وجهات نظر

.. على العالم أن يحذو حذو الملك

 ..  على العالم أن يحذو حذو الملك


كثيرة هي الأحداث المتسارعة التي باتت تهدد العالم، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، فالأوضاع لا يكتب لها الهدوء نتيجة الصرعات القائمة التي بالعادة يكون سببها المحتل الإسرائيلي.

الوضع الراهن بالمنطقة والذي لا يمكن وصفه إلا بالخطير جداً بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية، يحتاج من العالم قراءة خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والغوص في ثناياها والتدقيق بكل حرفٍ ومعلومةٍ فيها، فالملك كان يحذر مراراً وتكراراً من انزلاق المنطقة نحو الفوضى، لأنها ستجعل الأغلبية خاسرين، فاستخدام القوة والسلطة بشكل غير مبرر وتغيب العقل لحسم الخلاف سيؤدي للمزيد من اللجوء للقوة، والمزيد من التناحر والمنازعات والحروب، والمزيد من الإفراط في استخدام القوة.

الملك عبدالله الثاني -قائد السلام- دائماً ما يوجّه العالم إلى السلام، ويوظف جهوده في كل مناسبة لإرساء أفكار للابتعاد عن الفوضى للوصول إلى بر الأمان بعيداً عن النزاعات والاضطرابات، وكذلك الابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى نزع الهدوء والعصف بأجواء السلام والاطمئنان.

الملك ومنذ اعتلائه سدَّة الحكم، كان صوت الحق والداعي لإحقاق العدل والمساواة في المجتمعات العربية والدولية، فقد حاز جلالته على العديد من الجوائز العالمية تقديراً لدوره في السلام العالمي.

جهود سيد البلاد انعكست على المملكة إيجاباً في كل النواحي، فالأردن أصبح بفضل قيادة جلالته واحة أمن واستقرار وسط إقليمٍ مضطربٍ وملتهبٍ منذ عشرات السنين، فطبول الحرب من حوله لم تهدأ وآلة الدمار والفوضى والاضطراب بقيت مستمرة، ومع ذلك قاد الملك عبدالله المركب بمهارة فائقة نحو شاطىء الأمان.

السلام ونظراً لتوسع قاعدة آلة الحرب الإسرائيلية التي ما زالت تضرب بطرق هوجاء في غزة ولبنان وسوريا، ومؤخرا إيران، لم يعد خيارا بل ضرورة لإنقاذ المنطقة من سلوكيات المحتل الرعناء التي كلفته خسائر مالية ومادية وبشرية، وأدخلت المنطقة في حالة فوضى دوناً عن مناطق العالم.

رسالة السلام التي يحملها الملك، ليست مقتصرة ومحددة بزمانٍ أو مكان، وتطبيقها وفق نهج جلالته يجعل المنطقة أكثر أمناً، ويشد جسد المنطقة الهش من خلال احترام القانون الدولي، وتعزيز العمل الدبلوماسي لاستعادة الهدوء ووقف نزيف الدم الذي يظهر بين الحين والآخر لتعنت ورفض الاحتلال الإسرائيلي تطبيق القوانين والتشريعات الدولية وتجاوز كل المنظومات الإنسانية وخير دليل على ذلك شلال الدم المتدفق في قطاع غزة منذ نحو ١٩ شهراً.

أخيراً، يقال في الأمثال «إذا عُرف السبب بَطُل العجب»، فالفوضى التي يعيشها الشرق الأوسط سببها الاحتلال، وهذه الفوضى نتج عنها تأثيرات نفسية ومعنوية واقتصادية على دول المنطقة ودول العالم التي تربطها مشاريع تجارية مع دول المنطقة، لذا بات على رؤساء دول العالم أن يحذوا حذو جلالة الملك في سعيه لإرساء مشروع سلام شامل يؤدي إلى سِلم دائم فِعلي يلتزم به الجميع دون استثناء، ويكون قائماً على الحق، وضامناً للحريات حتى تنعم المنطقة بالأمن والأمان بعيداً عن الصراعات التي أثرت سلباً على حياة المجتمعات في دول الشرق الأوسط التي تقع في قلب العالم، في ميزة جغرافية حيوية تُعد عاملاً أساسياً في التنمية الاقتصادية التي وجب أن تنعكس ايجاباً على معيشة مواطني المنطقة.