وجهات نظر

أمنيات وتأملات

أمنيات وتأملات


عام هجري جديد ( 1447) يحمل الأمتين العربية والإسلامية من خلاله المزيد من الأماني للنجاة مما تتعرض له من مصاعب وأهوال وهجمات حول العالم وما نصبو إليه من تطلعات ورغبات لها قاسم مشترك من" السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة " كما تدعو لهم الأمم أيضا.


ليس من قبل الصدفة أن تكون النسبة العالية للاجئين حول العالم من المسلمين وبالتالي قضية إنسانية بحتة تشكل أرقا مستمرا لتفاصيل حياتهم نتيجة الصراع والحروب والاضطرابات والكثير من عوائق العيش برغد ورفاهية ممكنة.


لعل من الأمنيات والتأملات المنشودة مع ثنايا العام الهجري الجديد والتي تتعلق بجملة تفاصيل تواجه الجميع ومن ضمنهم المسلمون حول العالم والراجين من الله الفرج في شتى مناحي الحياة ؛ حياة صعبة يواجهون ومشاكل كثيرة وعديدة قد لا يكون لهم ذنب فيها ومع ذلك تتصدر الاهتمام مع التهئنة بالعام الهجري الجديد حين يرسل الجميع البوستات الجاهزة لبعضهم البعض بالذكرى العطرة.


لعل لتسميات الأشهر الهجرية مدلولات غنية بالتاريخ وأصل التسمية ولعل من الأجدى مع الاحتفال بالعام الهجري الجديد العودة لها وتوجيه الاهتمام بها والتي تعكس في ذات الوقت دعوة للتأمل والرجاء وهي: (مُحرَّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوّال، ذو القعدة، ذو الحجة ) وتلك محطات زمنية تكفي للعبرة والعظة.


قد تغطي مساحة الكرة الأرضية والفضاء رسائل التهنئة وكذلك مساحات التواصل ولكن هل يمكن تصور حجم ما يتحقق من الأمنيات والتطلعات مع خضم ذلك كله مقابل ما يتم عمله لأجل ترجمتها لواقع ؟


ثمة أمنيات شخصية يمكن الوصول إليها بالهجرة المخلصة لله والمعاملة الطيبة والوفاء الصادق والاخلاص في العمل وإيفاء الحقوق لأصحابها وأداء الطاعة بأمانة ويسر وسهولة وضمن القدرة والتحمل.


وثمة بنود عامة يمكن تطبيقها ضمن مشوار الحياة وتتمثل في الصدق، الأمانة، الوعي، الالتزام، الاحترام، الوفاء وجبر الخواطر والعديد من مكارم الاخلاق المعروفة والمتبعة بإحسان إلى يوم الدين.


نفكر جديا ونطمح ونرجو أن يتغير الحال وذلك مرتبط بشكل وثيق بما نملكه من إرادة لإحداث الفرق بين الصلاة وأركان العبادات والأخرى وبين ما يمكننا ممارسته على أرض الواقع من التسامح والإنسجام.


لتبدأ مع التقويم الهجري الجديد بشهر على الأقل يختفي فيه الشر والظلم وأكل الحرام والإساءة للأخرين والوفاء بالدين والوعد وبر الوالدين وصلة الرحم وكظم الغيظ والعفو والتسامح وضبط النفس ومثالب كثيرة يمكن ممارستها برضا وقناعة.


قد يكون من المناسب ومع ثتايا ذكر فضائل ومميزات الهجرة والتقويم الأشارة لأهمية ترجمة الأمنية إلى هدف قابل للتحقيق والمنال بدل الغرق في عالم الأحلام الوردية ومقارعة دعايات الأمنيات البراقة والجميلة.


على وجه العموم الرجاء أن يعم يوما الخير وهو عند الله مقداره ألف سنة مما نعد ونحصي وقد مر على عصرونا الحالية مجرد يومين على أقل تقدير وما يزال متسع للمزيد !.