ديني

صلاة النوافل: فضلها .. عددها .. وقتها .. أهميتها وأجرها

صلاة النوافل: فضلها  .. عددها  .. وقتها  .. أهميتها وأجرها

للعلّم - صلاة النوافل هي الصلوات الزائدة على الفرائض التي يؤديها المسلم تطوعاً وتقرباً إلى الله تعالى. تأتي هذه الصلوات تكميلية للصلوات المفروضة، وتعتبر من أهم وسائل التقرب إلى الله والبحث عن رضاه. وتشمل النوافل العديد من الصلوات التي يمكن أداؤها في مختلف أوقات اليوم، وتتفاوت في فضلها وأجرها بحسب نوعها وعددها ووقتها.

فضل صلاة النوافل
فضل صَلاة النّوافل عظيم، فهي من الأعمال التي يحبها الله وتقرب العبد منه. وقد جاء في الحديث القدسي: “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” (رواه البخاري). يُظهر هذا الحديث أن النوافل وسيلة مهمة لكسب محبة الله والتقرب إليه، كما أنها تعزز علاقة المسلم بربه وتزيد من قوة إيمانه.

عدد النوافل
الرواتب.
قيام الليل.
صلاة الضحى.
صلاة الوتر.
يمكن تقسيم صلاة النوافل إلى عدة أنواع، منها:

الرواتب: وهي السنن المرتبطة بالصلوات المفروضة. وتشمل:

ركعتان قبل صلاة الفجر.
أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها.
ركعتان بعد صلاة المغرب.
ركعتان بعد صلاة العشاء.
ويحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المحافظة على هذه الرواتب، فقد جاء في الحديث: “من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة” (رواه مسلم).


قيام الليل: وهو من أعظم النوافل وأقربها إلى الله، يتضمن صلاة التهجد وقيام الليل. يمكن أداء هذه الصلاة في أي وقت من بعد صلاة العشاء وحتى قبل صلاة الفجر. وقيام الليل كان من الصلوات المستمرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الإسراء: 79).

صلاة الضحى: تؤدى في وقت الضحى بين ارتفاع الشمس وحتى قبل زوالها. وهي من الصلوات التي وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنها: “يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى” (رواه مسلم).

صلاة الوتر: تؤدى بعد صلاة العشاء وهي من الصلوات المؤكدة، وعدد ركعاتها فردي (1، 3، 5، 7…). وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله وتر يحب الوتر” (رواه البخاري).

أهمية صلاة النوافل
صَلاة النّوافل تلعب دوراً هاماً في حياة المسلم الروحية. فإضافة إلى ما تمنحه من تقرب إلى الله وزيادة في الإيمان، فإنها تكون سبباً في كفارة الذنوب، ورفعة الدرجات. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته والمسلمين عموماً بالمحافظة عليها، حيث قال: “أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله” (رواه الترمذي).

النوافل تسد النقص الذي قد يحدث في الفرائض، فقد يكون هناك قصور في الخشوع أو حضور القلب أثناء أداء الصلاة المفروضة، فتأتي النوافل لتكمل هذا النقص. كما أنها تساهم في بناء علاقة قوية ومستدامة بين العبد وربه، وتذكره دوماً بأهمية الإخلاص والتقوى في جميع أعماله.

أجر صلاة النوافل
أجر صَلاة النّوافل عظيم، فهي تزيد من حسنات المسلم وتثقل ميزان أعماله يوم القيامة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة” (رواه مسلم). ويبين هذا الحديث أن المحافظة على النوافل تسهم في بناء بيت للمسلم في الجنة، وهو أجر عظيم يدل على مدى فضل هذه الصلوات عند الله تعالى.


بالإضافة إلى ذلك، صَلاة النّوافل تعين المسلم على تحمل المشاق والصعوبات في حياته، وتزيد من قوته الروحية. فهي تُعدُّ ملجأً يلجأ إليه المسلم في الأوقات الصعبة، سواء كانت أوقات ضيق أو فرح. كما أنها تزيد من صلة المسلم بربه، وتجعل قلبه عامراً بالإيمان واليقين.

في النهاية، صَلاة النّوافل ليست مجرد طقوس زائدة يؤديها المسلم بل هي طريق إلى التقرب من الله، ووسيلة لتعزيز الإيمان وتقوية الروح. وهي فرصة لتحقيق القرب الإلهي وكسب رضا الله. ولذا، فإن المحافظة عليها والاستمرار فيها يعتبر من الأعمال التي يحبها الله والتي تكسب صاحبها محبة الله وعونه في الدنيا والآخرة.

ما يقرأ في صلاة النوافل
لم يرد شيء محدد في السنة النبوية المطهرة يقرأ في صَلاة النّوافل ما عدا سنتي الفجر والمغرب.

فقد كان النبي عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم يقرأ في كل منهما سورة الكافرون والإخلاص، وكان يقرأ في نافلة صلاة الشفع والوتر فكان يقرأ سورة الأعلى والكافرون في صلاة الشفع وسورة الإخلاص والمعوذتين في ركعة الوتر.

وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث الشريف ما رواه الإمام أحمد: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد”.

وعن ابن عباس أنه قال: “ما أحصي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر، بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد”، والله أعلم.

أوقات تكره فيها صلاة النوافل
بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح:
بعد صلاة العصر.
توسّط الشمس في السماء.
قبل أذان الظهر.
بعد صلاة الوتر.
أن أوقات كراهة صَلاة النّوافل هي نفسها أوقات الكراهة العامة، وهي كما يلي:


بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح: وقد راى الفقهاء وعلماء الدين أن قدر الرمح هو اثنا عشر شبراً قياساً بيدٍ متوسّطة الحجم.

بعد صلاة العصر: ومن المكروه أن يقيم المسلم صلاة النافلة بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ”.

توسّط الشمس في السماء: قال علماء وأنصار المذهب الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة بكراهة الصلاة عند توسّط الشمس في السماء، ويشكل دقيق عند استواء الشمس مع الأرض، وقبل زوالها عن منتصف السماء، وخالف المالكية ذلك تبعاً لأهل المدينة، واستثنى الشافعية الصلاة يوم الجمعة عند توسط الشمس في السماء يوم الجمعة، إضافة إلى الصلوات ذوات الأسباب منها صلاة الخسوف والكسوف.

قبل أذان الظهر: حيث أنه من المكروه التنفل قبل أذان الظهر بعشر دقائق.

بعد صلاة الوتر: الصلاة في هذا الوقت مكروهة لمن لا سبب له.