وجهات نظر

في خدمة العلم والاعتبارات الأخرى لمواجهة محتملة

في خدمة العلم والاعتبارات الأخرى لمواجهة محتملة


تبلغ النفقات العسكرية في الأردن قرابة 5% من الناتج المحلي حسب إحصاءات البنك الدولي، وهي نسبة مرتفعة، كما أن الجيش الأردني يعتبر كبيرًا نسبيًا قياسًا لتعداد السكان، ولذلك فإعادة خدمة العلم مسألة سياسية واجتماعية في هذه المرحلة.

بمعايير الكفاءة والالتزام المهني للقوات المسلحة الأردنية مكانتها المرموقة عربيًا وعالميًا، وبالتالي، فهو يقدم للمجتمع من خلال برنامج خدمة العلم بأكثر مما يتلقى في ظل الظروف الاعتيادية، أما في ظل الاحتمالات المقبلة، فالطبيعي أن يكون لخدمة العلم أهميتها بحيث ترفد الجيش بالآلاف ممن يمكنهم القيام بأدوار مساندة عند الحاجة.

الغاية السياسية هي الرسالة التي وجهت للجانب الإسرائيلي بقدرة الأردن على الحشد والتعبئة، والأردنيون بطبيعتهم ايجابيون في الظروف الصعبة، وربما أحداث قلعة الكرك تدلل على ذلك، فالعسكريون المهنيون وجدوا حولهم متطوعين من الأهالي، كان من الصعب تحييدهم عن مسرح العمليات في ظل تحمسهم واندفاعهم.

الغاية الاجتماعية، واضحة أيضًا، وترتبط بتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال وجود أرضية للتلاقي بين أبناء مختلف الطبقات والخلفيات والمناطق، ولكن ليس من وظيفة خدمة العلم تربية الأبناء الجانحين في الأسر الأردنية، ثم أن بعض التعليقات أتت غير مناسبة، لأن لكل جيل خصوصيته، وبالنسبة لكثيرين فالجيل الحالي من الشباب أكثر محافظةً من جيل السبعينيات الذي أتى بعد الثورة الطلابية برغبة واسعة في التعبير عن حريته وذاتيته.

نحن لا نتحدث عن تجنيد إجباري، ولكن عن برنامج مدروس ومناسب ضمن الظروف الواقعية والحالية، ولكن الحاجة ملحة لأن ننظر في بعض الاعتبارات الأخرى مثل قدرة الجامعات على تطوير التخصصات الهندسية المطلوبة تجاه القدرة الإنتاجية الحقيقية، لا الشكلية أو النظرية، وكذلك القطاع الصحي ووجود تدريب أوسع على الإجراءات الإسعافية، وأيضًا تأهيل القيادات المجتمعية للتحرك بإيجابية والتواصل البناء في أوقات الأزمات، وبذلك يمكن لرسالتنا أن تكون أكثر وضوحًا وتحديدًا.