سكرين شوت

فيلم «The dogs» .. فتىً حائر بين والديه المطلقين

فيلم «The dogs» ..  فتىً حائر بين والديه المطلقين

للعلّم - يقدّم الفيلم The Dogs للمخرجة المالطية – الكندية فاليري بوهاغيار معالجة درامية مشحونة بالتوتر النفسي، من خلال قصة فتى مراهق يجد نفسه عالقًا بين والديه المطلقين وصراعاتهما المستمرة، قبل أن تنتهي الأحداث على نحو مأساوي، حيث يصبح الأب ضحية لكلبين شرسين.

الحبكة الدرامية

رغم أن العنوان يوحي بأن الكلاب محور أساسي في السرد، إلا أنها لا تظهر بدور مؤثر إلا في المشهد الختامي، حين تتحول إلى الحل الحاسم لمأساة أم مطلقة وابنها، في مواجهة أب لا يكف عن ملاحقتهما وتعكير استقرارهما. بعد محاولات متكررة للهروب والتخفي، تصل المطاردة إلى ذروتها في الغابة، حيث يلقى الأب حتفه بين أنياب الكلاب، منهياً دائرة التهديد والعنف.

الأداء التمثيلي

يحمل الممثل المراهق الأميركي – الكندي دونوفان كولان العبء الأكبر للشريط في دور كاميرون. يشاركه البطولة كاتلين مونرو في دور الأم كاترين، وديلان تايلور في دور الأب مايك، إلى جانب كريس هولدن ريد الذي قدّم شخصية كن – سمسار العقارات وصديق الأم – بأداء متماسك ومقنع. تميز كولان بعفويته وحضوره، مجسّدًا بمهارة صراع الفتى الداخلي وتفاعله المختلف مع كل شخصية من حوله، مما جعله محل إشادة.

أجواء الفيلم

اختارت الأم مع ابنها اللجوء إلى منطقة ريفية نائية، حيث يجدان منزلاً يحمل قصة مرعبة عن كلبين متوحشين التهما صاحبهما السابق. وبينما يشكل هذا الحدث خلفية رمزية، ركزت المخرجة على خلق مناخ عاطفي حميم بين الأم وابنها، مدعومًا بعلاقة ودية مع كن، دون أن يتطور الأمر إلى بعد رومانسي صريح.

ويظهر في السياق فتى شبح يُدعى جاكي (آشر غرايسون)، لكنه يظل أشبه بظل يرافق كاميرون دون تأثير جوهري في تطور الأحداث، وإنما لإبراز صلابة البطل المراهق وسط تناقض الشخصيات المحيطة به.

الجانب الفني

استند الفيلم إلى سيناريو كتبه أنتوني أرتيبللو وشايلا روبرسون، عن رواية لـ آلان ستراتون، فيما حافظت المخرجة بوهاغيار على إيقاع متوازن يمزج بين الدراما العائلية والتشويق، دون مبالغة أو انحراف عن خط السرد. ورغم محدودية فريق العمل، فإن السيطرة على أجواء الأكشن والتصعيد الدرامي كانت دقيقة حتى لحظة المواجهة النهائية.

The Dogs ليس مجرد فيلم عن «الكلاب»، بل عن هشاشة الروابط العائلية حين تتحول الخلافات إلى مطاردة نفسية وجسدية. وفي النهاية، جاءت الكلاب لتضع نقطة النهاية على مأساة عائلة ممزقة، في عمل يجمع بين البعد الرمزي والجرعة المشوقة من الرعب النفسي.