سوالف

إدمان التسوق: الوجه الخفي للترف النفسي وكيفية التحرر منه

إدمان التسوق: الوجه الخفي للترف النفسي وكيفية التحرر منه

للعلّم - في عالمنا الحديث، حيث تُغري الإعلانات وتلاحقنا العروض عبر الشاشات وصفحات الإنترنت، أصبح التسوق أكثر من مجرد حاجة لتلبية متطلبات الحياة اليومية، بل تحول لدى البعض إلى إدمان خفي يقودهم نحو شراء أشياء لا يحتاجونها إطلاقًا. هذه الظاهرة، التي قد تبدو في ظاهرها رفاهية أو عادة اجتماعية، تحمل في باطنها اضطرابًا نفسيًا عميقًا يؤثر على التوازن العاطفي والمالي للشخص.

لماذا ندمن التسوق؟

الإحساس الفوري بالسعادة بعد شراء سلعة جديدة يُحفز المخ على إفراز هرمونات مثل الدوبامين، ما يخلق شعورًا بالرضا والإنجاز. لكن سرعان ما يتلاشى هذا الإحساس، ليعود الشعور بالفراغ أو القلق، فيلجأ الشخص مجددًا للتسوق كوسيلة للهروب من مشاكله أو تحسين حالته المزاجية مؤقتًا.

الأعراض النفسية لإدمان التسوق

شعور دائم بالرغبة في الشراء حتى دون وجود حاجة حقيقية.

الندم والشعور بالذنب بعد إتمام عملية الشراء.

تراكم ديون مالية وعدم القدرة على السيطرة على المصاريف.

التوتر أو القلق عند محاولة الامتناع عن التسوق لفترة.

الآثار على الصحة النفسية والمالية

إدمان التسوق قد يقود إلى دوامة من التوتر والاكتئاب، خاصة مع تزايد الأعباء المالية الناتجة عن المشتريات غير الضرورية. كما يؤثر على العلاقات الأسرية والاجتماعية، إذ يشعر الشخص بالخجل من سلوكه أو يخفي مشترياته عن الآخرين خوفًا من الانتقاد.

كيف يمكن التغلب على إدمان التسوق؟

التعرف على المحفزات النفسية: هل الدافع هو الملل؟ القلق؟ أم البحث عن شعور بالرضا؟

تحديد ميزانية صارمة: ووضع خطة إنفاق شهرية مع الالتزام بها.

استبدال السلوك بعادة صحية: مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات التي تمنح شعورًا بالإنجاز.

تجنب التسوق العاطفي: وعدم الدخول إلى المتاجر أو المواقع الإلكترونية عند الشعور بالتوتر.

طلب المساعدة من مختص نفسي: إذا تطور الأمر إلى سلوك قهري يعيق الحياة اليومية.

الخلاصة

إدمان التسوق ليس رفاهية زائدة أو عادة غير مضرة، بل هو مؤشر على احتياجات نفسية لم تتم معالجتها بشكل صحيح. مواجهة هذا الإدمان تتطلب وعيًا ذاتيًا وشجاعة لاتخاذ خطوات عملية نحو التغيير، ليعود التسوق إلى دوره الطبيعي كوسيلة لتلبية الاحتياجات، لا كمهرب نفسي أو فخ مالي.