وجهات نظر

«خدمتكم واجبنا» حملة بحجم ثقافة

«خدمتكم واجبنا» حملة بحجم ثقافة

في سعي لا يتوقف، وجهود حقيقة لا يغطي شمسها غربال، تسعى الحكومة يوميا لتحقيق المزيد من الإنجازات العملية فيما يتعلق بمسارات التحديث، ومن أبرزها التحديث الإداري، والذي لم يعد أي منّا يجهل خطاه، أو لم يستفد من نتائجه الملموسة، إذ تسير الحكومة من خلال أداتها التنفيذية بهذا الشأن ممثلة بوزير الدولة لتطوير القطاع العام الدكتور خير أبو صعليك، ومعهد الإدارة العامة، وهيئة الخدمة والإدارة العامة لتبدو الأمور تعدّ بمئات الإنجازات.

بالأمس، وفي قفزة نوعية بمسار التحديث الإداري، أطلقت وحدة إدارة وتنفيذ تحديث القطاع العام في رئاسة الوزراء، الحملة التوعوية «خدمتكم واجبنا»، التي ينفذها معهد الإدارة العامة، في إطار مكون الثقافة المؤسسية، الذي يعد من أبرز محاور التحديث وأكثرها تأثيرا في الأداء، وفي عنوان الحملة تفاصيل كثيرة تحكي عن عميق التفكير ومؤكد المنجز، في جعل الموظف أيا كان في خدمة المواطن بل يسمي الأمور بمسمياتها بشكل أعمق، بأن يجعل ذلك واجبا على الموظفين، لنصل إلى حقيقة مؤكدة بسعي حكومي جاد والأهم عملي لتحقيق تحديث إداري واقعي.

حملة «خدمتكم واجبنا» تضع التحديث الإداري في مكان مختلف، أكثر اتساعا، وأكثر عملية، ففي ترتيب وتنظيم العلاقة بين الموظف العام والمواطن، وتأطيرها بدور واضح يخلو من أي جدلية، حتما فإن التحديث الإداري يصل لمكان أوسع وأكثر نضجا حدّ بث ثقافة مختلفة بهذه العلاقة وبالتالي بمنتج التحديث الإداري، وصولا في المحصلة لثقة المواطن بالخدمات الحكومية، وتعزيز ثقته بأن الخدمات بأعلى المستويات وأفضلها، علاوة على حسم مسألة أن الأردن يمضي نحو تطور مثالي بالمسار الإداري، سيما وأن هذا المسار هو أساسي لباقي المسارات إن لم يكن ركيزة أساسية لتقدمها.

نهج عملي يحقق إنجازا آخر فيما يخص تطبيق خارطة تحديث القطاع العام، ويعمل بنهج مؤسسي على إعادة تشكيل منظومة الإدارة العامة على أساس الكفاءة والشفافية والمساءلة، ويقدّم ثقافة مؤسسية مختلفة، مبنية على أداء الموظف العام أيّا كان موقعه مبني على أساس «خدمتكم واجبنا» وتبني جسور الثقة بين الحكومة والمواطن، وبين الفرد والمؤسسة، وبين القيم المجردة والممارسات، كما أكد أمس وزير الدولة لتطوير القطاع العام، لنصل إلى شكل مختلف من ألفه إلى يائه في ثقافة أداء الموظف العام وعلاقته بالمواطن، أساسه إيجابي ومثالي، وحتما ستكون نتائجه هامة جدا حدّ المثالية.

حملة حكومية هامة، ووفقا لوزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، فهي تأتي في سياق «تكريس منظومة إدارية تحديثية، وما تحتاجه من أدوات اتصالية، لتشكل أحد الأعمدة الرئيسة في مشروع التحديث الوطني، الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى جانب مساري التحديث السياسي والاقتصادي، وإسنادا لهما»، بتأكيد على أهمية الإعلام في تعزيز هذه الثقافة، فهي حملة بحجم ثقافة، تتضمن تفاصيل حقيقية ستضع القطاع العام في مكان أكثر عملية وأكثر نضجا.

الحملة ستؤسس لحالة نوعية من ترسيخ ثقافة مؤسسية جديدة حديثة، عميقة، تضمن أداء منسجما بين مختلف المؤسسات الحكومية، وآلية تعامل الموظف مع وظيفته بشكل يدفع باتجاه رفع مستوى الولاء والانتماء الوظيفي بين الموظفين، ما سيؤدي حتما لتحسين جودة الخدمات الحكومية، وغيرها من الجوانب المرتبطة بتحديث القطاع العام، فهي حقيقة حملة أو مشروع وطني بحجم ثقافة تؤسس لواقع مختلف سيكون له الأثر الكبير على منهجية العمل في القطاع العام ومخرجاته وخدماته، وحتما تحديثه.