في هذا اليوم الثاني من أيار 1953 أقسم المغفور له الملك الحسين رحمه الله اليمين الدستورية ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية ، وكان عمره فقط 18 سنة قمرية ، لكن الاعباء والتحديات التي تميزت بها تلك الفترة كانت قاسية .
بعد القسم مباشرة القى جلالة الملك الحسين خطابا هو أول خطاب ملكي ، قال فيه: ' وأنه يطيب لي أن أستهل هذا العهد بتحيتكم تحية صادقة صادرة من قلب يفيض بحبكم ويستهدي بوفائكم وصادق ولائكم '
ولكن ما جاء في الخطاب ذاته هو استحضار لقادم الايام وما ستحمله من متاعب حين قال جلالته : ' فكان ان اخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من اجلكم والعمل لخيركم واعداد وطننا الغالي الذي فيه نحيا وفيه نموت'' .
وكأن عنوان ' مجانبة الراحة ' هو ميزة هذه القيادة التى ترى المستقبل انه لن يكون معك دون تضحيات ومواقف شجاعة وتحديات صعبة .
واجه المغفور له الملك الحسين مواقف صعبة ابرزها تلك المعاداة التقليدية للعرش الهاشمي من بعض دول الجوار بسبب حجة واهية وهي ان قيادة الجيش الاردني هي بريطانية استعمارية ، فكان القرار الجريء بتعريب قيادة الجيش ، ولكن هذا القرار لم يوقف حلقة التآمر التي استمرت وواجهها جلالة الحسين بحنكة ودخلنا الى بر الامان مؤقتا . 47 عاما هي مسيرة كانت تجمع بين البناء وتحقيق تنمية واضحة في كل المجالات ، وبين محاولات الاغتيال والاعتداءات الداخلية والحدود الملتهبة وتعرض القرى الامامية لقصف العدو وتسلله وارتكاب المجازر .
ولا غرابة أن يكتب الحسين رحمه الله ليقول : ' يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا ' والألم ليس داخليا فحسب ، بل من معاناته مع العرب الذين اعتقد جلالته انه في كل لقاء قمة تتقارب القلوب وتتحسن نوايا العمل ،و كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يقدر قيمة العروبة وضرورة ان تكون هي موجهنا في عملنا وعلاقاتنا ، وكثيراما يردد بيت الشعر التالي :
ولعل مسار العروبة يختلف اليوم ، ويتدحرج حينا ويتعوكل حينا آخر ، وربما احداث غزة اليوم أسقطت كل أوراق التوت . سبعة واربعون عاما يسميها جلالته رحمه الله بالرحلة الطويلة ، أو رحلة عذاب الضمير ، ورغم كل المؤامرات والفتن فلم يكن قلبه الى مسكنا لحب الاردنيين ، بقمة التواضع واخلاق الهاشميين ويقول :
' ما كنت في نظرهم سوى الحسين بلا مراسم ولا تشريفات، ولكن تقاليد بدوية حميمة تقوم على ثلاث مبادئ هي معاني الشرف والشجاعة والضيافة '
،وربما نجد في عنوان كتاب المغفور له الحسين بن طلال ' Un Easy Lies A Head ' وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا ، ويتحدث عن حقبة العشر سنوات الاولى من حكم جلالته من عام 1953 الى 1963 نجد في هذا الكتاب متاعب الحكم وقساوة التحديات ،ومواجهة محاولات الاغتيال لجلالته ،وتعدد حالات اغلاق الحدود علينا من عربنا ،والقضاء على الاسرة الهاشمية في بغداد ومن حينها ما توقف شلال الدم هناك ، ومحاولة اسقاط طائرة الحسين في سماء دمشق عام 1958 ، ورغم كل الاحداث المؤلمة بوقائعها ونتائجها فإن الاردن ما حاد عن عروبته ودفع باهض الاثمان في سبيل ذلك من مثل احداث العراق ، ولكن ما توقف الاردن عن تنفيذ خطط تنموية شملت كل قطاعات الحياة ،وما توقف عن خدمة قضايا الامة العربية ،
وكانت مقولة الحسين رحمه الله ' الانسان أغلى ما نملك' هي عنوان مرحلة تميزت بالبناء والاعمار وخدمة المجتمع الاردني ، وكان الجندي هو الأغلى عند الحسين ، وليس بعيدا كلمات المغفور له الملك الحسين حين خاطب ضباط الجيش في لقاء في مدينة الحسين الطبية بتاريخ 14 أيار 1997وهو يقول لهم : ''' من يحمل السلاح في وجه العسكري أو الشرطي منتميا لهذه القوات المسلحة أو من يطلق النار عليه يجب أن يُحرق. '''
قائد أمة له المكانة المرموقة في العالم ، وبطل سلام بكل شجاعة ، جلالة الحسين طيب الله ثراه عاش قائداً يقرأ المستقبل، ويقدم النصح السديد لكل الاشقاء والاصدقاء في مجال تحقيق الافضل للمنطقة، فما ادخر جهداً في سبيل خدمة القضية الفلسطينية التي ضحى من اجلها الاردنيون بالكثير واستمر جلالته يرحمه الله حتى ايامه الاخيرة وهو يرعى الجهود لدفع العملية السلمية في المنطقة لا يمنعه المرض والتعب،وهو يقول طيب الله ثراه:
( فالجسد إلى فناء، والخير والعطاء إلى بقاء،) وسلام من الأردنيين عليك .. سلام يوم ولدت في ارض عمان العروبة والمجد، ويوم تنشّأت فيها عربيا هاشميا في كنف جدك المؤسس الشهيد، تعلمت القيادة وعرفت محبة الشعب الذي احبك ، فاخلصت، واخلص وأوفى بالعهد، فكان الوفاء الموصول ، سلام من القدس والأقصى التي خدمت واحببت والمسيرة تمضي بمن توسمت فيه الخير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وعلى العهد نمضي .
في هذا اليوم الثاني من أيار 1953 أقسم المغفور له الملك الحسين رحمه الله اليمين الدستورية ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية ، وكان عمره فقط 18 سنة قمرية ، لكن الاعباء والتحديات التي تميزت بها تلك الفترة كانت قاسية .
بعد القسم مباشرة القى جلالة الملك الحسين خطابا هو أول خطاب ملكي ، قال فيه: ' وأنه يطيب لي أن أستهل هذا العهد بتحيتكم تحية صادقة صادرة من قلب يفيض بحبكم ويستهدي بوفائكم وصادق ولائكم '
ولكن ما جاء في الخطاب ذاته هو استحضار لقادم الايام وما ستحمله من متاعب حين قال جلالته : ' فكان ان اخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من اجلكم والعمل لخيركم واعداد وطننا الغالي الذي فيه نحيا وفيه نموت'' .
وكأن عنوان ' مجانبة الراحة ' هو ميزة هذه القيادة التى ترى المستقبل انه لن يكون معك دون تضحيات ومواقف شجاعة وتحديات صعبة .
واجه المغفور له الملك الحسين مواقف صعبة ابرزها تلك المعاداة التقليدية للعرش الهاشمي من بعض دول الجوار بسبب حجة واهية وهي ان قيادة الجيش الاردني هي بريطانية استعمارية ، فكان القرار الجريء بتعريب قيادة الجيش ، ولكن هذا القرار لم يوقف حلقة التآمر التي استمرت وواجهها جلالة الحسين بحنكة ودخلنا الى بر الامان مؤقتا . 47 عاما هي مسيرة كانت تجمع بين البناء وتحقيق تنمية واضحة في كل المجالات ، وبين محاولات الاغتيال والاعتداءات الداخلية والحدود الملتهبة وتعرض القرى الامامية لقصف العدو وتسلله وارتكاب المجازر .
ولا غرابة أن يكتب الحسين رحمه الله ليقول : ' يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا ' والألم ليس داخليا فحسب ، بل من معاناته مع العرب الذين اعتقد جلالته انه في كل لقاء قمة تتقارب القلوب وتتحسن نوايا العمل ،و كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يقدر قيمة العروبة وضرورة ان تكون هي موجهنا في عملنا وعلاقاتنا ، وكثيراما يردد بيت الشعر التالي :
ولعل مسار العروبة يختلف اليوم ، ويتدحرج حينا ويتعوكل حينا آخر ، وربما احداث غزة اليوم أسقطت كل أوراق التوت . سبعة واربعون عاما يسميها جلالته رحمه الله بالرحلة الطويلة ، أو رحلة عذاب الضمير ، ورغم كل المؤامرات والفتن فلم يكن قلبه الى مسكنا لحب الاردنيين ، بقمة التواضع واخلاق الهاشميين ويقول :
' ما كنت في نظرهم سوى الحسين بلا مراسم ولا تشريفات، ولكن تقاليد بدوية حميمة تقوم على ثلاث مبادئ هي معاني الشرف والشجاعة والضيافة '
،وربما نجد في عنوان كتاب المغفور له الحسين بن طلال ' Un Easy Lies A Head ' وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا ، ويتحدث عن حقبة العشر سنوات الاولى من حكم جلالته من عام 1953 الى 1963 نجد في هذا الكتاب متاعب الحكم وقساوة التحديات ،ومواجهة محاولات الاغتيال لجلالته ،وتعدد حالات اغلاق الحدود علينا من عربنا ،والقضاء على الاسرة الهاشمية في بغداد ومن حينها ما توقف شلال الدم هناك ، ومحاولة اسقاط طائرة الحسين في سماء دمشق عام 1958 ، ورغم كل الاحداث المؤلمة بوقائعها ونتائجها فإن الاردن ما حاد عن عروبته ودفع باهض الاثمان في سبيل ذلك من مثل احداث العراق ، ولكن ما توقف الاردن عن تنفيذ خطط تنموية شملت كل قطاعات الحياة ،وما توقف عن خدمة قضايا الامة العربية ،
وكانت مقولة الحسين رحمه الله ' الانسان أغلى ما نملك' هي عنوان مرحلة تميزت بالبناء والاعمار وخدمة المجتمع الاردني ، وكان الجندي هو الأغلى عند الحسين ، وليس بعيدا كلمات المغفور له الملك الحسين حين خاطب ضباط الجيش في لقاء في مدينة الحسين الطبية بتاريخ 14 أيار 1997وهو يقول لهم : ''' من يحمل السلاح في وجه العسكري أو الشرطي منتميا لهذه القوات المسلحة أو من يطلق النار عليه يجب أن يُحرق. '''
قائد أمة له المكانة المرموقة في العالم ، وبطل سلام بكل شجاعة ، جلالة الحسين طيب الله ثراه عاش قائداً يقرأ المستقبل، ويقدم النصح السديد لكل الاشقاء والاصدقاء في مجال تحقيق الافضل للمنطقة، فما ادخر جهداً في سبيل خدمة القضية الفلسطينية التي ضحى من اجلها الاردنيون بالكثير واستمر جلالته يرحمه الله حتى ايامه الاخيرة وهو يرعى الجهود لدفع العملية السلمية في المنطقة لا يمنعه المرض والتعب،وهو يقول طيب الله ثراه:
( فالجسد إلى فناء، والخير والعطاء إلى بقاء،) وسلام من الأردنيين عليك .. سلام يوم ولدت في ارض عمان العروبة والمجد، ويوم تنشّأت فيها عربيا هاشميا في كنف جدك المؤسس الشهيد، تعلمت القيادة وعرفت محبة الشعب الذي احبك ، فاخلصت، واخلص وأوفى بالعهد، فكان الوفاء الموصول ، سلام من القدس والأقصى التي خدمت واحببت والمسيرة تمضي بمن توسمت فيه الخير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وعلى العهد نمضي .
في هذا اليوم الثاني من أيار 1953 أقسم المغفور له الملك الحسين رحمه الله اليمين الدستورية ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية ، وكان عمره فقط 18 سنة قمرية ، لكن الاعباء والتحديات التي تميزت بها تلك الفترة كانت قاسية .
بعد القسم مباشرة القى جلالة الملك الحسين خطابا هو أول خطاب ملكي ، قال فيه: ' وأنه يطيب لي أن أستهل هذا العهد بتحيتكم تحية صادقة صادرة من قلب يفيض بحبكم ويستهدي بوفائكم وصادق ولائكم '
ولكن ما جاء في الخطاب ذاته هو استحضار لقادم الايام وما ستحمله من متاعب حين قال جلالته : ' فكان ان اخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من اجلكم والعمل لخيركم واعداد وطننا الغالي الذي فيه نحيا وفيه نموت'' .
وكأن عنوان ' مجانبة الراحة ' هو ميزة هذه القيادة التى ترى المستقبل انه لن يكون معك دون تضحيات ومواقف شجاعة وتحديات صعبة .
واجه المغفور له الملك الحسين مواقف صعبة ابرزها تلك المعاداة التقليدية للعرش الهاشمي من بعض دول الجوار بسبب حجة واهية وهي ان قيادة الجيش الاردني هي بريطانية استعمارية ، فكان القرار الجريء بتعريب قيادة الجيش ، ولكن هذا القرار لم يوقف حلقة التآمر التي استمرت وواجهها جلالة الحسين بحنكة ودخلنا الى بر الامان مؤقتا . 47 عاما هي مسيرة كانت تجمع بين البناء وتحقيق تنمية واضحة في كل المجالات ، وبين محاولات الاغتيال والاعتداءات الداخلية والحدود الملتهبة وتعرض القرى الامامية لقصف العدو وتسلله وارتكاب المجازر .
ولا غرابة أن يكتب الحسين رحمه الله ليقول : ' يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا ' والألم ليس داخليا فحسب ، بل من معاناته مع العرب الذين اعتقد جلالته انه في كل لقاء قمة تتقارب القلوب وتتحسن نوايا العمل ،و كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يقدر قيمة العروبة وضرورة ان تكون هي موجهنا في عملنا وعلاقاتنا ، وكثيراما يردد بيت الشعر التالي :
ولعل مسار العروبة يختلف اليوم ، ويتدحرج حينا ويتعوكل حينا آخر ، وربما احداث غزة اليوم أسقطت كل أوراق التوت . سبعة واربعون عاما يسميها جلالته رحمه الله بالرحلة الطويلة ، أو رحلة عذاب الضمير ، ورغم كل المؤامرات والفتن فلم يكن قلبه الى مسكنا لحب الاردنيين ، بقمة التواضع واخلاق الهاشميين ويقول :
' ما كنت في نظرهم سوى الحسين بلا مراسم ولا تشريفات، ولكن تقاليد بدوية حميمة تقوم على ثلاث مبادئ هي معاني الشرف والشجاعة والضيافة '
،وربما نجد في عنوان كتاب المغفور له الحسين بن طلال ' Un Easy Lies A Head ' وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا ، ويتحدث عن حقبة العشر سنوات الاولى من حكم جلالته من عام 1953 الى 1963 نجد في هذا الكتاب متاعب الحكم وقساوة التحديات ،ومواجهة محاولات الاغتيال لجلالته ،وتعدد حالات اغلاق الحدود علينا من عربنا ،والقضاء على الاسرة الهاشمية في بغداد ومن حينها ما توقف شلال الدم هناك ، ومحاولة اسقاط طائرة الحسين في سماء دمشق عام 1958 ، ورغم كل الاحداث المؤلمة بوقائعها ونتائجها فإن الاردن ما حاد عن عروبته ودفع باهض الاثمان في سبيل ذلك من مثل احداث العراق ، ولكن ما توقف الاردن عن تنفيذ خطط تنموية شملت كل قطاعات الحياة ،وما توقف عن خدمة قضايا الامة العربية ،
وكانت مقولة الحسين رحمه الله ' الانسان أغلى ما نملك' هي عنوان مرحلة تميزت بالبناء والاعمار وخدمة المجتمع الاردني ، وكان الجندي هو الأغلى عند الحسين ، وليس بعيدا كلمات المغفور له الملك الحسين حين خاطب ضباط الجيش في لقاء في مدينة الحسين الطبية بتاريخ 14 أيار 1997وهو يقول لهم : ''' من يحمل السلاح في وجه العسكري أو الشرطي منتميا لهذه القوات المسلحة أو من يطلق النار عليه يجب أن يُحرق. '''
قائد أمة له المكانة المرموقة في العالم ، وبطل سلام بكل شجاعة ، جلالة الحسين طيب الله ثراه عاش قائداً يقرأ المستقبل، ويقدم النصح السديد لكل الاشقاء والاصدقاء في مجال تحقيق الافضل للمنطقة، فما ادخر جهداً في سبيل خدمة القضية الفلسطينية التي ضحى من اجلها الاردنيون بالكثير واستمر جلالته يرحمه الله حتى ايامه الاخيرة وهو يرعى الجهود لدفع العملية السلمية في المنطقة لا يمنعه المرض والتعب،وهو يقول طيب الله ثراه:
( فالجسد إلى فناء، والخير والعطاء إلى بقاء،) وسلام من الأردنيين عليك .. سلام يوم ولدت في ارض عمان العروبة والمجد، ويوم تنشّأت فيها عربيا هاشميا في كنف جدك المؤسس الشهيد، تعلمت القيادة وعرفت محبة الشعب الذي احبك ، فاخلصت، واخلص وأوفى بالعهد، فكان الوفاء الموصول ، سلام من القدس والأقصى التي خدمت واحببت والمسيرة تمضي بمن توسمت فيه الخير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وعلى العهد نمضي .
التعليقات
في ذكرى تسلم الراحل الحسين لسلطاته الدستورية: أخذت العهد على نفسي على مجانبة الراحة
التعليقات