منوعات

مراجعة علمية تحدد سلاحا طبيعيا ضد الالتهاب وأمراض القلب

مراجعة علمية تحدد سلاحا طبيعيا ضد الالتهاب وأمراض القلب

للعلّم - تشير دراسة مراجعة حديثة نُشرت في مجلة Nutrients إلى أن زيت الزيتون البكر الممتاز (EVOO) لا يقتصر دوره على إضفاء نكهة مميزة للطعام، بل يمتلك خصائص صحية بارزة، خاصة في مجال مكافحة الالتهابات وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وخلص باحثون إيطاليون إلى أن إدخال زيت الزيتون البكر الممتاز ضمن النظام الغذائي المتوسطي يرتبط بانخفاض واضح في مستويات الالتهاب، وتحسن في صحة الأوعية الدموية، وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب. ويُعزى هذا التأثير الإيجابي في الغالب إلى احتواء الزيت على نسب عالية من مركبات البوليفينول، وهي مركبات نباتية تتمتع بخصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهاب.

ورغم الفوائد الملحوظة التي رُصدت لدى الأشخاص المعرضين لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب أو من يعانون منها بالفعل، إلا أن الأدلة المتعلقة بتأثير زيت الزيتون على الأفراد الأصحاء ما تزال محدودة. كما أن نتائج الدراسات تختلف في قوتها واتساقها، ما يدعو إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد.

تعاني الدراسات الحالية من بعض القيود، مثل حجم العينات المحدود، واختلاف أنواع وتركيبات زيت الزيتون المستخدمة، وتركز معظم الأبحاث على الفئات المعرضة للخطر بدلاً من عامة الناس.

يتميز زيت الزيتون البكر الممتاز بكونه مستخرجاً بأقل قدر من المعالجة، مما يحافظ على محتواه العالي من المركبات المفيدة. ويتكون بشكل رئيسي من الدهون الثلاثية والأحماض الدهنية، لكنه يحتوي أيضاً على مركبات نشطة بيولوجياً مثل الهيدروكسي تيروسول والتيروسول ومشتقاتهما، التي أظهرت قدرة على مقاومة الإجهاد التأكسدي المرتبط بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسرطان.

وتختلف نسبة هذه المركبات الفعالة باختلاف عوامل مثل نوع الزيتون المستخدم والمناخ وطرق المعالجة، مما يفسر التفاوت في النتائج بين الدراسات المختلفة.

وفي عام 2012، أقرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) بفائدة البوليفينولات في زيت الزيتون، مشيرة إلى دورها في حماية دهون الدم من الأكسدة عند توفرها بتركيزات معينة.

وتشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون البكر الممتاز، وخصوصاً الغني بالبوليفينولات، يرتبط بعدة فوائد صحية، منها:

تحسين وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك الذي يساهم في توسع الشرايين.

تقليل مؤشرات الالتهاب مثل بروتين C التفاعلي وإنترلوكين-6.

تحسين مستويات الكوليسترول عبر خفض الكوليسترول الضار (LDL) المؤكسد وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL).

رفع القدرة المضادة للأكسدة في الجسم.

تقليل ضغط الدم الانقباضي وتحسين تدفق الدم إلى الأطراف.

وتتجلى هذه الفوائد بشكل أوضح عند استهلاك الزيت ضمن إطار النظام الغذائي المتوسطي، الذي يشمل أيضاً الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الكاملة. ومع ذلك، فإن بعض المؤشرات مثل فعالية الكوليسترول الجيد لم تُظهر تحسناً ملموساً في جميع الدراسات، مما يشير إلى تفاوت في التأثيرات حسب نوع المؤشر المدروس.

وفي إسبانيا، أظهرت دراسة طويلة الأمد أن الحمية المتوسطية الغنية بزيت الزيتون البكر الممتاز أكثر فعالية من الحمية قليلة الدسم في الوقاية من الأمراض القلبية على مدى سبع سنوات. كما بينت دراسات أسترالية أن الزيت الغني بالبوليفينولات يساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة البطنية أو الالتهابات المزمنة.

وعلى المستوى الجزيئي، تؤكد الأبحاث أن زيت الزيتون يؤثر في التعبير الجيني المرتبط بالالتهابات وصحة القلب، كما ترتبط بعض مستقلباته بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إلا أن هذه التأثيرات تختلف باختلاف التركيبة الكيميائية للزيت، مما يبرز الحاجة إلى توحيد تركيبات الزيت المستخدمة في الدراسات المستقبلية.

ورغم هذه النتائج المبشرة، يلفت الباحثون إلى أن معظم الأدلة المتوفرة حتى الآن ترتكز على فئات محددة، مما يجعل من الضروري إجراء تجارب سريرية واسعة النطاق ومتعددة المراكز باستخدام زيوت زيتون موحدة من حيث التركيب للحصول على نتائج أكثر دقة وموثوقية.