موضة

The Rise of Festival Fashion .. الموضة تحتلّ مركز البطولة

The Rise of Festival Fashion ..  الموضة تحتلّ مركز البطولة

للعلّم - بينما تغرب الشمس على السهول والمناطق الصحراوية، تنطلق عروض موازية للعروض الموسيقية، لا على خشبة المسرح، بل على أراضي المهرجانات المليئة بالغبار والبريق، حيث تتقدّم الموضة لتأخذ مكانها البطولي.

من كوتشيلا إلى غلاستنبري، لم تعد أزياء المهرجانات مجرد زينة جانبية، بل أصبحت عرضًا قائمًا بحد ذاته. تطوّرت هذه الإطلالات من تيجان الزهور والدنيم الممزق إلى ظاهرة عالمية تعكس الهوية والإبداع وتخاطب جمهور التواصل الاجتماعي بشغف واضح.

وجدت هذه الموضة جذورها في روح التمرد والانعتاق خلال حقبة الستينيات، حين كان مهرجان "وودستوك" يمثّل منصة للاحتجاج والتعبير الذاتي، حيث سادت السراويل بقصة الجرس، والشراريب، والأقمشة المصبوغة يدوياً. أما اليوم، فقد أعادت مهرجانات العصر الحديث تشكيل هذه الروح بمزيج متطور من البوهيمية الفاخرة، أزياء الشارع، والتقنيات المعاصرة.

روّاد المهرجانات لم يعودوا يلبسون لمجرد التحمّل، بل للتألق وجذب الأنظار. تخطيط الإطلالة يبدأ قبل أشهر، مستوحى من الأزياء الراقية والثقافات الفرعية، ومن وحي تيك توك وإنستغرام. حتى أن دور أزياء كبرى مثل ديور وسان لوران وغوتشي انخرطت في هذا المشهد، مقدّمة تصاميم خاصة للنجمات والمؤثرات في إطلالات أيقونية تُلهب المنصات الرقمية.

أزياء المهرجانات باتت موسمية، وتطل علينا كل ربيع بمجموعات خاصة تضم كل ما يلزم لسرقة الأضواء: نظارات شمسية لامعة، قطع بوديسوت مرصعة، قبعات دلو أنيقة، وأحزمة جريئة متعددة الوظائف.

وسائل التواصل الاجتماعي ضاعفت من أهمية هذا النوع من الأزياء. فالإطلالة أصبحت لا تقل أهمية عن الحضور نفسه، بل وأحياناً تتخطّاه. يتعامل المؤثرون مع المهرجانات كجلسات تصوير مفتوحة، فيما يجد الآخرون فيها فرصة للتعبير عن الذات والتميّز أمام عدسات الإنترنت.

تنوّعت الأساليب، من الكاوبوي العصري إلى البريق الحنيني، ومن القوطية المحدثة إلى الأقمشة الشفافة المعاد تدويرها. وتزايد الوعي البيئي جعل الاستدامة نجمًا صاعدًا. فبدلاً من موضة سريعة تُستهلك وتُرمى، نشهد اليوم اهتمامًا متزايدًا بالقطع الفنتج، الأزياء المصنوعة يدويًا، والمنصات الرقمية التي تتيح تأجير وتدوير الملابس بأساليب مبتكرة.

وقد شهدنا تطورًا لافتًا في مهرجانات المنطقة، مثل MDLBEAST في الرياض، الذي لم يعد مجرّد حدث موسيقي، بل أصبح منصة للاحتفاء بالهوية والتقاليد السعودية، وإعادة تقديمها بثقة معاصرة من خلال الموضة.

أزياء المهرجانات تجاوزت كونها مجرد ملابس، فهي انعكاس لطموحاتنا في التعبير، الانتماء، والجرأة في الظهور. وفي زمنٍ رقمي بامتياز، تمنحنا هذه المناسبات مساحة للتجريب، والاحتفال بالاختلاف، والتألق دون اعتذار.

ومع تطوّر الموسيقى، وتبدّل القيم، وتقدّم التكنولوجيا، ستبقى موضة المهرجانات صوتًا صارخًا يعكس نبض الجيل وروحه، سواء كانت الإطلالة "هوت كوتور" أو مصنوعة يدويًا، مكثّفة أو بسيطة. المؤكد أن الموضة في المهرجانات لم تعد مجرّد تفصيل... بل أصبحت العنوان الأبرز.