وجهات نظر

شكراً للأردن .. شكراً للملك

شكراً للأردن  ..  شكراً للملك


رغم كل محاولات الإقصاء والتهميش، عادت القضية الفلسطينية لتتصدر المشهد العالمي من جديد، بعد أن شهدت مواقف العديد من دول العالم المؤثرة، تحولات سياسية هامة تجسدت في اعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تاريخية ومفصلية، تشكل انتصارا حقيقيا للفلسطينيين وللأردن، الذي يثبت يوما بعد يوم للقاصي والداني أنه الأكثر قربا والأكثر اخلاصا للقضية المركزية لنا جميعا عربا ومسلمين.

ما نشهده اليوم، من صحوة عالمية وتغيرات سريعة في مواقف العديد من دول العالم تجاه القضية الفلسطينية، لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتاج جهود أردنية سياسية حثيثة ودؤوبة قادها جلالة الملك عبدالله الثاني امتدت لوقت طويل، بالتعاون مع الاشقاء العرب والشركاء الدوليين، حتى وصلنا الى هذه النقطة الهامة حيث باتت «دولة فلسطين» العنوان الابرز الذي يتصدر تصريحات ومناقشات قادة الدول الكبرى والأوساط السياسية العالمية.

في الامس، كان جلالة الملك عبدالله الثاني يقطع اجازته الخاصة بين الحين والاخر، ويتنقل من عاصمة الى اخرى، يلتقي قادتها وكبار مسؤوليها ويعتلي اعتى المنابر فيها، ليتحدث بصوت عال بكل شجاعة وثبات عن معاناة الأهل في فلسطين، وعن الظلم والقهر والاضطهاد الذي يتعرضون له كل يوم، جراء الممارسات اللاشرعية وغير القانونية للاحتلال الذي لا يعرف الا لغة السلاح والقتل والتجويع والتشريد تجاه من هم اصحاب الحق والأرض.

المكانة المرموقة والمصداقية العالية والحكمة السديدة، التي يتمتع بها جلالة الملك عبدالله الثاني لدى قادة الدول الكبرى والأوساط السياسة العالمية وتحركاته المكوكية الضاغطة في كل اتجاه، جعلت القضية الفلسطينية هي الأساس على طاولة البحث، وهذا ما بدأنا نلمسه اليوم بشكل حقيقي، ونحن نشاهد مسارعة وتوالي الكثير من الدول، الى اعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقده في أيلول المقبل.

الأردن الذي لم ولن يتوانى يوما عن الوقوف الى جانب الاشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، يواصل العمل ليلا ونهارا لتوجيه بوصلة العالم نحو حل الدولتين، كخيار وحيد وضروري لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يفضي الى انهاء الاحتلال، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لأن ما دون ذلك سيقود المنطقة الى دوامات من العنف ليس لها أول ولا آخر ستمتد أثارها الى جميع انحاء العالم.

المطلوب اليوم من الاشقاء العرب والشركاء الدوليين، أن يكونوا ظهيرا للجهود الأردنية والتقاط هذه الفرصة الهامة، والعمل بشكل جماعي حثيث وفاعل وقوي، لترجمة مواقف هذه الدول بشكل ملموس على ارض الواقع، وتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، من خلال دعوة الدول المترددة الى الانسياق وراء الحق، والانحياز للقيم الانسانية والاخلاقية، واتخاذ مواقف مماثلة تخلص الشعب الفلسطيني من ظلم الاحتلال وقهره، وتعيد لهم حقوقهم التي سلبت منهم عنوة بدون أي وجه حق وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل الذي هو مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم برمته.