سكرين شوت

صناعة الشهرة .. من أضواء السينما والتليفزيون إلى شاشات تيك توك

صناعة الشهرة ..  من أضواء السينما والتليفزيون إلى شاشات تيك توك

للعلّم - يُعتقد أحيانًا أن الترند وليد وسائل التواصل الاجتماعي وحدها، لكن الحقيقة أن صناعة الشهرة اختراع بشري قديم، استخدمت أدوات العصر المتاحة لتحقيق أهدافها. قبل تيك توك، كانت التريندات تُصنع في استوديوهات هوليوود وساحات الكولوسيوم الرومانية، واليوم اختُصرت المسافة بين التفكير والتنفيذ والوصول للجمهور.

حمى المانشيتات
من هوليوود الكلاسيكية والأفلام المصرية القديمة إلى أعمال نتفليكس الحديثة، تظل الفكرة واحدة: الشهرة طريقها المجد والثراء، والوسيلة قد تكون صادمة بقدر ما هي مبتكرة. بينما كانت الصحف والمسرح تمنح لحظات الظهور ببطء، تمنح وسائل التواصل الاجتماعي الشهرة بسرعة البرق، لتثبت أن التريند مرآة زمنية لغرائز بشرية لم تتغير.

أفلام مثل Ace in the Hole (1951) وNetwork (1976) وThe Truman Show (1998) استعرضت هذه الظاهرة بطرق مختلفة، من استغلال المأساة لجذب الانتباه، إلى تحويل انهيار نفسي أو حياة يومية إلى سلعة للبيع، لتكشف أن الشهرة ليست مجرد حلم، بل لعبة قوة.

الجريمة المزيفة والشهرة الحقيقية
الهوس بالظهور غريزة بشرية قديمة، تعكسها مسرحيات وأفلام منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مثل Mon Crime (1934) وفيلم The Crime Is Mine (2023)، حيث تستغل الشخصيات الأحداث الملفتة لتحقيق الشهرة، حتى لو كان الثمن التضحية بالسمعة أو الحقيقة نفسها.

من ساحات الكولوسيوم إلى شاشات الهواتف
مع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، انتقلت صناعة الأحداث الملفتة إلى مستوى جديد من السرعة والانتشار، مع الحفاظ على جوهر الفكرة: البحث عن لفت الأنظار بأي وسيلة. في Black Mirror، تُقدَّم نسخ حديثة من الهوس بالشهرة، حيث يتحول التقييم الرقمي إلى سلطة والرفض الافتراضي إلى عقوبة، مع انعكاس ذلك على حياتنا العملية والاجتماعية.

التريند لغة كونية
القاسم المشترك بين الأمس واليوم هو أن الشهرة تعد اعترافًا بالوجود ووعدًا بالخلود، ولو في ذاكرة جماعية سريعة النسيان. الفارق هو أن أدوات صناعة التريند اليوم أسرع وأقل تكلفة، لكن دورة الشهرة أقصر وأكثر قسوة؛ فنجوم التريند المعاصر قد يذبلون قبل أن ينتهي الأسبوع، بعكس نجوم السينما الكلاسيكية الذين يحتفظون ببريقهم لأشهر أو سنوات.