهير عليه مقام ومسجد ومصلى، وكتابات بالخط العربي المذهب الجميل.

كان الملك يقرأ الفاتحة على الضريح ويذكر بتاريخ من وصول الاسلام الى تلك الديار واشراقه عليها، وكان مملوءا بالغبطة والسرور ومتأثرا من جمال الزيارة.

سمرقند، التي وصلها الاسكندر الأول فاتحاً ثم أعاد بناءها، وهي اليوم معلم من معالم الحضارة الإسلامية، فمن لم يزرها لا يعرف فن المنمنات الإسلامية ولا روعة القباب الزرق التي اشتهرت بها ولا روائح شوارعها من العطور والتوابل والبخور، وكل ما إنتمى الى الاسلام من فنون وحرف.

تقدم الملك حتى وقف أمام الضريح وقد تقدم معه امام المسجد، قاضي قضاة اوزباكستان، شيخ الإسلام فيها ، وقال :يا جلالة الملك، هنا يرقد الصحابي، قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، أدرك الاسلام في طفولته وقد رأه الرسول (ص)، وأمسك بيده وهو يلعب وأخذه ليوصي به عمه علي بن أبي طالب، ولما كبر ولاه على المدينة المنورة، فاستمر والياً الى أن قتل علي، فخرج قثم في أيام معاوية حيث غادر الى سمرقند، ودفن وما زال ضريحه مزاراً شهيراً ومعلماً مهماً

كانت زيارة الملك عبد الله، زيارة دولة الى أوزباكستان، بدأت بطشقند العاصمة ليدشن فيها محادثات مع رئيس الجمهورية شوكت مير ضيائيف، وذلك في الفترة من 25و 27آب، قبل أيام قليلة، ولحظة الاستقبال قال المضيف، رئيس الجمهورية، (يا جلالة الملك، أنتم أحد أكثر الزعماء تأثيراً في العالم الاسلامي، )وهو امتداد للكلام الذي سمعه الملك لاحقاً من الرئيس الكازاخستاني لاحقاً، جومارت توكاييف، الذي قال، (إن العالم يفتقر لقادة مثلكم، وأننا نتعلم مما أرساه الملوك الهاشميون من تقاليد تقوم على المحبة والسلام، )في الخارج كان الالآف من المستقبلين بالملابس التقليدية الاوزباكية، ينشدون بلغتهم، طلع البدر علينا، وكان الملك مسروراً بما رأى من تقاليد وفنون وعادات لم يمحها الزمن، رغم القرون الطويلة وحتى كل الفترة السوفياتية التي أمتدت في حكم هذه البلاد ولأكثر من ثمانين سنة، فقد ابقى الاوزباك على عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم وصلواتهم، وقد شاهد الملك مصاحف قديمة، احدها منذ القرن الأول الهجري يحتفظ به في المتحف.

كانت زيارة دولة تاريخية رائعة، شكلت عنواناً جديداً مع هذه الدولة، وقد زار الملك معارض ومنشأت اقتصادية حيوية تعكس طبيعة الاقتصاد الأوزباكي التقليدي والحديث، وجرى توقيع أكثر من ثلاثين اتفاقية وبروتوكول اقتصادي، أغلبها مع القطاع الخاص، وقد شملت الاتفاقيات البعد الاكاديمي والتعليمي والجامعات والسياحة والجمارك والزراعة والشؤون الدينية والمواصفات والمقاييس والاستثمار وتسهيل التبادل التجاري والتأشيرات والزراعة والأدوية والطاقة والتكنولوجيا الحديثة، ودعا الزعيمان في اللقاء الى عقد ملتقى اقتصادي أول من نوعه بين الأردن وأوزباكستان وتفعيل البروتوكول التجاري (المجلس التجاري) بين البلدين.

كان الجو في سمرقند ساحراً وجميلاً، وقد شكلت زيارة الملك خطوات واسعة وهامة لفتح علاقات اقتصادية واسعة بين البلدين.

وقد حرص جلالة الملك على ربط البلدين بخط طيران ومثل ذلك مع كازاخستان ، لتكون هذه المحطات الأوزبكية والأخرى الكازاخستانية محطات رابطة للتصدير الأردني الى غرب آسيا بموازاة شمال افريقيا وان يكون البلدان في آسيا الوسطى منطلقا وبوابات للصادرات والنشاط الاقتصادي الأردني لما يتوفر فيها من إمكانيات كبيرة وموارد وفرص استثمار واعدة.

وفي المعرفة التي تحققنا منها عن أوزباكستان وخاصة عن سمرقند،وطشقند ، فهذه الأخيرة في تأسيسها منذ 2200 عام وفيها، 50 متحفاً، وتمزج بين الاصالة والمعاصرة وهي العاصمة التي يزيد عدد سكانها عن 2.5 مليون نسمة، وهي على طريق الحرير الشهير، ومساجدها الشهيرة، وكذلك مدارسها، وكلها تعكس التراث والحضارة الاسلامية في أسمى معانيها،وقد أمدت الحضارة بعلماء ومفكرين، وقد أصبحت المدينة طشقند، جوهرة للسياحة في شبكتها العالمية.

بقي أن اقول إن فاتح طشقند وسمرقند الشهيرتان هو القائد قتيبة بن مسلم الباهلي احد قادة جيش الأمويين ، الذي مرّ بجيشه على تماثيل بوذا الثلاثة الشهيرة المسجلة في اليونسكو وكان مروره قبل أكثر من الف واربعمائة سنة، وأنه لم يمس هذه التماثيل بسوء، وواصل رحلته حتى الصين، ولكن للأسف جاء باسم الاسلام قبل سنوات قليلة واثر نشوء القاعدة وداعش من يامر بهدم هذه التماثيل في افغانستان ويشوهها ويكسب المسلمين عداء البوذية وشعوب تلك المنطقة لفتوى من الشيخ يوسف القرضاوي ومن انحرافات دعوته!.