سكرين شوت

"Jurassic Rebirth" .. مغامرة ديناصورية تسقط في فخ التكرار

"Jurassic Rebirth" ..  مغامرة ديناصورية تسقط في فخ التكرار

للعلّم - لو كانت الديناصورات حية، لربما طالبت بإيقاف فيلم "Jurassic World: Rebirth" بتهمة تشويه سمعتها السينمائية. بعد أكثر من 30 عامًا على انطلاق السلسلة بفيلم أيقوني من توقيع سبيلبرغ، تعود الديناصورات في محاولة جديدة من المخرج غاريث إدواردز، مع فريق جديد تقوده سكارليت جوهانسون وماهرشالا علي، وسيناريو من ديفيد كوب، كاتب النسخة الأصلية. لكن رغم هذه الأسماء، يبدو أن الحنين لا يصنع أفلامًا عظيمة.

كليشيهات بحجم الديناصورات
يحاول الفيلم أن ينسخ الخلطة القديمة: شركة شريرة، مهمة سرية، وديناصورات تخرج عن السيطرة. القصة تدور حول فريق يسعى لاستخراج DNA من سلالات هجينة لتطوير علاج لأمراض القلب – حبكة علمية من نوع “ماذا لو؟” تحوّلت سريعًا إلى سلسلة مطاردات باهتة وحوارات مطوّلة تشرح كل شيء للجمهور، وكأننا نشاهد عرضًا توعويًا عن الديناصورات لا مغامرة مثيرة.

كتابة بلا نبض
ديفيد كوب، الذي سبق أن صنع روائع في التسعينيات، يعود هنا بقلم متعب. لا جديد في الشخصيات ولا في البناء الدرامي. الفريق العلمي النمطي، والعالم المتردد، والصيادون العابرون، جميعهم يتحركون داخل إطار محفوظ، يفتقر للدهشة أو التعاطف. كل ما نشاهده تم تقديمه من قبل، لكن بإتقان أكبر.

أداء باهت لنجوم لامعين
سكارليت جوهانسون تقدم دورًا يخلو من الشغف والصدق، أشبه بإعادة تدوير لحركات “الأرملة السوداء” لكن دون سبب. ماهرشالا علي، رغم موهبته، يُحاصر في دور باهت يفتقر لأي عمق درامي. شخصيات بلا تاريخ أو دوافع تجعل من لحظات الخطر مشاهد ميتة عاطفيًا.

إخراج يسير في دائرة مغلقة
غاريث إدواردز فشل في تقديم لمسته الخاصة. رغم محاولاته اللعب بالإضاءة والمشاهد الواسعة، إلا أن الإيقاع البطيء والمشاهد المطولة أفقدت الفيلم زخم المغامرة. حتى اللحظات التي يُفترض أن تكون مثيرة بدت وكأنها صدى باهت لأمجاد قديمة.

مؤثرات رقمية دون روح
رغم الميزانية الضخمة، بدت الديناصورات كرسومات متحركة خفيفة، بلا وزن أو ظل واقعي. افتقر الفيلم إلى القوة البصرية التي ميزت الأجزاء الأولى، حيث تداخلت النماذج الآلية مع CGI بذكاء وواقعية. حتى الموسيقى، رغم محاولات ألكسندر ديسبالت استعادة ألحان جون ويليامز، جاءت سطحية ومكررة.

نهاية مستحقة
Jurassic World: Rebirth ليس فقط فيلمًا ضعيفًا، بل هو مثال على أن بعض السلاسل ينبغي أن تتوقف قبل أن تصبح عبئًا. عوضًا عن ولادة جديدة، نشهد هنا موتًا بطيئًا لسلسلة كانت يومًا رائدة. ربما حان وقت ترك الديناصورات تنقرض... سينمائيًا.