سكرين شوت

توم كروز بعد "Mission: Impossible" .. إعادة ترتيب المستقبل السينمائي

توم كروز بعد "Mission: Impossible" ..  إعادة ترتيب المستقبل السينمائي

للعلّم - اقتراب نهاية سلسلة "Mission: Impossible" جاء مع فيلم "The Final Reckoning" ليختتم مسيرة توم كروز مع واحدة من أنجح سلاسل الأكشن في تاريخ السينما الحديثة. ومع ذلك، لم تحقق النسخة الأخيرة الإيرادات المتوقعة مقارنة بحجم الإنتاج الضخم والميزانية التي تجاوزت 400 مليون دولار للفيلم الأول من الخاتمة، في حين بلغ إجمالي إيرادات الفيلمين معا حوالي 1.168 مليار دولار، وهو رقم أقل بكثير مما حققه فيلم "Fallout" عام 2018 الذي تجاوزت إيراداته 824 مليون دولار عالمياً، ليظل المرجع الأعلى للسلسلة في السنوات الأخيرة. هذا الأداء المخيب للفيلم الأخير أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل كروز السينمائي وخططه القادمة بعد سنوات من تقديم أدوار الأكشن المثيرة والمشهورة عالميًا.

توم كروز الذي أصبح رمزًا لعالم الأكشن بسبب شخصياته المثيرة والخطرة، يبدو الآن على أبواب مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، قد تبتعد عن الأكشن التقليدي وتعود إلى الأعمال الدرامية أو الأفلام التي تعتمد على الحبكة النفسية المعقدة والإخراج الفني الرفيع. ويشير خبراء صناعة السينما إلى أن توم كروز يسعى لإعادة صياغة اختياراته السينمائية بعد ختام "Mission: Impossible"، بحيث يوازن بين الأداء التجاري والجودة الفنية، ما يعكس وعيه بأهمية الحفاظ على إرثه الفني بعد ثلاث عقود من النجاح في أفلام الحركة.

في هذا السياق، يستعد كروز للتعاون مع المخرج العالمي الحائز على جائزة الأوسكار مرتين، أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، في مشروع يُتوقع أن يكون علامة فارقة في مسيرته. كما سيشارك في بطولة فيلم جديد مع النجمة أنا دي أرماس بعنوان "Deeper"، الذي تأجل مؤقتًا لأسباب إنتاجية، ويظل ضمن أولوياته المقبلة. بجانب ذلك، هناك مشروع فيلم "Top Gun 3"، الذي سيعيده إلى واحدة من أنجح مراحل مسيرته بعد النجاح الاستثنائي الذي حققه الجزء الثاني عام 2022، إذ تجاوزت إيراداته 1.4 مليار دولار عالميًا وحاز على إشادات نقدية واسعة، إضافة إلى ترشيحات جوائز الأوسكار.

توم كروز لا يسعى فقط إلى استكمال نجاحه التجاري، بل أيضًا لتقديم بصمة فنية مميزة، وهذا يظهر من اهتمامه بالمشاريع التي تتسم بالإنتاج الراقي والتحديات التمثيلية المبتكرة، مثل النسخة الجديدة من فيلم "The Gauntlet" للمخرج ماك كويري، والتي من المنتظر أن تضيف بعدًا جديدًا لمسيرته. ومن المقرر أيضًا أن يتسلم أول جائزة أوسكار شخصية في نوفمبر القادم، تكريمًا لمسيرته الطويلة كمنتج وممثل ساهم في إعادة دفع صناعة السينما بعد أزمة جائحة كورونا التي أثرت على شباك التذاكر.

الأوسكار المنتظرة تمنح كروز دفعة قوية لتجربة نوعيات جديدة من الأفلام، بعيدًا عن الأكشن التقليدي الذي ارتبط به، وربما تمهد الطريق لإنتاج أفلام ذات بعد إنساني أو درامي أكبر، أو حتى العودة إلى الأعمال الفنية التي تعتمد على الحبكة العميقة والممثلين المتعددين، وهو ما يمكن أن يعيد له القوة الفنية ويثبت مكانته بين كبار صناع السينما عالميًا. كما أن خبراته السابقة في الإنتاج والترويج تمنحه القدرة على الموازنة بين الإيرادات والجودة، ما يجعله مؤهلاً لتقديم أعمال سينمائية تجمع بين الإبداع والنجاح التجاري في المستقبل القريب.