إيران ترفض التفاوض مع واشنطن قبل وقف العدوان الإسرائيلي
للعلّم - رفضت ايران الجمعة، استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الولايات المتحدة قبل وقف الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، وذلك بعد توقع رئيس الاركان الإسرائيلي حربا "طويلة" مع طهران.
ودوت سلسلة انفجارات في طهران، فيما تحدثت وكالة فارس عن تفعيل انظمة الدفاع الجوي في العاصمة، بعد أسبوع من بدء النزاع بين إسرائيل وإيران.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، أنه سيمنح نفسه مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، معتبرا أن ثمة احتمالا "كبيرا" للتفاوض مع طهران.
في ظل كلامها عن اقتراب إيران من امتلاك قنبلة ذرية، شنت إسرائيل حملة جوية واسعة النطاق ضد الجمهورية الإسلامية، ضربت خلالها مئات المواقع العسكرية والنووية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار الضباط العسكريين والعلماء النوويين في البلاد.
وردّت إيران بشن هجمات صاروخية وإطلاق مسيّرات على إسرائيل. وتنفي طهران نيتها الحصول على سلاح نووي، لكنها تدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن منظمته لم تورد في تقريرها الأخير أي دليل يشير إلى أن إيران تعمل حاليا على تطوير سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن ايران "مستعدة للنظر مجددا في سلوك المسار الدبلوماسي ما ان يتوقف العدوان"، في اشارة إلى المفاوضات التي بدأت في نيسان، مع واشنطن بهدف التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
واوضح عراقجي إثر لقائه في جنيف نظراءه الفرنسي والبريطاني والالماني ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان بلاده "تؤيد مواصلة المباحثات مع مجموعة الدول الثلاث والاتحاد الاوروبي".
استعداد لمناقشة المسائل المهمة
من جهتها، حضت المانيا وفرنسا وبريطانيا إيران على مواصلة المسار الدبلوماسي "من دون انتظار انتهاء النزاع".
وقال وزير الخارجية الالماني يوهان فاديفول إن "النتيجة الإيجابية اليوم هي أننا نغادر القاعة بانطباع أن الجانب الإيراني مستعد لمواصلة مناقشة جميع المسائل المهمة".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني. فالعمليات العسكرية قد تؤخرها، لكنها لا تستطيع القضاء عليها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعلن أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" لإيران، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
وفيما كان اجتماع جنيف منعقدا، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في رسالة مصورة خاطب فيها "مواطني اسرائيل": "لقد أطلقنا الحملة الاكثر تعقيدا في تاريخنا (...) علينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة".
إطلاق صواريخ
أطلقت إيران بعد ظهر الجمعة، دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 19 شخصا، وفق مستشفى في مدينة حيفا الساحلية شمال البلاد، حيث أُصيب مبنى واحد على الأقل.
وكان هجوم ايراني استهدف بئر السبع (جنوب) مخلفا اضرارا مادية.
واكد الحرس الثوري الايراني في بيان انه استهدف في اسرائيل "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية ومراكز قيادة ومراقبة" اضافة الى قواعد عسكرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه أنه قصف منصات إطلاق صواريخ أرض-جو في جنوب غرب إيران، بعدما شنّ غارات على أهداف في طهران وأصفهان (وسط) وفي غرب البلاد.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران. وفي إسرائيل، أدت الهجمات الصاروخية والمسيّرات الإيرانية إلى مقتل 25 شخصا.
في طهران، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع مرددين شعارات مؤيدة لقادتهم ومناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة. كما أحرقوا وداسوا العلمين الإسرائيلي والأميركي.
كُتب على إحدى اللافتات "سأضحي بحياتي من أجل قائدي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتعرض لتهديدات من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
وأعلنت المملكة المتحدة وعدد من الدول الأخرى بينها سويسرا التي تمثل المصالح الأميركية في طهران، أنها سحبت موظفيها الدبلوماسيين من إيران.
عواقب "وخيمة"
وحذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي من أن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تكون لها عواقب "وخيمة" ومن شأنها إطلاق كميات كبيرة من الإشعاعات في البيئة.
كما أكد أن وكالته قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية "محكمة" للبرنامج النووي الإيراني للتأكد من عدم تطوير طهران أسلحة نووية، مشيرا إلى أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا في حال توافر الإرادة السياسية.
كذلك، أعلنت الحكومة الأميركية فرض عقوبات جديدة لمنع طهران من الحصول على مكونات مفيدة لصناعتها الدفاعية.
وانتهى العمل باتفاق سابق لتنظيم البرنامج النووي الإيراني أُبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، في عام 2018 عقب الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى.
ردا على ذلك، تخلت إيران عن بعض التزاماتها، ما أدى إلى تسريع تخصيب اليورانيوم.
خصبت إيران اليورانيوم إلى مستوى عالٍ بلغ 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولصنع قنبلة ذرية، يتعين رفع مستوى التخصيب إلى 90%. وقد حدد اتفاق عام 2015 حد التخصيب عند 3,67%.
وتحافظ إسرائيل على الغموض بشأن امتلاكها للأسلحة النووية، لكنها تمتلك 90 رأسا نوويا وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
أ ف ب
ودوت سلسلة انفجارات في طهران، فيما تحدثت وكالة فارس عن تفعيل انظمة الدفاع الجوي في العاصمة، بعد أسبوع من بدء النزاع بين إسرائيل وإيران.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، أنه سيمنح نفسه مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، معتبرا أن ثمة احتمالا "كبيرا" للتفاوض مع طهران.
في ظل كلامها عن اقتراب إيران من امتلاك قنبلة ذرية، شنت إسرائيل حملة جوية واسعة النطاق ضد الجمهورية الإسلامية، ضربت خلالها مئات المواقع العسكرية والنووية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار الضباط العسكريين والعلماء النوويين في البلاد.
وردّت إيران بشن هجمات صاروخية وإطلاق مسيّرات على إسرائيل. وتنفي طهران نيتها الحصول على سلاح نووي، لكنها تدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن منظمته لم تورد في تقريرها الأخير أي دليل يشير إلى أن إيران تعمل حاليا على تطوير سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن ايران "مستعدة للنظر مجددا في سلوك المسار الدبلوماسي ما ان يتوقف العدوان"، في اشارة إلى المفاوضات التي بدأت في نيسان، مع واشنطن بهدف التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
واوضح عراقجي إثر لقائه في جنيف نظراءه الفرنسي والبريطاني والالماني ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان بلاده "تؤيد مواصلة المباحثات مع مجموعة الدول الثلاث والاتحاد الاوروبي".
استعداد لمناقشة المسائل المهمة
من جهتها، حضت المانيا وفرنسا وبريطانيا إيران على مواصلة المسار الدبلوماسي "من دون انتظار انتهاء النزاع".
وقال وزير الخارجية الالماني يوهان فاديفول إن "النتيجة الإيجابية اليوم هي أننا نغادر القاعة بانطباع أن الجانب الإيراني مستعد لمواصلة مناقشة جميع المسائل المهمة".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني. فالعمليات العسكرية قد تؤخرها، لكنها لا تستطيع القضاء عليها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعلن أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" لإيران، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
وفيما كان اجتماع جنيف منعقدا، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في رسالة مصورة خاطب فيها "مواطني اسرائيل": "لقد أطلقنا الحملة الاكثر تعقيدا في تاريخنا (...) علينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة".
إطلاق صواريخ
أطلقت إيران بعد ظهر الجمعة، دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 19 شخصا، وفق مستشفى في مدينة حيفا الساحلية شمال البلاد، حيث أُصيب مبنى واحد على الأقل.
وكان هجوم ايراني استهدف بئر السبع (جنوب) مخلفا اضرارا مادية.
واكد الحرس الثوري الايراني في بيان انه استهدف في اسرائيل "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية ومراكز قيادة ومراقبة" اضافة الى قواعد عسكرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه أنه قصف منصات إطلاق صواريخ أرض-جو في جنوب غرب إيران، بعدما شنّ غارات على أهداف في طهران وأصفهان (وسط) وفي غرب البلاد.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران. وفي إسرائيل، أدت الهجمات الصاروخية والمسيّرات الإيرانية إلى مقتل 25 شخصا.
في طهران، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع مرددين شعارات مؤيدة لقادتهم ومناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة. كما أحرقوا وداسوا العلمين الإسرائيلي والأميركي.
كُتب على إحدى اللافتات "سأضحي بحياتي من أجل قائدي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتعرض لتهديدات من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
وأعلنت المملكة المتحدة وعدد من الدول الأخرى بينها سويسرا التي تمثل المصالح الأميركية في طهران، أنها سحبت موظفيها الدبلوماسيين من إيران.
عواقب "وخيمة"
وحذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي من أن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تكون لها عواقب "وخيمة" ومن شأنها إطلاق كميات كبيرة من الإشعاعات في البيئة.
كما أكد أن وكالته قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية "محكمة" للبرنامج النووي الإيراني للتأكد من عدم تطوير طهران أسلحة نووية، مشيرا إلى أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا في حال توافر الإرادة السياسية.
كذلك، أعلنت الحكومة الأميركية فرض عقوبات جديدة لمنع طهران من الحصول على مكونات مفيدة لصناعتها الدفاعية.
وانتهى العمل باتفاق سابق لتنظيم البرنامج النووي الإيراني أُبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، في عام 2018 عقب الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى.
ردا على ذلك، تخلت إيران عن بعض التزاماتها، ما أدى إلى تسريع تخصيب اليورانيوم.
خصبت إيران اليورانيوم إلى مستوى عالٍ بلغ 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولصنع قنبلة ذرية، يتعين رفع مستوى التخصيب إلى 90%. وقد حدد اتفاق عام 2015 حد التخصيب عند 3,67%.
وتحافظ إسرائيل على الغموض بشأن امتلاكها للأسلحة النووية، لكنها تمتلك 90 رأسا نوويا وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
أ ف ب