الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة يتوالى، والدول التي تُعلن ذلك تتمسك بضرورة تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وضرورة حلّ الدولتين.
الولايات المتحدة الأميركية تصف اعتراف عددٍ من حلفائها الرئيسيين بالدولة الفلسطينيّة بأنّه استعراضي.
ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعهد بأنّه لن تكون هنالك دولة فلسطينيّة، ويلوح بتوسيع الاستيطان وضم الضفّة الغربيّة.
فهل هناك ضوءٌ أخضر أميريكي لإسرائيل؟
وهل خطوات الاعتراف بفلسطين شكّليّة أم جوهريّة؟
وكيف ستردّ إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب استضاف يوم أمس قمّة أمريكية عربيّة إسلاميّة في نيويورك طرح فيها رؤيته نحو تحقيق السّلام.
القمّة جاءت في وقت توالت اعترافات عددٍ من الدول بالدولة الفلسطينيّة ضمن جهودٍ تقودها السعوديّة وفرنسا للدفع باتجاه حلّ الدولتين.
حلٌّ تعارضه واشنطن بطبيعة الحال، فيما تكمن التساؤلات حول؛ هل هناك ثقة بوجود رغبة للسّلام لدى الجانب الأميركي في هذا التوقيت؟
وهل يثق المواطن العربي والأوروبي بأنّ ترامب يريد السّلام في وقت يرفض فيه حلّ الدولتين ويلتمس للمتطرفين الأعذار لهم ويستمر في حرب غزّة ويزود إسرائيل بالأسلحة؟
وما هو مفهوم السّلام الذي يريده ترامب وهل يختلف عن مفهوم السّلام لدى الشركاء في الدول العربيّة؟
وهل السّلام الذي يريده ترامب هو الذي تريده إسرائيل والذي يتمثل في السّلام من خلال القوّة والقضاء على حركة حماس وتهجير أهالي غزّة والمجاعة الجماعيّة؟ وهل هي الطريق لإنهاء المأساة الإنسانيّة في القطاع؟
دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها من الدول تعترف بدولة فلسطين مستقلّة؛ لتنضم لبقية الدول التي اتخذت أو ستتخذ هذهِ الخطوة وهي دولٍ وازنة في المشهد الدولي، مثل إسبانيا وفرنسا والنرويج والسويد وغيرها، والتي جاءت قُبيل مؤتمر حل الدولتين والذي ترأسته فرنسا والسعودية وعقد في مدينة نيويورك يوم أمس الأول الاثنين.
رسالة هذهِ الدول لإسرائيل واضحة؛ هي أنّ تل أبيب لم تتخذ خطواتٍ جوهريّة ملموسة لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وأنّ حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد والمضمون لسّلامٍ مستدام.
رئيس الوزراء البريطاني أكّد أنّ هذه الخطوة ستسهم في عملية السّلام، في أهم محطّاتِ حلّ الدولتين.
نتنياهو ردّ بالقول بأنّ وجود الدولة الفلسطينيّة يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وبأنه سيرد على هذا التحرك بعد عودته من نيويورك.
أمّا اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قال بأنّ الرد الإسرائيلي سيكون عبر السيطرة الكاملة على الضفّة الغربيّة.
فما الضغط الذي تشكّله هذهِ الاعترافات على إسرائيل؟!.
وهل ستسهم في حلّ الصراع القائم منذ عقود؟ وكيف سترد الدول الغربيّة على خطّة التوسّع الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة؟.
الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينيّة هي خطوة في غاية الأهمية، وهي رسالة أمل للفلسطينيين كما وصفتها وزارة الخارجيّة الفلسطينيّة، وللضغط على الإسرائيليين وقطع الطريق على حركة حماس التي كرست الإنقسام في الداخل الفلسطيني خلال عقود مضت من الزمن، ووفرت الذرائع لإسرائيل لقتل إتفاقية أوسلو، والطعن في شرعيّة منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
صحيح أنّ الاعتراف من عدمه لا يمكن أن ينشيء دولةٍ فلسطينية؛ لأن الدولة حسب القانون الدولي تتطلب توفير الأرض المحددة وحكومة تمارس السيادة وقدرة على التعامل مع العالم؛ إلا أن هذهِ الاعترافات خطوة واضحة نحو دعم القضيّة الفلسطينيّة على أمل التوصل إلى حل الدولتين.
الفلسطينيون يمتلكون بعض المقومات التي هي متطلب لقيام الدولة؛ لكنّهم يفتقدون أخرى جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتوسع الاستيطان من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
إسرائيل تستخدم كل ما لديها من ذرائع لدفنِ حلِ الدولتين، لكنّ الاعترافات تعني بأنّ العالم لم يعد يقبل استمرار الوضع الراهن.
فهل هذهِ الاعترافات بداية مسار فعلي يقود إلى قيام دولة فلسطينيّة أم مجرد صدى رمزي يضيع وسط الواقع الصعب؟!.
بريطانيا التي هي في الذاكرة الجمعيّة العربيّة؛ إذ هي من أعطت فلسطين في العام ألفٍ وتسعمئة وسبعة عشر للجانب اليهودي؛ من خلال وعد بلفور الذي حرم الفلسطينيين من أرضهم، لكنّها اليوم تعترف بالدولة الفلسطينيّة، وهو ما يعني بأنّ لندن أدركت بعد عقودٍ من الزمن بأنّ إنكار إسرائيل للحق الفلسطيني بوجود أرضهم دفع لاتخاذ هذهِ القرارات المتتالية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لحلّ الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تهتم بها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية.
هذا الاعتراف خطوة في غاية الأهمية، لكنّ ما سيتبعه من خطوات فعليّة هو الأهم، لأن الخطوات التي من الممكن أن تلي الاعتراف تدل على التغيير الجوهري والأخلاقي في سياسات الدول التي أعترفت، وهو أمر مرهون في الاستعداد للتعامل مع الرد الإسرائيلي المرتقب من هذهِ القرارات، من خلال التصعيد واتخاذ خطوات عقابية ضد إسرائيل ربما تصل إلى عقوبات اقتصادية متدرّجة.
اللافت للانتباه بأنّ بريطانيا أعلنت الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية قُبيل عقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة دون انتظار، وهو أمر قد يكون مرتبطا بسياسة حزب العمال البريطاني الذي كان قد تعهد قبل فوزه بالانتخابات الأخيرة بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة.
الوضع الداخلي للحزب هو الذي دفع لاتخاذ هذا القرار؛ لكن جديّة هذا القرار مرتبط في مدى التأثير على وقف حرب الإبادة الجماعية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض ضم الضفّة الغربيّة.
فهل العناد السياسي بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة سيقرّب العالم من التوصل إلى حلّ الدولتين، وسيجعل الشرق الأوسط أفضل أم أنّه سيؤدي إلى ردّت فعل إسرائيليّة كبيرة ستدخل الدول الأوروبية إلى إشكالية مع واشنطن؟.
نتنياهو هو الآخر سيترقب اجتماعه مع ترمب لجس نبض الإدارة الأمريكية ومعرفة ما هو الدعم المقدّم من قبلها له قبل إتخاذ خطوات مرتقبة من جانب الحكومة المتطرفة الإسرائيليّة.
إسرائيل اليوم تعاني من إشكالية كبيرة في المجتمع الإسرائيلي الذي يضم مكونات تؤمن بضرورة التوصل إلى حلّ الدولتين، على نحوٍ يضمن بأنّ هذا الحل لا يمنح الفلسطينيين الكثير من حقوق هذهِ التسوية السياسيّة، في وقت توجد فيه الفئة الحاكمة المتطرفة التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني على الإطلاق.
فهل ستشكّل المواقف العربيّة والدوليّة المؤيدة للقضيّة الفلسطينيّة عامل ضغطٍ على المجتمع الأمريكي الذي يبحث عن مصالحه؟
لاشك بأنّ الضغط الشعبي مع التحول السياسي الذي تشهده المنطقة هو الذي دفع الدول الأوروبية لاتخاذ هذا الموقف، في وقت بات ما يزيد عن مليون وتسعمئة ألف غزي نازحين قسرًا في القطاع، حسب إعلان الأنروا قبل أيام، التي هي دعت إلى وقف الحرب، ومؤكّدة أن حجم الدمار في القطاع لا يمكن تصوره.
فمدينة غزّة وحدها شهدت نزوح أكثر من نصف مليون فلسطيني، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته هناك.
ورغم التنديد والضغط الدوليين لا يوجد حتى الآن حل أو خيار لوقف ما يجري في القطاع، خصوصًا مع مضي إسرائيل بالحل العسكري، وتوقف الحديث عن أي احتمالٍ لعقد أي اتفاق يوقف هذهِ الحرب.
فما تداعيات هذا النزوح الجماعي على المستوى الإنساني وما هي الحلول؟ وكيف يمكن وقف هذه المعاناة؟.
الخوف أن يكون اعتراف الدول الغربيّة بقيام الدولة الفلسطينيّة لا يعني إقامة دولةٍ حقيقية.
فهل هذهِ الدول التي تعترف بإسرائيل أولًا قادرة أن ترسم حدودها؟ وهل هي قادرة أن تمنع نتنياهو أن يتخذ من موجة الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين والتي اعتبرها هو بنفسه تهديدًا وجوديًا لإسرائيل من جعلها سبعة أكتوبر جديد لينقض على الضفّة ويحتل غزّة؟.
نتنياهو خلال الأيام الماضية كان واضحًا وهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى وتوسيع الاستيطان ومخططٍ للتهجير وقتل قضية شعب بأسره، وتغيير ديمغرافي تاريخي، وفرض السيادة على غور الأردن ومناطق في الضفّة الغربية، كردٍ على الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، بينما يتجسّد المشهد التاريخي في رفع العلم الفلسطيني على السفارة في لندن بعد اعتراف بريطانيا بفلسطين كدولة، في وقت يشهد قطاع غزة حملة إبادة وتجويع من طرف إسرائيل
الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة يتوالى، والدول التي تُعلن ذلك تتمسك بضرورة تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وضرورة حلّ الدولتين.
الولايات المتحدة الأميركية تصف اعتراف عددٍ من حلفائها الرئيسيين بالدولة الفلسطينيّة بأنّه استعراضي.
ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعهد بأنّه لن تكون هنالك دولة فلسطينيّة، ويلوح بتوسيع الاستيطان وضم الضفّة الغربيّة.
فهل هناك ضوءٌ أخضر أميريكي لإسرائيل؟
وهل خطوات الاعتراف بفلسطين شكّليّة أم جوهريّة؟
وكيف ستردّ إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب استضاف يوم أمس قمّة أمريكية عربيّة إسلاميّة في نيويورك طرح فيها رؤيته نحو تحقيق السّلام.
القمّة جاءت في وقت توالت اعترافات عددٍ من الدول بالدولة الفلسطينيّة ضمن جهودٍ تقودها السعوديّة وفرنسا للدفع باتجاه حلّ الدولتين.
حلٌّ تعارضه واشنطن بطبيعة الحال، فيما تكمن التساؤلات حول؛ هل هناك ثقة بوجود رغبة للسّلام لدى الجانب الأميركي في هذا التوقيت؟
وهل يثق المواطن العربي والأوروبي بأنّ ترامب يريد السّلام في وقت يرفض فيه حلّ الدولتين ويلتمس للمتطرفين الأعذار لهم ويستمر في حرب غزّة ويزود إسرائيل بالأسلحة؟
وما هو مفهوم السّلام الذي يريده ترامب وهل يختلف عن مفهوم السّلام لدى الشركاء في الدول العربيّة؟
وهل السّلام الذي يريده ترامب هو الذي تريده إسرائيل والذي يتمثل في السّلام من خلال القوّة والقضاء على حركة حماس وتهجير أهالي غزّة والمجاعة الجماعيّة؟ وهل هي الطريق لإنهاء المأساة الإنسانيّة في القطاع؟
دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها من الدول تعترف بدولة فلسطين مستقلّة؛ لتنضم لبقية الدول التي اتخذت أو ستتخذ هذهِ الخطوة وهي دولٍ وازنة في المشهد الدولي، مثل إسبانيا وفرنسا والنرويج والسويد وغيرها، والتي جاءت قُبيل مؤتمر حل الدولتين والذي ترأسته فرنسا والسعودية وعقد في مدينة نيويورك يوم أمس الأول الاثنين.
رسالة هذهِ الدول لإسرائيل واضحة؛ هي أنّ تل أبيب لم تتخذ خطواتٍ جوهريّة ملموسة لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وأنّ حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد والمضمون لسّلامٍ مستدام.
رئيس الوزراء البريطاني أكّد أنّ هذه الخطوة ستسهم في عملية السّلام، في أهم محطّاتِ حلّ الدولتين.
نتنياهو ردّ بالقول بأنّ وجود الدولة الفلسطينيّة يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وبأنه سيرد على هذا التحرك بعد عودته من نيويورك.
أمّا اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قال بأنّ الرد الإسرائيلي سيكون عبر السيطرة الكاملة على الضفّة الغربيّة.
فما الضغط الذي تشكّله هذهِ الاعترافات على إسرائيل؟!.
وهل ستسهم في حلّ الصراع القائم منذ عقود؟ وكيف سترد الدول الغربيّة على خطّة التوسّع الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة؟.
الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينيّة هي خطوة في غاية الأهمية، وهي رسالة أمل للفلسطينيين كما وصفتها وزارة الخارجيّة الفلسطينيّة، وللضغط على الإسرائيليين وقطع الطريق على حركة حماس التي كرست الإنقسام في الداخل الفلسطيني خلال عقود مضت من الزمن، ووفرت الذرائع لإسرائيل لقتل إتفاقية أوسلو، والطعن في شرعيّة منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
صحيح أنّ الاعتراف من عدمه لا يمكن أن ينشيء دولةٍ فلسطينية؛ لأن الدولة حسب القانون الدولي تتطلب توفير الأرض المحددة وحكومة تمارس السيادة وقدرة على التعامل مع العالم؛ إلا أن هذهِ الاعترافات خطوة واضحة نحو دعم القضيّة الفلسطينيّة على أمل التوصل إلى حل الدولتين.
الفلسطينيون يمتلكون بعض المقومات التي هي متطلب لقيام الدولة؛ لكنّهم يفتقدون أخرى جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتوسع الاستيطان من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
إسرائيل تستخدم كل ما لديها من ذرائع لدفنِ حلِ الدولتين، لكنّ الاعترافات تعني بأنّ العالم لم يعد يقبل استمرار الوضع الراهن.
فهل هذهِ الاعترافات بداية مسار فعلي يقود إلى قيام دولة فلسطينيّة أم مجرد صدى رمزي يضيع وسط الواقع الصعب؟!.
بريطانيا التي هي في الذاكرة الجمعيّة العربيّة؛ إذ هي من أعطت فلسطين في العام ألفٍ وتسعمئة وسبعة عشر للجانب اليهودي؛ من خلال وعد بلفور الذي حرم الفلسطينيين من أرضهم، لكنّها اليوم تعترف بالدولة الفلسطينيّة، وهو ما يعني بأنّ لندن أدركت بعد عقودٍ من الزمن بأنّ إنكار إسرائيل للحق الفلسطيني بوجود أرضهم دفع لاتخاذ هذهِ القرارات المتتالية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لحلّ الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تهتم بها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية.
هذا الاعتراف خطوة في غاية الأهمية، لكنّ ما سيتبعه من خطوات فعليّة هو الأهم، لأن الخطوات التي من الممكن أن تلي الاعتراف تدل على التغيير الجوهري والأخلاقي في سياسات الدول التي أعترفت، وهو أمر مرهون في الاستعداد للتعامل مع الرد الإسرائيلي المرتقب من هذهِ القرارات، من خلال التصعيد واتخاذ خطوات عقابية ضد إسرائيل ربما تصل إلى عقوبات اقتصادية متدرّجة.
اللافت للانتباه بأنّ بريطانيا أعلنت الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية قُبيل عقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة دون انتظار، وهو أمر قد يكون مرتبطا بسياسة حزب العمال البريطاني الذي كان قد تعهد قبل فوزه بالانتخابات الأخيرة بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة.
الوضع الداخلي للحزب هو الذي دفع لاتخاذ هذا القرار؛ لكن جديّة هذا القرار مرتبط في مدى التأثير على وقف حرب الإبادة الجماعية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض ضم الضفّة الغربيّة.
فهل العناد السياسي بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة سيقرّب العالم من التوصل إلى حلّ الدولتين، وسيجعل الشرق الأوسط أفضل أم أنّه سيؤدي إلى ردّت فعل إسرائيليّة كبيرة ستدخل الدول الأوروبية إلى إشكالية مع واشنطن؟.
نتنياهو هو الآخر سيترقب اجتماعه مع ترمب لجس نبض الإدارة الأمريكية ومعرفة ما هو الدعم المقدّم من قبلها له قبل إتخاذ خطوات مرتقبة من جانب الحكومة المتطرفة الإسرائيليّة.
إسرائيل اليوم تعاني من إشكالية كبيرة في المجتمع الإسرائيلي الذي يضم مكونات تؤمن بضرورة التوصل إلى حلّ الدولتين، على نحوٍ يضمن بأنّ هذا الحل لا يمنح الفلسطينيين الكثير من حقوق هذهِ التسوية السياسيّة، في وقت توجد فيه الفئة الحاكمة المتطرفة التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني على الإطلاق.
فهل ستشكّل المواقف العربيّة والدوليّة المؤيدة للقضيّة الفلسطينيّة عامل ضغطٍ على المجتمع الأمريكي الذي يبحث عن مصالحه؟
لاشك بأنّ الضغط الشعبي مع التحول السياسي الذي تشهده المنطقة هو الذي دفع الدول الأوروبية لاتخاذ هذا الموقف، في وقت بات ما يزيد عن مليون وتسعمئة ألف غزي نازحين قسرًا في القطاع، حسب إعلان الأنروا قبل أيام، التي هي دعت إلى وقف الحرب، ومؤكّدة أن حجم الدمار في القطاع لا يمكن تصوره.
فمدينة غزّة وحدها شهدت نزوح أكثر من نصف مليون فلسطيني، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته هناك.
ورغم التنديد والضغط الدوليين لا يوجد حتى الآن حل أو خيار لوقف ما يجري في القطاع، خصوصًا مع مضي إسرائيل بالحل العسكري، وتوقف الحديث عن أي احتمالٍ لعقد أي اتفاق يوقف هذهِ الحرب.
فما تداعيات هذا النزوح الجماعي على المستوى الإنساني وما هي الحلول؟ وكيف يمكن وقف هذه المعاناة؟.
الخوف أن يكون اعتراف الدول الغربيّة بقيام الدولة الفلسطينيّة لا يعني إقامة دولةٍ حقيقية.
فهل هذهِ الدول التي تعترف بإسرائيل أولًا قادرة أن ترسم حدودها؟ وهل هي قادرة أن تمنع نتنياهو أن يتخذ من موجة الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين والتي اعتبرها هو بنفسه تهديدًا وجوديًا لإسرائيل من جعلها سبعة أكتوبر جديد لينقض على الضفّة ويحتل غزّة؟.
نتنياهو خلال الأيام الماضية كان واضحًا وهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى وتوسيع الاستيطان ومخططٍ للتهجير وقتل قضية شعب بأسره، وتغيير ديمغرافي تاريخي، وفرض السيادة على غور الأردن ومناطق في الضفّة الغربية، كردٍ على الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، بينما يتجسّد المشهد التاريخي في رفع العلم الفلسطيني على السفارة في لندن بعد اعتراف بريطانيا بفلسطين كدولة، في وقت يشهد قطاع غزة حملة إبادة وتجويع من طرف إسرائيل
الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة يتوالى، والدول التي تُعلن ذلك تتمسك بضرورة تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وضرورة حلّ الدولتين.
الولايات المتحدة الأميركية تصف اعتراف عددٍ من حلفائها الرئيسيين بالدولة الفلسطينيّة بأنّه استعراضي.
ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعهد بأنّه لن تكون هنالك دولة فلسطينيّة، ويلوح بتوسيع الاستيطان وضم الضفّة الغربيّة.
فهل هناك ضوءٌ أخضر أميريكي لإسرائيل؟
وهل خطوات الاعتراف بفلسطين شكّليّة أم جوهريّة؟
وكيف ستردّ إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب استضاف يوم أمس قمّة أمريكية عربيّة إسلاميّة في نيويورك طرح فيها رؤيته نحو تحقيق السّلام.
القمّة جاءت في وقت توالت اعترافات عددٍ من الدول بالدولة الفلسطينيّة ضمن جهودٍ تقودها السعوديّة وفرنسا للدفع باتجاه حلّ الدولتين.
حلٌّ تعارضه واشنطن بطبيعة الحال، فيما تكمن التساؤلات حول؛ هل هناك ثقة بوجود رغبة للسّلام لدى الجانب الأميركي في هذا التوقيت؟
وهل يثق المواطن العربي والأوروبي بأنّ ترامب يريد السّلام في وقت يرفض فيه حلّ الدولتين ويلتمس للمتطرفين الأعذار لهم ويستمر في حرب غزّة ويزود إسرائيل بالأسلحة؟
وما هو مفهوم السّلام الذي يريده ترامب وهل يختلف عن مفهوم السّلام لدى الشركاء في الدول العربيّة؟
وهل السّلام الذي يريده ترامب هو الذي تريده إسرائيل والذي يتمثل في السّلام من خلال القوّة والقضاء على حركة حماس وتهجير أهالي غزّة والمجاعة الجماعيّة؟ وهل هي الطريق لإنهاء المأساة الإنسانيّة في القطاع؟
دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها من الدول تعترف بدولة فلسطين مستقلّة؛ لتنضم لبقية الدول التي اتخذت أو ستتخذ هذهِ الخطوة وهي دولٍ وازنة في المشهد الدولي، مثل إسبانيا وفرنسا والنرويج والسويد وغيرها، والتي جاءت قُبيل مؤتمر حل الدولتين والذي ترأسته فرنسا والسعودية وعقد في مدينة نيويورك يوم أمس الأول الاثنين.
رسالة هذهِ الدول لإسرائيل واضحة؛ هي أنّ تل أبيب لم تتخذ خطواتٍ جوهريّة ملموسة لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وأنّ حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد والمضمون لسّلامٍ مستدام.
رئيس الوزراء البريطاني أكّد أنّ هذه الخطوة ستسهم في عملية السّلام، في أهم محطّاتِ حلّ الدولتين.
نتنياهو ردّ بالقول بأنّ وجود الدولة الفلسطينيّة يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وبأنه سيرد على هذا التحرك بعد عودته من نيويورك.
أمّا اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قال بأنّ الرد الإسرائيلي سيكون عبر السيطرة الكاملة على الضفّة الغربيّة.
فما الضغط الذي تشكّله هذهِ الاعترافات على إسرائيل؟!.
وهل ستسهم في حلّ الصراع القائم منذ عقود؟ وكيف سترد الدول الغربيّة على خطّة التوسّع الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة؟.
الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينيّة هي خطوة في غاية الأهمية، وهي رسالة أمل للفلسطينيين كما وصفتها وزارة الخارجيّة الفلسطينيّة، وللضغط على الإسرائيليين وقطع الطريق على حركة حماس التي كرست الإنقسام في الداخل الفلسطيني خلال عقود مضت من الزمن، ووفرت الذرائع لإسرائيل لقتل إتفاقية أوسلو، والطعن في شرعيّة منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
صحيح أنّ الاعتراف من عدمه لا يمكن أن ينشيء دولةٍ فلسطينية؛ لأن الدولة حسب القانون الدولي تتطلب توفير الأرض المحددة وحكومة تمارس السيادة وقدرة على التعامل مع العالم؛ إلا أن هذهِ الاعترافات خطوة واضحة نحو دعم القضيّة الفلسطينيّة على أمل التوصل إلى حل الدولتين.
الفلسطينيون يمتلكون بعض المقومات التي هي متطلب لقيام الدولة؛ لكنّهم يفتقدون أخرى جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتوسع الاستيطان من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
إسرائيل تستخدم كل ما لديها من ذرائع لدفنِ حلِ الدولتين، لكنّ الاعترافات تعني بأنّ العالم لم يعد يقبل استمرار الوضع الراهن.
فهل هذهِ الاعترافات بداية مسار فعلي يقود إلى قيام دولة فلسطينيّة أم مجرد صدى رمزي يضيع وسط الواقع الصعب؟!.
بريطانيا التي هي في الذاكرة الجمعيّة العربيّة؛ إذ هي من أعطت فلسطين في العام ألفٍ وتسعمئة وسبعة عشر للجانب اليهودي؛ من خلال وعد بلفور الذي حرم الفلسطينيين من أرضهم، لكنّها اليوم تعترف بالدولة الفلسطينيّة، وهو ما يعني بأنّ لندن أدركت بعد عقودٍ من الزمن بأنّ إنكار إسرائيل للحق الفلسطيني بوجود أرضهم دفع لاتخاذ هذهِ القرارات المتتالية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لحلّ الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تهتم بها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية.
هذا الاعتراف خطوة في غاية الأهمية، لكنّ ما سيتبعه من خطوات فعليّة هو الأهم، لأن الخطوات التي من الممكن أن تلي الاعتراف تدل على التغيير الجوهري والأخلاقي في سياسات الدول التي أعترفت، وهو أمر مرهون في الاستعداد للتعامل مع الرد الإسرائيلي المرتقب من هذهِ القرارات، من خلال التصعيد واتخاذ خطوات عقابية ضد إسرائيل ربما تصل إلى عقوبات اقتصادية متدرّجة.
اللافت للانتباه بأنّ بريطانيا أعلنت الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية قُبيل عقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة دون انتظار، وهو أمر قد يكون مرتبطا بسياسة حزب العمال البريطاني الذي كان قد تعهد قبل فوزه بالانتخابات الأخيرة بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة.
الوضع الداخلي للحزب هو الذي دفع لاتخاذ هذا القرار؛ لكن جديّة هذا القرار مرتبط في مدى التأثير على وقف حرب الإبادة الجماعية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض ضم الضفّة الغربيّة.
فهل العناد السياسي بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينيّة سيقرّب العالم من التوصل إلى حلّ الدولتين، وسيجعل الشرق الأوسط أفضل أم أنّه سيؤدي إلى ردّت فعل إسرائيليّة كبيرة ستدخل الدول الأوروبية إلى إشكالية مع واشنطن؟.
نتنياهو هو الآخر سيترقب اجتماعه مع ترمب لجس نبض الإدارة الأمريكية ومعرفة ما هو الدعم المقدّم من قبلها له قبل إتخاذ خطوات مرتقبة من جانب الحكومة المتطرفة الإسرائيليّة.
إسرائيل اليوم تعاني من إشكالية كبيرة في المجتمع الإسرائيلي الذي يضم مكونات تؤمن بضرورة التوصل إلى حلّ الدولتين، على نحوٍ يضمن بأنّ هذا الحل لا يمنح الفلسطينيين الكثير من حقوق هذهِ التسوية السياسيّة، في وقت توجد فيه الفئة الحاكمة المتطرفة التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني على الإطلاق.
فهل ستشكّل المواقف العربيّة والدوليّة المؤيدة للقضيّة الفلسطينيّة عامل ضغطٍ على المجتمع الأمريكي الذي يبحث عن مصالحه؟
لاشك بأنّ الضغط الشعبي مع التحول السياسي الذي تشهده المنطقة هو الذي دفع الدول الأوروبية لاتخاذ هذا الموقف، في وقت بات ما يزيد عن مليون وتسعمئة ألف غزي نازحين قسرًا في القطاع، حسب إعلان الأنروا قبل أيام، التي هي دعت إلى وقف الحرب، ومؤكّدة أن حجم الدمار في القطاع لا يمكن تصوره.
فمدينة غزّة وحدها شهدت نزوح أكثر من نصف مليون فلسطيني، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته هناك.
ورغم التنديد والضغط الدوليين لا يوجد حتى الآن حل أو خيار لوقف ما يجري في القطاع، خصوصًا مع مضي إسرائيل بالحل العسكري، وتوقف الحديث عن أي احتمالٍ لعقد أي اتفاق يوقف هذهِ الحرب.
فما تداعيات هذا النزوح الجماعي على المستوى الإنساني وما هي الحلول؟ وكيف يمكن وقف هذه المعاناة؟.
الخوف أن يكون اعتراف الدول الغربيّة بقيام الدولة الفلسطينيّة لا يعني إقامة دولةٍ حقيقية.
فهل هذهِ الدول التي تعترف بإسرائيل أولًا قادرة أن ترسم حدودها؟ وهل هي قادرة أن تمنع نتنياهو أن يتخذ من موجة الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين والتي اعتبرها هو بنفسه تهديدًا وجوديًا لإسرائيل من جعلها سبعة أكتوبر جديد لينقض على الضفّة ويحتل غزّة؟.
نتنياهو خلال الأيام الماضية كان واضحًا وهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى وتوسيع الاستيطان ومخططٍ للتهجير وقتل قضية شعب بأسره، وتغيير ديمغرافي تاريخي، وفرض السيادة على غور الأردن ومناطق في الضفّة الغربية، كردٍ على الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، بينما يتجسّد المشهد التاريخي في رفع العلم الفلسطيني على السفارة في لندن بعد اعتراف بريطانيا بفلسطين كدولة، في وقت يشهد قطاع غزة حملة إبادة وتجويع من طرف إسرائيل
التعليقات