منوعات

رغم الجدل حول الكربوهيدرات .. فوائد صحية متعددة لتناول الخبز يوميا

رغم الجدل حول الكربوهيدرات ..  فوائد صحية متعددة لتناول الخبز يوميا

للعلّم - بالرغم من الجدل الدائر حول الكربوهيدرات، يظل الخبز أحد العناصر الغذائية الأساسية في العديد من الثقافات حول العالم، ويحتل مكانة بارزة على موائد الطعام اليومية. وفي ظل التوجه المتزايد نحو تقليل استهلاك الكربوهيدرات، تثار تساؤلات حول مدى صحة تناول الخبز يوميًا، خاصة مع تنوع أنواعه مثل الأبيض، الأسمر، وخبز العجين المخمّر.

القيمة الغذائية للخبز
يحتوي الخبز على عناصر غذائية مهمة تشمل الألياف، البروتينات، السكريات الطبيعية، مجموعة فيتامينات B (مثل الثيامين، النياسين، وحمض الفوليك)، إضافة إلى معادن أساسية مثل الحديد والزنك. ورغم فوائده، إلا أن محتواه العالي من الكربوهيدرات قد يؤدي إلى الشعور بالجوع بعد وقت قصير من تناوله.

الاختيارات الصحية من الخبز
تنصح خبيرة التغذية كريستي روث باختيار خبز الحبوب الكاملة، الذي يمتاز بمحتواه العالي من الألياف، ما يمنح شعورًا بالشبع لفترة أطول. فشريحة واحدة منه توفر حوالي 7% من الاحتياج اليومي من الألياف. وتؤكد روث أن دمج الخبز مع مصادر بروتينية – مثل خبز الحبوب المنبتة (المصنوع من حبوب كاملة تم نقعها حتى تبدأ بالتبرعم) – يعزز من الشعور بالشبع ويدعم التوازن الغذائي.

أما خبز الحبوب المتعددة، فيعد خيارًا أكثر غنى بالألياف، إذ تحتوي شريحة واحدة منه على ما بين 5 إلى 7 غرامات، مقارنة بخبز القمح الكامل الذي يوفر نحو 2 غرام فقط. وتلعب الألياف دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض القلب، السكتات الدماغية، السكري من النوع الثاني، وسرطان القولون.

أهمية الألياف والحبوب في النظام الغذائي
تشير إيلانا ناتكر، من مؤسسة Grain Foods Foundation، إلى أن الحبوب الكاملة تُعد مصدرًا رئيسيًا للألياف، محذرة من أن استبعادها من النظام الغذائي قد يؤدي إلى نقص غذائي ملحوظ في هذا العنصر الحيوي.

وتبرز أهمية حمض الفوليك، الموجود في الخبز المدعم، بشكل خاص خلال الحمل، حيث يساهم في تقليل خطر إصابة الجنين بتشوهات في الأنبوب العصبي. وتشير ناتكر إلى أن النساء اللواتي يتبعن أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات قد لا يحصلن على ما يكفي من هذا الفيتامين الضروري.

الخبز والرياضة والنظام الغذائي المتوازن
توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بتناول الخبز – وخاصة الحبوب الكاملة والأسمر – ضمن نظام غذائي متوازن، لكونه مصدرًا ممتازًا للطاقة، خصوصًا للرياضيين. ورغم أن الخبز الأبيض يحتوي على بعض الفيتامينات والمعادن، إلا أن محتواه من الألياف أقل، لذا يُفضل اختيار أنواع مدعّمة بالألياف.

كما تدعم الهيئة اتباع النظام الغذائي المتوسطي، الذي يشمل الخبز الكامل إلى جانب الأرز، المعكرونة، الفواكه، الخضروات، والأسماك، بهدف الوقاية من أمراض القلب وخفض ضغط الدم وتعزيز الصحة العامة.

اعتبارات خاصة وتحذيرات
ورغم فوائده، قد يسبب الخبز الغني بالألياف أعراضًا مزعجة مثل الانتفاخ والغازات، لذا يُنصح بالانتقال تدريجيًا إلى الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف، واللجوء إلى خبز العجين المخمر أو الأبيض في البداية لتقليل هذه الأعراض.

كما أن الخبز يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة، ما يتطلب حذرًا من قبل مرضى السكري في ما يخص توازن الأنسولين.

خلاصة
تؤكد كريستي روث على ضرورة تجنب تصنيف الأطعمة على أنها "جيدة" أو "سيئة"، وتشجع على قراءة الملصقات الغذائية لاختيار الأنسب. وتوضح أن الخبز يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي، خاصة عند تناوله مع الدهون الصحية أو البروتينات الخفيفة.