زرت الكرك مرات عديدة ولأهداف مختلفة، اولها كان عام 1967 ومنها زيارة اخرى كنت اضع فيها كتابي عن الكرك وعنوانه، (الكرك حكمت القاهرة، وسيرت الفتح الثاني للقدس)، والذي استغرق مني سنتين، وقد رعته شركة البوتاس العربية.
وقد عاودت زيارة الكرك أكثر من مرة، بعد أن قرأت تاريخها، وفي كل مرة كنت أخرج بانطباع سلبي عن حالة المدينة الحالية خاصة قصبة الكرك، الدوار، والبركة والميدان والشارع الرئيسي المؤدي الى الغور، فقد أصبحت أجزاء من المدينة التي تتزاحم فيها البسطات الخارجة عن القانون والتي تبيع بضائع مخالفة تغلق الشوارع وتزعج المارة والسكان، وتحول دون تطور المدينة وزيارتها وجذب السياح اليها.
وما رأيته من تزاحم باصات (الكوستر) حيث اعتقد أن الموجود منها في الكرك يزيد عن عشرين ألفاً في وضع من الفوضى وسط تعليمات مضطربة تسمح بدخول المدينة السياحية وأحيانا لا تسمح ووسط احتجاجات يقررها اشخاص دون مراعاة المصلحة العامة.
فقد أصبحت بعض المواقع ملاذا للفارين أو المطلوبين والمتعاطين والمتسولين والوافدين.
الحالة في الكرك لا تسر من حيث واقع البيئة والتنظيم في وسط المدينة القديمة، وقد زارها جلالة الملك أخيراً مرتين، كما زارها سمو ولي العهد الحسين حين زار مضافة المجالي ، ولكن لم يجر التغيير الذي طلبه الى أن عاود الملك الزيارة اخيراً، ليذكر أن اشياء لم تتغير، وهذا يذكرنا بمصعد مستشفى البشير قبل سنوات طويلة، حين زار الملك الراحل الحسين المستشفى، أكثر من مرة ليجد أن المصعد لم يصلح، وأنه وضع عليه يافطة 'معطل' وعدم الاستعمال.
المشكلة مع الموظفين والمعنين، فالملك لا ينسى ويتذكر الأشياء بشكل جيد، وحين يطلب شيئاً فيهمله البعض، يعود للتذكير به مرة أخرى، وهذا أمر أصبح معروفاً،
حان الوقت لإصلاح حال المدينة السياحية التي لا بد أن يعاد تاهليها لتدخل في إطار رعاية اليونسكو كما دخلت مدن أخرى، مثل السلط ومادبا، وهذا الأمر يحتاج الى عمل كبير وجهود ملموسة، وكف يد العابثين الذين لا يسمحون بانفاذ القوانين أو التغيير.
كانت الكرك عظيمة في التاريخ وكانت تقع على طريق الملوك المؤدية الى مصر، وكان يتربع وسطها تمثال لصلاح الدين الأيوبي، محررها من الفرنجة، ولكنه اقتلع اخيرا وغاب دون أن يستبدل،او يفهم لماذا وعلينا ان نذكر أمجادها التي عاشتها، وهي عاصمة من عواصم المماليك، اذ عاش فيها منفياً السلطان الناصر بن أحمد بن قلاوون الذي أدار منها القاهرة وراسلها بالحمام الزاجل وكذلك بلاد الشام قبل أن يعود الى مصر وينتهي ملكه، وقد حمل اليها الموازنات واختام السلطة ورموز سيادتها، ويكفي الاطلاع على ما كتبه الرحالة ابن بطوطة عن قلعتها وواقعها.لنعرف الكثير
كانت الكرك قد اخذت شهرتها كونها على طريق الملوك، وكذلك مدينة الشوبك، المدينتين اللتين سطع نجمهما في التاريخ، بقلاعهما ولكن هذا الدور اختفى بوجود سكة الحديد الحجازية القادمة من الشام، فبرزت بديل ذلك مدينتان على السكة، هما عمان ومعان، كمحطتين على السكة وتطورتها.
الكرك بحاجة الى عناية افضل وعلى ابنائها تحمل مسؤولية ذلك، خاصة بعد أن بدأت الدولة اخيراً طرح مجموعة من الأفكار الملكية والمشاريع بحضور رئيس الوزراء جعفر حسان ، حيث أعطى الملك على سبيل المثال الأولوية لإقامة تلفريك في الكرك قبل عمان بعد نجاح تجربة تلفريك عجلون ومردوداته الاقتصادية والسياحية، ليربط قلعتها ويحيي سياحة مميزة فيها وهناك مشاريع أخرى كان لا بد أن تزدهر، خاصة وأن في الكرك جامعة مؤتة المعروفة بجناحيها المدني والعسكري، وكان لا بد أن تصنع بيئة اقتصادية واعدة كما فعلت جامعات أخرى مثل اليرموك في اربد وغيرها.
ما وعد به رئيس الوزراء أمام جلالة الملك، يأتي ضمن برنامج الحكومة الجديد الذي يقوم من الميدان ومن خلال الزيارات لتشخيص الوضع القائم في المدن.
الكرك وخاصة قصبتها بحاجة الى تطوير واسع يضمن تدفق السياحة ويضمن إعادة الروح للبلد، وتمثل دورها كمدينة اساسية في المملكة واختيار من يستطيع ان ينجز المشاريع من حكام اداريين أو رؤساء بلديات أو مؤهلين بالابتعاد عن المصالح الضيقة والمحسوبية التي اضرت بها كثيراً.
عودة الملك الى الكرك، فيها رسائل وعبرة، وهي عودة جادة للتغيير الذي لا يسمح أن يظل رهينة، لتبقى الكرك تعاني سوء أحوالها الاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية والأمنية.
زرت الكرك مرات عديدة ولأهداف مختلفة، اولها كان عام 1967 ومنها زيارة اخرى كنت اضع فيها كتابي عن الكرك وعنوانه، (الكرك حكمت القاهرة، وسيرت الفتح الثاني للقدس)، والذي استغرق مني سنتين، وقد رعته شركة البوتاس العربية.
وقد عاودت زيارة الكرك أكثر من مرة، بعد أن قرأت تاريخها، وفي كل مرة كنت أخرج بانطباع سلبي عن حالة المدينة الحالية خاصة قصبة الكرك، الدوار، والبركة والميدان والشارع الرئيسي المؤدي الى الغور، فقد أصبحت أجزاء من المدينة التي تتزاحم فيها البسطات الخارجة عن القانون والتي تبيع بضائع مخالفة تغلق الشوارع وتزعج المارة والسكان، وتحول دون تطور المدينة وزيارتها وجذب السياح اليها.
وما رأيته من تزاحم باصات (الكوستر) حيث اعتقد أن الموجود منها في الكرك يزيد عن عشرين ألفاً في وضع من الفوضى وسط تعليمات مضطربة تسمح بدخول المدينة السياحية وأحيانا لا تسمح ووسط احتجاجات يقررها اشخاص دون مراعاة المصلحة العامة.
فقد أصبحت بعض المواقع ملاذا للفارين أو المطلوبين والمتعاطين والمتسولين والوافدين.
الحالة في الكرك لا تسر من حيث واقع البيئة والتنظيم في وسط المدينة القديمة، وقد زارها جلالة الملك أخيراً مرتين، كما زارها سمو ولي العهد الحسين حين زار مضافة المجالي ، ولكن لم يجر التغيير الذي طلبه الى أن عاود الملك الزيارة اخيراً، ليذكر أن اشياء لم تتغير، وهذا يذكرنا بمصعد مستشفى البشير قبل سنوات طويلة، حين زار الملك الراحل الحسين المستشفى، أكثر من مرة ليجد أن المصعد لم يصلح، وأنه وضع عليه يافطة 'معطل' وعدم الاستعمال.
المشكلة مع الموظفين والمعنين، فالملك لا ينسى ويتذكر الأشياء بشكل جيد، وحين يطلب شيئاً فيهمله البعض، يعود للتذكير به مرة أخرى، وهذا أمر أصبح معروفاً،
حان الوقت لإصلاح حال المدينة السياحية التي لا بد أن يعاد تاهليها لتدخل في إطار رعاية اليونسكو كما دخلت مدن أخرى، مثل السلط ومادبا، وهذا الأمر يحتاج الى عمل كبير وجهود ملموسة، وكف يد العابثين الذين لا يسمحون بانفاذ القوانين أو التغيير.
كانت الكرك عظيمة في التاريخ وكانت تقع على طريق الملوك المؤدية الى مصر، وكان يتربع وسطها تمثال لصلاح الدين الأيوبي، محررها من الفرنجة، ولكنه اقتلع اخيرا وغاب دون أن يستبدل،او يفهم لماذا وعلينا ان نذكر أمجادها التي عاشتها، وهي عاصمة من عواصم المماليك، اذ عاش فيها منفياً السلطان الناصر بن أحمد بن قلاوون الذي أدار منها القاهرة وراسلها بالحمام الزاجل وكذلك بلاد الشام قبل أن يعود الى مصر وينتهي ملكه، وقد حمل اليها الموازنات واختام السلطة ورموز سيادتها، ويكفي الاطلاع على ما كتبه الرحالة ابن بطوطة عن قلعتها وواقعها.لنعرف الكثير
كانت الكرك قد اخذت شهرتها كونها على طريق الملوك، وكذلك مدينة الشوبك، المدينتين اللتين سطع نجمهما في التاريخ، بقلاعهما ولكن هذا الدور اختفى بوجود سكة الحديد الحجازية القادمة من الشام، فبرزت بديل ذلك مدينتان على السكة، هما عمان ومعان، كمحطتين على السكة وتطورتها.
الكرك بحاجة الى عناية افضل وعلى ابنائها تحمل مسؤولية ذلك، خاصة بعد أن بدأت الدولة اخيراً طرح مجموعة من الأفكار الملكية والمشاريع بحضور رئيس الوزراء جعفر حسان ، حيث أعطى الملك على سبيل المثال الأولوية لإقامة تلفريك في الكرك قبل عمان بعد نجاح تجربة تلفريك عجلون ومردوداته الاقتصادية والسياحية، ليربط قلعتها ويحيي سياحة مميزة فيها وهناك مشاريع أخرى كان لا بد أن تزدهر، خاصة وأن في الكرك جامعة مؤتة المعروفة بجناحيها المدني والعسكري، وكان لا بد أن تصنع بيئة اقتصادية واعدة كما فعلت جامعات أخرى مثل اليرموك في اربد وغيرها.
ما وعد به رئيس الوزراء أمام جلالة الملك، يأتي ضمن برنامج الحكومة الجديد الذي يقوم من الميدان ومن خلال الزيارات لتشخيص الوضع القائم في المدن.
الكرك وخاصة قصبتها بحاجة الى تطوير واسع يضمن تدفق السياحة ويضمن إعادة الروح للبلد، وتمثل دورها كمدينة اساسية في المملكة واختيار من يستطيع ان ينجز المشاريع من حكام اداريين أو رؤساء بلديات أو مؤهلين بالابتعاد عن المصالح الضيقة والمحسوبية التي اضرت بها كثيراً.
عودة الملك الى الكرك، فيها رسائل وعبرة، وهي عودة جادة للتغيير الذي لا يسمح أن يظل رهينة، لتبقى الكرك تعاني سوء أحوالها الاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية والأمنية.
زرت الكرك مرات عديدة ولأهداف مختلفة، اولها كان عام 1967 ومنها زيارة اخرى كنت اضع فيها كتابي عن الكرك وعنوانه، (الكرك حكمت القاهرة، وسيرت الفتح الثاني للقدس)، والذي استغرق مني سنتين، وقد رعته شركة البوتاس العربية.
وقد عاودت زيارة الكرك أكثر من مرة، بعد أن قرأت تاريخها، وفي كل مرة كنت أخرج بانطباع سلبي عن حالة المدينة الحالية خاصة قصبة الكرك، الدوار، والبركة والميدان والشارع الرئيسي المؤدي الى الغور، فقد أصبحت أجزاء من المدينة التي تتزاحم فيها البسطات الخارجة عن القانون والتي تبيع بضائع مخالفة تغلق الشوارع وتزعج المارة والسكان، وتحول دون تطور المدينة وزيارتها وجذب السياح اليها.
وما رأيته من تزاحم باصات (الكوستر) حيث اعتقد أن الموجود منها في الكرك يزيد عن عشرين ألفاً في وضع من الفوضى وسط تعليمات مضطربة تسمح بدخول المدينة السياحية وأحيانا لا تسمح ووسط احتجاجات يقررها اشخاص دون مراعاة المصلحة العامة.
فقد أصبحت بعض المواقع ملاذا للفارين أو المطلوبين والمتعاطين والمتسولين والوافدين.
الحالة في الكرك لا تسر من حيث واقع البيئة والتنظيم في وسط المدينة القديمة، وقد زارها جلالة الملك أخيراً مرتين، كما زارها سمو ولي العهد الحسين حين زار مضافة المجالي ، ولكن لم يجر التغيير الذي طلبه الى أن عاود الملك الزيارة اخيراً، ليذكر أن اشياء لم تتغير، وهذا يذكرنا بمصعد مستشفى البشير قبل سنوات طويلة، حين زار الملك الراحل الحسين المستشفى، أكثر من مرة ليجد أن المصعد لم يصلح، وأنه وضع عليه يافطة 'معطل' وعدم الاستعمال.
المشكلة مع الموظفين والمعنين، فالملك لا ينسى ويتذكر الأشياء بشكل جيد، وحين يطلب شيئاً فيهمله البعض، يعود للتذكير به مرة أخرى، وهذا أمر أصبح معروفاً،
حان الوقت لإصلاح حال المدينة السياحية التي لا بد أن يعاد تاهليها لتدخل في إطار رعاية اليونسكو كما دخلت مدن أخرى، مثل السلط ومادبا، وهذا الأمر يحتاج الى عمل كبير وجهود ملموسة، وكف يد العابثين الذين لا يسمحون بانفاذ القوانين أو التغيير.
كانت الكرك عظيمة في التاريخ وكانت تقع على طريق الملوك المؤدية الى مصر، وكان يتربع وسطها تمثال لصلاح الدين الأيوبي، محررها من الفرنجة، ولكنه اقتلع اخيرا وغاب دون أن يستبدل،او يفهم لماذا وعلينا ان نذكر أمجادها التي عاشتها، وهي عاصمة من عواصم المماليك، اذ عاش فيها منفياً السلطان الناصر بن أحمد بن قلاوون الذي أدار منها القاهرة وراسلها بالحمام الزاجل وكذلك بلاد الشام قبل أن يعود الى مصر وينتهي ملكه، وقد حمل اليها الموازنات واختام السلطة ورموز سيادتها، ويكفي الاطلاع على ما كتبه الرحالة ابن بطوطة عن قلعتها وواقعها.لنعرف الكثير
كانت الكرك قد اخذت شهرتها كونها على طريق الملوك، وكذلك مدينة الشوبك، المدينتين اللتين سطع نجمهما في التاريخ، بقلاعهما ولكن هذا الدور اختفى بوجود سكة الحديد الحجازية القادمة من الشام، فبرزت بديل ذلك مدينتان على السكة، هما عمان ومعان، كمحطتين على السكة وتطورتها.
الكرك بحاجة الى عناية افضل وعلى ابنائها تحمل مسؤولية ذلك، خاصة بعد أن بدأت الدولة اخيراً طرح مجموعة من الأفكار الملكية والمشاريع بحضور رئيس الوزراء جعفر حسان ، حيث أعطى الملك على سبيل المثال الأولوية لإقامة تلفريك في الكرك قبل عمان بعد نجاح تجربة تلفريك عجلون ومردوداته الاقتصادية والسياحية، ليربط قلعتها ويحيي سياحة مميزة فيها وهناك مشاريع أخرى كان لا بد أن تزدهر، خاصة وأن في الكرك جامعة مؤتة المعروفة بجناحيها المدني والعسكري، وكان لا بد أن تصنع بيئة اقتصادية واعدة كما فعلت جامعات أخرى مثل اليرموك في اربد وغيرها.
ما وعد به رئيس الوزراء أمام جلالة الملك، يأتي ضمن برنامج الحكومة الجديد الذي يقوم من الميدان ومن خلال الزيارات لتشخيص الوضع القائم في المدن.
الكرك وخاصة قصبتها بحاجة الى تطوير واسع يضمن تدفق السياحة ويضمن إعادة الروح للبلد، وتمثل دورها كمدينة اساسية في المملكة واختيار من يستطيع ان ينجز المشاريع من حكام اداريين أو رؤساء بلديات أو مؤهلين بالابتعاد عن المصالح الضيقة والمحسوبية التي اضرت بها كثيراً.
عودة الملك الى الكرك، فيها رسائل وعبرة، وهي عودة جادة للتغيير الذي لا يسمح أن يظل رهينة، لتبقى الكرك تعاني سوء أحوالها الاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية والأمنية.
التعليقات