سوالف

مدير متحف في برلين يحذر من صراع ثقافي عالمي تقوده واشنطن

مدير متحف في برلين يحذر من صراع ثقافي عالمي تقوده واشنطن

للعلّم -
حذّر كلاوس بيزنباخ، مدير المعرض الوطني الجديد في العاصمة الألمانية برلين، من نشوب صراع ثقافي عالمي تتصدره الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وفي حديثه لمجلة دير شبيغل الألمانية، قال بيزنباخ: "في ظل حكم ترامب، نشهد فصلاً ثانياً من مأساة كبرى، ولا يسعنا إلا أن نأمل ألا يكون هناك فصل ثالث". وأضاف أن إدارة ترامب، في ولايتها الثانية، تبدو أكثر تأثيراً وخطورة من الأولى، مشيراً إلى أن الرئيس السابق يعمل على تنفيذ "ثورة ثقافية" ويعزز هيمنته عبر مجموعة من الشخصيات ذات النفوذ، أشبه بـ"أوليغارشية".

ويحمل بيزنباخ الجنسيتين الألمانية والأمريكية، وقد ساهم في تسعينيات القرن الماضي في إحداث نهضة فنية في برلين، ما أهّله لاحقاً للانضمام إلى متحف الفن الحديث (موما) في نيويورك عام 2004. وبعد تجربة قصيرة في إدارة متحف الفن المعاصر في لوس أنجليس، عاد إلى برلين عام 2022 ليتولى قيادة المعرض الوطني الجديد.

ورأى بيزنباخ أن عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض لم تكن مفاجئة بالنسبة له، مؤكداً أن ولايته الأولى، التي شهدت تفشي جائحة كورونا ومقتل جورج فلويد، شكّلت "نوعاً من العذاب المرتبط بصراع ثقافي"، لم تقتصر مسؤوليته على أنصار ترامب وحدهم، بل شملت المعارضة أيضاً.

وفي حديثه عن التغيرات في عالم المتاحف، أشار بيزنباخ إلى أن التحولات المجتمعية والفنية تحدث باستمرار، لكنها تمر أحياناً دون أن نلاحظها. وأوضح أن مبادئ مثل التنوع والمساواة وإتاحة الوصول والاندماج، المعروفة اختصاراً بـDEAI في الولايات المتحدة، باتت تشكل ضغطاً كبيراً. وأكد أنه كان من أوائل من عرضوا أعمالاً لنساء وفنانين سود، ليس بدافع الالتزام بالمعايير، بل لإيمانه بقيمتهم الفنية، لكن "المبالغة في هذه القواعد أصبحت مرهقة ولا تُحتمل".

وتناول بيزنباخ كذلك الجدل الذي رافق افتتاح معرض للمصورة الأمريكية اليهودية نان جولدين في خريف عام 2024، والذي حمل عنوان "هذا لن ينتهي بشكل جيد". وكانت جولدين قد اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وألقت خطاباً في المعرض أعربت فيه عن هذه المواقف، وسط مقاطعة من نشطاء مؤيدين لفلسطين. وردّ بيزنباخ بخطاب مضاد، قاطعته الاحتجاجات، لكنه شدد على أنه لم يفكر مطلقاً في إلغاء دعوة جولدين، قائلاً: "كان موقفها معروفاً، ورغم كل ما قيل عن أنها ستُمنع من الحديث، فإنني تمسكت بالسماح لها بالتعبير عن رأيها، حتى لو كلفني ذلك منصبي".

وختم بالقول إن منحها مساحة للتعبير كان ضرورياً، مضيفاً أن المحتجين لم يُمنعوا أو يُطردوا، لكن ما لم يكن يتوقعه هو أن يتلقى خطابه المضاد بالترحيب والقبلات.