سوالف

كيف تفصلين بين الحب والاعتمـاد؟

كيف تفصلين بين الحب والاعتمـاد؟

للعلّم - في زحام المشاعر وتعقيدات العلاقات، كثيرًا ما يُطرح السؤال: هل الشريك هو مرآتنا التي نرى فيها أنفسنا بوضوح، أم ظلّنا الذي يتبعنا في صمت، يحمل ملامحنا لكنه لا يملك وجودًا مستقلًا؟

العلاقة العاطفية السليمة تقوم على التوازن بين القرب والاستقلال، بين الاندماج والتميّز، بين الحب والاعتماد. وفي كثير من الأحيان، يتحوّل الحب إلى مساحة ضبابية يُصعب فيها التمييز بين ما نريده من الشريك وما نريده لأنفسنا.

الشريك كمرآة: الانعكاس لا الذوبان
أن يكون الشريك مرآتك يعني أنه يعكس لك ذاتك — نقاط قوتك وضعفك، أحلامك ومخاوفك. في هذا النوع من العلاقات، تجدين نفسك تنمو من خلال الآخر. تتعلمين، تتطورين، وتواجهين ذاتك من خلال حواره، ملاحظاته، وحتى اختلافاته. لكنه لا يأخذ مكانك، ولا يُلغيكِ، بل يُنير لكِ الطريق نحو نفسك.

الشريك كظلّ: حين يتحوّل الحب إلى تبعية
أما حين يصبح الشريك ظلًّا، فذلك يحمل إنذارًا بالخطر. الظل لا يُكمل، بل يتبع. علاقة الحب التي تتحوّل إلى اعتماد كامل على الآخر – عاطفيًا، نفسيًا، وحتى فكريًا – قد تبدو في البداية رومانسية، لكنها سرعان ما تُفقد الإنسان توازنه. الاعتماد الكامل يُفقدنا ذاتنا، ويجعل العلاقة هشّة، تقوم على الخوف من الفقد أكثر من الحب الحقيقي.

كيف تفصلين بين الحب والاعتماد؟
اسألي نفسك: من أنا خارج العلاقة؟
هل لديكِ اهتمامات، أحلام، حياة مستقلة تستمر خارج وجود الشريك؟ أم أصبحتِ لا تعرفين نفسك إلا من خلاله؟

هل يمكنكِ اتخاذ قراراتك بنفسك؟
الحب لا يعني تفويض قراراتك للطرف الآخر. الشريك الجيد يدعمك في قراراتك، لا يتخذها عنك.

هل وجود الشريك يضيف لكِ أم يكمّلك؟
من الخطأ أن نبحث عن "نصفنا الآخر"، بل علينا أن نكون "كاملين" لنحب ونعطي من دون أن نذوب.

هل العلاقة تُشعرك بالأمان أم بالخوف من الهجر؟
الحب المبني على القلق من فقدان الآخر يُولّد تبعية، لا ارتباطًا صحيًا.

في الختام: الحب نضج لا ذوبان
أن تحبي شريكك لا يعني أن تتخلي عن ذاتك، بل أن تتشاركي معه الرحلة، وأنتِ ما زلتِ تملكين الاتجاه والبوصلة. الشريك ليس مرآة فقط، ولا ظلًا فقط… بل هو رفيق درب يعكسك أحيانًا، ويسير بجانبك أحيانًا، لكنه لا يسبقك ولا يختبئ خلفك.