موضة

مريم بوقديدة تمزج بين الرقي والتمرد في عالم الموضة

مريم بوقديدة تمزج بين الرقي والتمرد في عالم الموضة

للعلّم - من منطقة الساحل التونسية، إلى شوارع باريس وميلانو ونيويورك، تشقّ مريم بوقديدة طريقها كواحدة من أبرز الوجوه الشابة في عالمي الأزياء والسينما. ليست مجرّد عارضة أزياء أو ممثلة صاعدة، بل هي أيقونة متجددة تعبّر عن جيل كامل لا يقبل القيود، وتسير بخطى واثقة نحو أحلامها دون التنازل عن هويتها.

الأناقة بصوت مختلف
لا تسعى مريم لتقليد أحد، بل تختار أن تروي حكايتها بصوتها، متنقلة بين العواصم العالمية ومتنفسها الإبداعي، تبحث عن المعنى في كل تجربة، وتجد الجمال في الأصالة. ترى نفسها امرأة دائمة التعلّم، تنسج ملامحها من الذاكرة والعاطفة والسرد البصري، وتقول: "أنا أتبع فضولي، وهو ما قادني إلى الأزياء والأفلام، وهما أكثر ما أحب".

الجمال لا يكفي
رغم حضورها الجمالي اللافت، تؤمن مريم أن الشكل وحده لا يفتح الأبواب، بل هو مجرد بداية. "ما يهم حقا هو الشخصية والصبر والتوقيت"، تقول بثقة، مشيرة إلى أن نظرة الصناعة قد تكون أحيانا قاسية أو محدودة، خصوصًا عندما لا تتطابق الملامح مع القوالب النمطية.

ومع ذلك، كسرت مريم الصورة السطحية، وقدّمت نفسها كما هي: حقيقية، قوية، حساسة، ومليئة بالشغف. وتؤكد أن الشرارة في داخلها هي ما يدفعها للاستمرار رغم التحديات.

الغوص في العاطفة والعزف على البيانو
بعيدا عن الأضواء، مريم شخصية مرهفة، تعشق الطبيعة، وتجد فيها مساحة للراحة. تهرب من ضغط الحياة بممارسة رياضة الرماية أو العزف على البيانو. وتعترف بأنها تحب الألعاب الإلكترونية والأنمي، وتطمح يوما لأن تشارك في فيلم خيال علمي.

"هناك جانب مرح وفوضوي في شخصيتي لا يظهر دائما. أؤمن أن الضحك والنكات الغريبة جزء من توازني"، تقول بابتسامة تعكس بساطة العمق.

الأناقة في التفاصيل
أما على السجادة الحمراء، فمريم تحرص على أن تكون جزءًا من كل تفصيل في إطلالتها: من اختيار الفستان، إلى المجوهرات، وحتى الماكياج. تفضل التصاميم الحالمة التي تترجم ذوقها الراقي، وتذكر على وجه الخصوص أعمال "جاد"، و"جورج حبيقة"، ولمسة "أنتوني فاكاريلو" في "سان لوران".

وترى أن الأناقة لا تحتاج إلى سرّ كبير: "ابدئي بالشعور بالراحة، والباقي يأتي تباعًا".

المجوهرات.. قصص مصغرة
تعشق مريم المجوهرات ذات البعد العاطفي، وتؤمن بأن كل قطعة منها تحمل ذكرى. من ضمن القطع الأقرب إلى قلبها، عقد كانت تعتقد طويلا أنه هدية من جدّتها، لتكتشف لاحقًا أنه من صديق للعائلة. لكنها ضحكت قائلة: "سأستمر في اعتباره هدية جدّتي، فالمعنى أهم من الأصل أحيانا".

وفي جلسات التصوير الأخيرة، تألقت بمجوهرات من مجموعة "Quatre" من دار "بوشرون"، ووصفتها بأنها "قطع تعبّر عن قوة هادئة وتناسق رائع مع أجواء باريس الساحرة".

التحديات والانتصارات
من بداياتها كمراهقة اختارت التعلم من الأخطاء، إلى اليوم حيث تقف بثقة في أبرز عواصم الموضة، تؤمن مريم أن طريق النجاح مليء بالانحناءات. وتضيف: "نعم، فاتتني أشياء كثيرة في المراهقة، لكنني لم أندم أبدًا على اختياري، لأنه كان صادقًا".

ورغم لحظات الشك والإرهاق، لم تفكر يوما في الاستسلام. "عليك أن تواصل. وإذا لم تنجح المحاولة الأولى، فكرّرها مرتين وثلاثًا. الإصرار هو مفتاح كل شيء"، تقول بإيمان كبير.

رسالتها للمرأة العربية
في ختام حديثها، وجّهت مريم رسالة للمرأة العربية، فقالت:
"لا تسمحي لأحد بأن يعرّف لكِ الجمال. جمالك في هويتك، في صوتك، وفي قصتك. نحن نمتلك طاقة عظيمة وأناقة فطرية؛ ثقي بذلك ودعيه يلمع".

لمحة عن الإطلالات
خلال جلسات التصوير، تألقت مريم بمجموعة من الإطلالات الراقية:

معطف أنيق من "جوان فيدال"

سترة ناعمة من "إيزابيل مارنت" وقميص من "علية"

سروال دنيم من "ميزون مارجييلا"

إطلالة كاملة من "بالنسياغا"

قطع مجوهرات لافتة من الذهب الأبيض والوردي والأصفر من دار "بوشرون"

وكلها اجتمعت لتُبرز شخصية امرأة تجمع بين البساطة والفخامة، وبين الطموح والدفء.

مريم بوقديدة، ببساطة، ليست مجرد عارضة أو ممثلة.. بل امرأة تُشبه الحلم وتمشي نحوه دون أن تلتفت إلى الخلف.