سوالف

الأولاد أفضل من الفتيات في الرياضيات منذ الولادة؟! .. ما رأي العلماء؟

الأولاد أفضل من الفتيات في الرياضيات منذ الولادة؟!  ..  ما رأي العلماء؟

للعلّم - نشرت مجلة Nature دراسة حديثة واسعة النطاق، تقوض الاعتقاد الشائع بأن الأولاد يتمتعون بتفوق طبيعي على الفتيات في مادة الرياضيات. وقاد الدراسة فريق من العلماء الأوروبيين برئاسة عالمة النفس المعرفي الشهيرة إليزابيث سبيلكي من جامعة هارفارد، حيث قاموا بتحليل بيانات تخص أكثر من 2.5 مليون تلميذ في فرنسا.

توصل الباحثون إلى أن الفجوة في الأداء الرياضي بين الجنسين لا تعود لأسباب فطرية، بل تبدأ في التكوّن خلال السنوات الأولى من التعليم المدرسي. فبحسب الدراسة، لا توجد فروقات واضحة في مستوى الرياضيات بين الأولاد والبنات عند بداية الصف الأول. لكن بعد أربعة أشهر فقط من بدء الدراسة، تبدأ فجوة صغيرة بالظهور لصالح الأولاد، وتزداد تدريجياً. وبحلول الصف الرابع تتضاعف أربع مرات، وتصبح أكثر وضوحاً في الصف السادس.

وتعلق البروفيسور سبيلكي على ذلك قائلة: "لو كانت هناك فروقات فطرية حقيقية، لكان من المفترض أن تظهر في سن الرضاعة. لكننا نعلم أن الأطفال الرضع من الجنسين متساوون في إدراك الأعداد والأشكال".

وقد استندت الدراسة إلى بيانات برنامج EvalAide الفرنسي، الذي أُطلق عام 2018 لتقييم المهارات الأساسية لدى التلاميذ في اللغة والرياضيات.

ومن اللافت أيضاً أن الفجوة في مهارات اللغة كانت تميل لصالح الفتيات في بداية الصف الأول، لكنها بقيت ثابتة أو تراجعت قليلاً مع مرور الوقت، بعكس ما حدث في مادة الرياضيات.

وخلص الباحثون إلى أن العامل المؤثر ليس عمر الطفل، بل مقدار الوقت الذي يقضيه في البيئة التعليمية. والدليل على ذلك أن الأطفال الذين بدأوا دراستهم في عام 2019 – ثم انقطعوا لفترة بسبب جائحة كوفيد-19 – أظهروا فجوة أقل بكثير بين الجنسين في الرياضيات، مما يدعم فكرة أن نظام التعليم نفسه قد يكون مسؤولاً عن نشوء هذه الفروقات، لا البيولوجيا.

وقد دفعت نتائج الدراسة إلى إطلاق إصلاحات تعليمية في فرنسا، لا سيما بعد أن احتل التلاميذ الفرنسيون مرتبة متأخرة في اختبار دولي للرياضيات عام 2019، حيث تم إدخال مادة الرياضيات كجزء إلزامي من برنامج رياض الأطفال.

ورغم هذه النتائج، يشير مؤلفو الدراسة إلى أن أسباب تشكل الفجوة بين الجنسين في المراحل الأولى من التعليم لا تزال غير واضحة تماماً، وأنهم يخططون لمزيد من الأبحاث لفهم العوامل الكامنة وراءها.